الفريق الفتحاوي يرفع درجة الجاهزية.. و"قوميز": مباراة الوحدة موسمٌ كامل في 90 دقيقة    الإعلان عن أندية الدرجة الأولى الحاصلة على الرخصة المحلية    إدارة نادي الخليج تستقبل وفد اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    أوامر ملكية: تغييرات في إمارات المناطق وتعيينات قيادية رفيعة    أولوية وطنية.. نقلة نوعية في مصادر الطاقة    مؤتمر الاتصال الرقمي: القيمة والتفاعل    الراقي والعودة الكبيرة    الرواية والسينما وتشكيل الهوية البصرية    قيمة المثقف    الحج لله.. والسلامة للجميع    اضطرابات نفسية.. خطر صادم    مرضى الكلى.. والحج    نائب الرئيس الأميركي: الأزمة بين الهند وباكستان «ليست من شأننا»    الزيارة الثانية    اللغة العربية والهوية الوطنية    بتكوين ترتفع إلى 102385 دولاراً    ترامب يدعو إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" بين روسيا وأوكرانيا لمدة 30 يوماً    تشيلسي يهزم يوجوردينس السويدي ويبلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    الزمالك يطالب بحسم أزمة مباراة قمة الدوري المصري قبل مواجهة بيراميدز    العدالة يبدأ استعداداته لمواجهة نيوم في دوري يلو    بمشاركة (90) لاعباً .. اختتام تجارب أداء لاعبي كرة قدم الصالات    تطوير قطاع الرعاية الجلدية وتوفير أنظمة دعم للمرضى    الحجيج والهجيج    إحباط تهريب (43) كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر بجازان    الأمير محمد بن عبدالعزيز يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينه أميرًا لمنطقة جازان    الهلال الأحمر يُفعّل اليوم العالمي للهلال الأحمر تحت شعار "الإنسانية تجمعنا"    جامعة أمِّ القُرى تنظِّم الملتقى العلمي الرَّابع لطلبة المنح الدِّراسيَّة    رئاسة الشؤون الدينية تدشن أكثر من 20 مبادرة إثرائية    الربيعة يطمئن على صحة التوأم الملتصق الصومالي "رحمة ورملا"    اللغة تسهل اجراءات مبادرة طريق مكة في إسلام آباد    جامعة نايف للعلوم الأمنية تنال اعتمادا دوليا لكافة برامجها    تعليم جازان ينظم لقاءً تربويًا بعنوان رحلة التحول في منظومة حوكمة إدارات ومكاتب التعليم لمديري ومديرات المدارس    منظومة رقمية لإدارة دوري روشن بالذكاء الاصطناعي    جائزة البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية لمجمع الملك سلمان العالمي    قمة بغداد: نحو نهج عربي جديد    ريم العبلي وزيرة في المانيا حظيت باهتمام الناشطين العرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟    إنجازان جديدان لجامعة إماراتية التنبؤ بالجلطات الدموية والعزل بمخلفات النخيل    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة/ جواهر بنت بندر بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود    الزهراني يحتفل بزواج ابنه أنس    "النقل" تمهل ملاك القوارب المهملة شهرًا لمراجعتها    تصاعد وتيرة التصعيد العسكري.. الجيش السوداني يحبط هجوماً على أكبر قاعدة بحرية    أخبار وأسواق    ضبط (4) مقيمين لارتكابهم مخالفة تجريف التربة    90 مليار دولار إسهام "الطيران" في الاقتصاد السعودي    نُذر حرب شاملة.. ودعوات دولية للتهدئة.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهدد ب«كارثة نووية»    15 مليون دولار مكافأة لتفكيك شبكات المليشيا.. ضربات إسرائيل الجوية تعمق أزمة الحوثيين    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم الملتصق الصومالي "رحمة ورملا" إلى الرياض    الرُّؤى والمتشهُّون    ألم الفقد    استخدام الأطفال المصاعد بمفردهم.. خطر    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى الأحد المقبل    أحمد الديين الشيوعي الأخير    الأميرة دعاء نموذج لتفعيل اليوم العالمي للأسرة    الموافقة على استحداث عدد من البرامج الاكاديمية الجديدة بالجامعة    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    المرأة السعودية تشارك في خدمة المستفيدين من مبادرة طريق مكة    الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناس يتحدثون بلغة "حزب الله" عن "عقاب سياسي" ومرجع في وزارة المهجرين يرفض "المهاترات" . الدمار في مدينة بعلبك على حاله إلا قليلاً ودفع التعويضات ينتظر لائحة من بلديتها
نشر في الحياة يوم 06 - 05 - 2007

يقف الحاج يوسف عواضة في السوق التراثية لمدينة بعلبك، مثقلاً بالحزن الذي تسببت به الحرب الإسرائيلية الأخيرة له ولعائلته. فالغارات التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية بكثافة في أحياء"مدينة الشمس"وجعلتها الأكثر دماراً بعد الضاحية الجنوبية لبيروت، أصاب هديرها ودوي صواريخها أخته حياة بذبحة قلبية تسببت بإدخالها الى المستشفى، وما كادت الحرب تضع أوزارها حتى صدّعت غارة عنيفة منزلها التراثي في وسط السوق... فكانت النتيجة أن فارقت حياة الحياة خوفاً وحزناً على ذلك المنزل الجميل الذي كان مملوءاً بتحف لم يبق منها إلا فتات.
