رد البيت الأبيض على قرار مجلس النواب المعارض لإقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق فأكد أن الادارة لا تسعى الى ذلك، موضحاً أن أي وجود عسكري أميركي هناك"مرهون بموافقة الحكومة العراقية التي بإمكانها في أي وقت طلب سحب القوات". على صعيد آخر، قتل أمس 64 عراقياً وخمسة جنود أميركيين، فيما استمرت عمليات مطاردة تنظيم"القاعدة"وأعلنت القوات الأميركية اعتقال 36 مشتبهاً بارتباطه بالتنظيم. في واشنطن، أكد الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو أن إدارة الرئيس جورج بوش"لا تسعى الى إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق". وأنها"لا تعترض"على تصويت الكونغرس الأخير لقطع الطريق عن هذه الخطوة. وأوضح أن الوجود العسكري في العراق رهن موافقة الحكومة في بغداد ما يجعله"غير دائم". وصوت مجلس النواب الأميركي بأكثرية ساحقة على مشروع قرار يمنع إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق، في خطوة تهدف الى زيادة الضغط على البيت الأبيض واستعجال انهاء المهمات العسكرية للجيش الأميركي هناك وحصرها بمحاربة تنظيم"القاعدة". ووافق 399 نائباً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري أول من أمس على نص القرار الرقم 46 الذي ينص بوضوح على أن"سياسة الولاياتالمتحدة ضد انشاء قواعد عسكرية أو ثكنات دائمة في العراق وضد بسط نفوذها على موارد النفط"، وعارض القرار 24 نائباً فقط. ووجه القرار رسالة قوية الى البيت الأبيض تتعارض مع رؤية الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع روبرت غيتس لمهمة القوات الأميركية في العراق، فقد حاول البيت الأبيض في نيسان أبريل الماضي مقارنتها مع الحرب الكورية 1950 - 1953، والتي ساعدت فيها واشنطنكوريا الجنوبية واحتفظت بعدها بثلاث قواعد جوية ما زالت هناك حتى اليوم. وأكد الديموقراطيون بعد التصويت أن النموذج العراقي يختلف عن التجربة في كوريا وأنهم يرفضون ابقاء عشرات آلاف الجنود في العراق لعقدين أو أكثر. في بغداد، شكك سياسيون وبرلمانيون عراقيون وقادة أمنيون بجدية قرار الكونغرس، وفيما شدد بعضهم على ان القرار جزء من الصراع الدائر بين الديموقراطيين والجمهوريين حول جدوى الحرب، رأى آخرون ان الواقع العملي يشير الى غير ذلك، فالقوات الاميركية تبني قواعد عسكرية ضخمة في أنحاء مختلفة. وقال النائب، من"الائتلاف"الشيعي، قاسم داوود ل"الحياة"ان"كل الاطراف السياسية تعمل على جلاء القوات الاجنبية الا أن هناك تبايناً في موعد هذا الانسحاب"، مشيراً الى أن"بناء قواعد عسكرية مستقبلاً أمر غير وارد كون الوضع العراقي في محيطه الاقليمي لا يسمح بذلك بسبب مخاوف دول الجوار من استمرار الوجود الأجنبي في العراق". أما النائب عن جبهة"التوافق"السنية حسين الفلوجي فلفت الى ان"الواقع العملي يشير الى ان الولاياتالمتحدة مصممة على بقاء دائم لقواتها في البلاد من خلال قيامها ببناء قواعد عسكرية ضخمة"، مضيفاً أن"من غير المنطقي ان تخوض واشنطن حرباً كبيرة كلفتها موارد بشرية وآلية ضخمة لتخرج بعد ذلك من دون وجود ما يثبت قدمها في البلاد". أمنياً قتل أمس 64 عراقياً في هجمات بينهم 20 سقطوا في انفجار سيارة مفخخة عند تقاطع الكرادة وسط العاصمة العراقية، و18 عُثر على جثثهم مصابة بأعيرة نارية يُرجح أن أصحابها قضوا في تصفيات مذهبية. جاء ذلك في حين أقرت القوات الأميركية بمقتل سبعة جنود في عمليات عسكرية خلال اليومين الماضيين في محافظة ديالى المضطربة شمال شرقي البلاد، حيث تشن عملية"السهم الخارق"لطرد تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". كما أعلن الجيش الأميركي اعتقال 36 شخصاً"يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة"في عمليات دهم متفرقة في مناطق شمال العاصمة يعتقد بأن التنظيم يستخدمها منطلقاً لاستهداف بغداد. واعتقلت قوات اميركية - عراقية مسؤولاً في"القاعدة"يشتبه بأنه"مزود رئيسي للسلاح في التنظيم". وكان بين القتلى عشرة من رجال الشرطة خمسة منهم ينتمون الى قوة مغاوير الداخلية الخاصة، في هجومين منفصلين في مدينتي الحلة وتكريت. وارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعاً للمحتفلين بفوز المنتخب العراقي لكرة القدم أول من أمس، الى 50 قتيلاً، وفقاً لبيان أصدره الجيش الأميركي.