قتل مسلحون وكيلين للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في هجومين منفصلين في الديوانية والبصرة مساء الخميس، الامر الذي دعا وكيله في البصرة الى تعليق صلاة الجمعة في المدينة احتجاجاً على هذه الاغتيالات محملاً الحكومة العراقية مسؤولية تردي الاوضاع الامنية في المحافظة. وقال مصدر في شرطة الديوانية 180 كلم جنوببغداد ان"مسلحين مجهولين اغتالوا ليل الخميس - الجمعة الشيخ عبدالكريم بشير، وكيل السيستاني في الديوانية، اثناء عودته الى منزله في حي الفرات وسط المدينة". وفي البصرة 550 كم جنوببغداد اغتال مسلحون مجهولون ليل الخميس - الجمعة الشيخ أمجد الجنابي، معتمد السيستاني في قضاء الزبير ومدير مؤسسة المرتضى الثقافية في النجف، واصابوا قريبه الشيخ عدنان الجنابي. وحمل وكيل السيستاني في البصرة الشيخ محمد فلك الحكومة العراقية مسؤولية تدهور الأوضاع في المحافظة"بعدما طاولت الاغتيالات ثلاثة من وكلاء السيستاني منذ بداية الشهر الماضي في البصرة فقط". واتهم في اتصال مع"الحياة"، جهات سياسية لم يسمها"افلست من العملية السياسية تسعى الى نسف هذه العملية من خلال العمل على تقويض الامن، ولديها قوائم لعدد من الشخصيات الدينية ورجال المرجعية لتصفيتهم". وعزا استهداف المرجعيات الدينية الى محاولة"اسكات صوت الاعتدال ليطغى التطرف على الساحة"وقال:"كان خطاب المرجعية، ولا يزال، معتدلا في وقت لا يروق للكثيرين في البصرة هذا الاعتدال". وتابع ان البصرة"تشكو من وضع امني متسيب بسبب غياب الدولة وسلطة القانون، كون جهاز الشرطة وقوات الامن مسيسة وتدين بالولاء لاحزابها قبل اجهزتها الحكومية، ما جعل البصرة ارضا خصبة لتجنيد العملاء والعمل لصالح دول اخرى ... وساهم في استشراء هذه الموجة ضعف اجراءات الحكومة وتصديها لمثل هذه الخروقات". ولفت فلك الى"سيارات مظللة من دون لوحات تسجيل تجوب شوارع المدينة وتوزع الموت على الابرياء على مرأى ومسمع السلطات التي لا تتخذ بحقها أي اجراء، ولا تجرؤ حواجز التفتيش على ايقافها والتدقيق في هويات راكبيها خوفاً من بطش من يقف خلفها". واحتجاجاً على عمليات الاغتيالات التي طاولت معتمدي السيستاني قرر فلك"تعليق الصلاة في المساجد بسبب ضعف الخيارات الموجودة لاستنكار هذه الجرائم"وتابع"في حال استمرار ضعف الاجراءات الامنية سنضطر الى الاعتكاف في بيوتنا حفاظا على ارواحنا". وطالب ممثل السيستاني في البصرة رئيس الوزراء نوري المالكي ب"أن يعلم بأننا في البصرة بحاجة الى قيادة قوية مرتبطة به لا تخشى في الله لومة لائم توفر الامن للعباد وتحافظ على اموالهم". الى ذلك اتهم"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"في بيان نشر على موقع"براثا"الالكتروني التابع له"عصابات الطابور البعثي الخامس بتنفيذ عملية اغتيال الجنابي". وذكر احد اعضاء مجلس المحافظة رفض الاشارة الى اسمه ل"الحياة"ان"المحافظة تشهد حرباً بين الاحزاب الشيعية بالنيابة عن دول في المنطقة". وتعرض ثلاثة من ممثلي السيستاني خلال الاسبوعين الماضيين الى محاولات اغتيال في البصرة، قضى فيها كل من السيد مسلم البطاط إمام جامع في منطقة المشراق وسط المدينة، والسيد حسين الحسيني امام جامع المحطة في منطقة المعقل شمال المدينة ونجا السيد عماد عبدالكريم إمام جامع موسى الكاظم في منطقة حي الحسين، وأحد وكلاء السيد السيستاني في البصرة من محاولة اغتيال تعرض لها مساء الثلثاء فيما قتل أحد أفراد حمايته. يشار الى ان موجة من الاغتيالات تستهدف وكلاء ومعتمدي السيستاني منذ ثلاثة اشهر حيث قتل ثلاثة منهم في النجف منذ شهر حزيران يونيو الماضي. وكانت"الحياة"نقلت عن عضو مجلس محافظة البصرة فؤاد المازني تحذيره أول من أمس من"مخطط واسع بأجندة خارجية لتقويض مركز المرجعية في النجف خصوصاً مرجعية السيستاني، باستهداف وكلائه ومعتمديه".