ولولا لجوء العائلة وفروعها وعددهم نحو مئة شخص، الى مزرعة تملكها على بعد نحو 6 كيلومترات من بعلبك، لكانت الخسائر في الأرواح أكبر... ذلك ان قسماً من العائلة كان لجأ الى المنزل في السوق للاحتماء به"لكن ابنتي انتبهت الى لافتة على الجدران الخارجية للبناية المقابلة خُط عليها"مؤسسة الشهيد"فاتصلت بي وأبلغتها بضرورة إخلائها". ولا يخفي الحاج يوسف استمرار حال القلق ويقول:"على رغم انتهاء الحرب منذ أكثر من 8 أشهر لا يزال بعض أفراد العائلة يخاف عندما يسمع هدير طائرة حربية ويفرّ الى المزرعة".
أما التعويض فلم يأتِ سوى من"حزب الله"الذي"أعطانا 10 آلاف دولار لترميم المنزل، فدفعنا فوقها 22 ألفاً في المستشفى أثناء علاج أختي ما اضطرني الى بيع بيتي"، على ما يؤكد الحاج يوسف.
تلك الغارة لحق أذاها بالسوق كله وبالمساكن المجاورة، استهدفت عشية وقف إطلاق النار، مبنى من 4 طبقات في إحداها مركز يعنى بعائلات شهداء"حزب الله"، وفي طبقته السفلية محال لبيع الأقمشة والجوخ.
كانت خطوات الحاج يوسف وهو يهم بصعود الدرج الى منزل أخته، بطيئة ومؤلمة خصوصاً أنها المرة الثانية التي يدخله فيها منذ لحق به الخراب. الركام والغبار وبقايا الأثاث وصور لا يزال بعضها فوق بعض في أرض المنزل، والجدران المصنوعة من الخشب المغطى بالطين تفرقت مفاصلها، والأبواب والشبابيك لم يبق منها سوى كوات اتسع مداها، والسقف بدأ العشب ينبت في شقوقه، ولولا تسنيد أساساته بجسور حديد لكان المنزل المؤلف من طبقتين سوّي بالأرض.
ويعتقد الحاج يوسف أن لا بنّاء قادراً على ترميم المنزل الذي يعود الى الحقبة العثمانية، ولا"نريده أن يدمر ويعاد بناؤه، وعلى رغم هذه الحال جاء موظفو وزارة المهجرين وكشفوا عليه وصنفوه في خانة الترميم المتضرر وليس اعادة الإعمار". والفارق بين التصنيفين يظهر في التعويض المالي الذي يعول عليه أهالي المدينة لإعادة بناء المنازل المدمرة واستكمال ترميم المتضررة. وحددت الحكومة اللبنانية بدل الترميم بين 200 ألف ليرة و30 مليوناً، أما الهدم الجزئي فتحسب كلفته بواقع 300 ألف ليرة للمتر على أن يكون الحد الأقصى للمساعدة 50 مليون ليرة، أما الهدم الكلي للوحدة السكنية فحددت قيمته ب 80 مليون ليرة اضافة الى 10 ملايين للأثاث.
تجار الأقمشة عادوا الى تجارتهم في تلك المحال التي لم تطلَ جدرانها بعد ولم تركب فيها واجهات، بل وضعوا بضاعة أتوا بها من بيروت والشام كيفما اتفق.
وعلى رغم أن الأنقاض رفعت من السوق والمبنى أعيد بناؤه وأصبح هيكلاً كبيراً من الخرسانة المنتظرة التشطيب، فإن كل الذين كانوا موجودين لحظة زيارة"الحياة"أجمعوا على التأكيد أنهم لم يتقاضوا أي مبلغ من الدولة بل مساعدة مالية من"حزب الله". وكان لافتاً أن كثراً تنادوا ليخبّروا قصصهم الهادفة الى إظهار حجم الضرر الذي لحقهم وعدم تقاضيهم تعويضات من الدولة لإعادة الإعمار ناهيك بالخسائر التي منيت بها تجارتهم، منتقدين الحكومة ومعتبرين أن"التأخر في الدفع مرتبط بالأزمة السياسية بين المعارضة التي يتقدمها"حزب الله"والحكومة التي تعاقب أبناء المنطقة على خياراتهم".
