سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال عشرات من عناصر "القاعدة" في 3 محافظات وواشنطن "قلقة". مستشار الرئيس اليمني ل "الحياة": اعتداء مأرب عمل جنوني تجاوز مرتكبوه قيم الإسلام وتقاليدنا
وصف مستشار الرئيس اليمني الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشريف الهجوم الانتحاري على قافلة السياح الإسبان في محافظة مأرب الإثنين الماضي بأنه "عمل جنوني تجاوز مرتكبوه كل قيم الدين الإسلامي الحنيف وكل مبادئ وأخلاق الشعب اليمني وأعرافه وتقاليده". في وقت اعتقلت السلطات اليمنية عشرات المشتبه بصلتهم بتنظيم "القاعدة" في محافظاتصنعاء وأبين وعدن منذ الهجوم الانتحاري الاثنين الماضي ضد موقع سياحي، ما أسفر عن مقتل سبعة سياح إسبان ويمنيين اثنين. ودان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيان"بقوة العملية الارهابية"معرباً عن"تضامنه العميق مع اليمن الشقيق في مواجهة محاولات العبث بالوضع الأمني من خلال مثل تلك العمليات الارهابية التي تهدف الى تعطيل الجهود الواضحة للسلطات اليمينية لتنمية الاقتصاد وتحقيق الرفاهية للشعب اليمني". وقال الشيخ الشايف ل"الحياة"إن"الإرهاب"آفة ليس اليمن وحده من يعانيها وإنما أشقاؤنا في الدول المجاورة وفي العالم الإسلامي وأصدقاؤنا في العالم بأسره أيضاً، وهو ما يوجب علينا جميعاً التصدي لهذا"الإرهاب"والقضاء عليه من منابعه مطالباً الأشقاء والأصدقاء بالوقوف الى جانب بلادنا في محاربة الإرهاب والتطرف والغلو. وفيما نددت كل الأوساط الشعبية والرسمية والحزبية في اليمن بالهجوم دعا وزير الداخلية اليمني نائب رئيس الوزراء الدكتور رشاد العليمي المجتمع الدولي الى تعزيز دعمه لجهود اليمن في مكافحة الإرهاب. واعتبر أن اليمن يدفع ثمن تعاونه الدولي في مكافحة الإرهاب بمثل هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف القضاء على حركة السياحة في البلاد وقتل الأبرياء وتخريب علاقات اليمن بالعالم. وأشار الى أن هجوم مأرب أحدث ضرراً بالاقتصاد اليمني في قطاع السياحة. ووصف العليمي في تصريحات صحافية أمس"الإرهاب"بأنه ظاهرة عالمية ينبغي مواجهتها، وأضاف"نحن في الواقع نواجه حرباً مع العناصر الإرهابية وقد تكون موجوده في أي مكان في العالم أو في اليمن أو مع عناصر تنتمي الى جنسيات أخرى". ووعد العليمي باستكمال التحقيقات الأولية عن هجوم مأرب خلال الساعات المقبلة. كما أكد عدم ممانعة الحكومة اليمنية استقبال فريق تحقيق اسباني للمشاركة في عملية التحقيق التي تجريها الأجهزة اليمنية المختصة،"وسنعلن النتائج أولاً بأول بالاشتراك مع الجانب الاسباني". من جهته، أكد وزير السياحة والصناعة الاسباني الذي زار صنعاء أول من أمس، استعداد بلاده تقديم كل العون الذي تحتاج اليه السلطات اليمنية في التحقيق وكشف كل من يقف وراءه، مشيراً الى أن أولوية الجانبين اليمني والاسباني الآن تتمثل في الاهتمام بالمصابين والجرحى وإعادتهم الى أسرهم في اسبانيا وتخليد من سقطوا في الحادث. وألغت وكالات السياحة الاسبانية رحلاتها الى اليمن حتى التحقق مما يجري بعد حادث الهجوم. ويراوح متوسط عدد السياح الاسبان في اليمن بين 400 و500 سائح سنوياً. ودعت جمعية وكالات السياحة والسفر اليمنية الأحزاب السياسية والقوى الفاعلة ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في مسيرة جماهيرية اليوم الخميس في صنعاء للتنديد بالارهاب، وتعبيراً عن إدانة الشعب اليمني للهجوم الانتحاري أمام معبد الملكة بلقيس الأثري في مأرب. واعتبر ديبلوماسيون أن الاعتداء الانتحاري يُظهر أن تهديد"القاعدة"لا يزال قوياً في اليمن على رغم الضربات الموجعة الذي تلقاها التنظيم في هذا البلد. وقال نبيل خوري نائب رئيس البعثة الديبلوماسية في السفارة الأميركية إنه"أمر جديد بالنسبة إلى اليمن، وهو بالفعل أمر مقلق"، في إشارة الى الاعتداء الانتحاري الذي يعتبر أول هجوم من نوعه يستهدف سياحاً غربيين. وأضاف أن التهديد الارهابي الذي يمثله تنظيم"القاعدة"لطالما كان موجوداً في اليمن ولو أن السلطات اليمنية"حسنت آليات مكافحة الارهاب". وقال الديبلوماسي الأميركي"وجهنا توجيهات وتحذيرات خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين بعدم زيارة محافظة مأرب بسبب بعض المشاكل". إلا أن خوري أشار الى أن البعثة الديبلوماسية الأميركية لم تكن في حوزتها"معلومات محددة عن اعتداء وشيك". وقال خوري إن"أغلب الظن حالياً هو أن القاعدة هي وراء الهجوم... إنها النظرية التي نتبناها نحن والحكومة اليمنية". وأضاف أن"الولاياتالمتحدة شريكة كاملة لليمن"، مشيراً الى أن"وحدات مكافحة الارهاب اليمنية تدربها الشرطة الاميركية والبريطانية".