التاجر يوسف خطار عواضة يشغل محله منذ 60 سنة، لكنه لم يستطع العودة إلى محله إلا"بعدما اشتريته نزولاً عند شرط صاحب الملك، فبعت أرضاً واشتريت المحل ب 30 ألف دولار واستدنت 18 ألفاً اشتريت بها بضاعة":"هذه حال كل التجار الذين تقاضوا تعويضاً من"حزب الله"ولم يروا قرشاً واحداً من الدولة". وهذه الرواية يكررها الخياط وصاحب المطعم، وصاحب محل الملابس...
يعرف أهالي المدينة أن معظم الأحياء التي قصفت هي التي يقطنها مسؤولو"حزب الله"، وبخاصة الأحياء التي دمرت أجزاء منها بالكامل كحي"الشيخ حبيب"الذي يقطنه عضو مجلس شورى"حزب الله"الشيخ محمد يزبك، وحي"العسيرة"الذي يقطنه نائب"حزب الله"السابق محمد ياغي، وحي"اللقيس"وغيره.
حي الشيخ حبيب
حركة الإعمار في حي الشيخ حبيب الذي كان يقطنه الشيخ يزبك، كانت أكثر نشاطاً من غيرها من الأحياء التي طاولها الدمار. فعلى الأقل يرى زائرها ورشاً وعمالاً يبنون بينما تفتقر أحياء أخرى الى هذا المشهد. وعن سطح ورشة كبيرة في بناء بدأ العمل في طبقته الثالثة، نزل حسن يزبك وبصحبته معلمو البناء. يقول يزبك ان مبناه كانت تقطنه 5 عائلات، وهي لا تزال"مهجرة"في بلدة بوداي ويقيم افرادها في مدرستها:"عدنا الى بيوت أجدادنا المبنية من التراب". وعن تعويضات إعادة الإعمار، يضيف:"أي تعويضات! لم يطلّ علينا يتفقدنا أحد، ولم يرفعوا الركام بل نحن رفعناه على حسابنا ودفعنا 10 ملايين ليرة نحو 6 آلاف دولار والأنكى من ذلك عندما أردنا البدء بالإعمار اضطررنا لاعادة إصدار رخصة كلفتها 8 ملايين و700 ألف ليرة بينها 450 ألفاً للبلدية، بينما كانت البناية مفرزة ومسجلة في الدوائر العقارية". ولم يختلف مصدر المال الذي بدأ يزبك الإعمار به عن سواه:"أعطانا"حزب الله"50 ألف دولار وبدأنا بالعمل".
حي اللقيس
يجلس زين اللقيس وجاره يشربان قهوة، على شرفة منزله المرمم. وأمام ناظريهما مساحة فلشت تراباً أبيض غلف ما بقي من أنقاض 10 أبنية كانت تشكل حي آل اللقيس في وسط بعلبك. فالدمار كان كبيراً وهائلاً جعل الأبنية المتجاورة في خبر كان، بعث منها مبنى واحد يتوسط الساحة بهيكل خرساني من طبقتين بني لتوه.
ولولا قرار زين أن يبقي منزله ذا الطبقتين قائماً خوفاً من تأخر التعويضات"وهذا ما حصل أصلاً"، لكان الآن من دون مسكن، منتظراً كسواه من جيران أن تدفع لهم تعويضات إعادة الاعمار. ويقول:"لو لم يدفع لي"حزب الله"17800 دولار لما استطعت أن أرمم جزءاً من المنزل لأقيم فيه مجدداً". ويوضح أن كماً هائلاً من ركام الأبنية المجاورة، دفعه ضغط الصواريخ الى منزله وپ"رفعت 63 شاحنة من الردم".
وعلى رغم أن موظفي وزارة المهجرين زاروه قبل يوم ليكشفوا للمرة الثانية، يعتبر أن التأخر في دفع التعويضات"قصة سياسية وعلى الحكومة أن تفرج عن الأموال، علماً أن لبنان تلقى مساعدات مالية كثيرة لكننا لم نرَ شيئاً بعد".
ويصف رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال بعلبك بأنها"مدينة منكوبة"لأن الحرب"أزالت أحياء عن خريطة المدينة هي:"اللقيس"وپ"العسيرة"وپ"الشيخ حبيب"وبلغ عدد المنازل التي دمرت كلياً 365 وحدة سكنية". يقول:"كنا نتلقى الضربات بضجيج اعلامي بعيد من بعلبك، وبعد انتهاء الحرب كشفنا أهوالاً تفوق طاقة السكان خصوصاً في مجال اعادة الإعمار، خصوصاً أن الصواريخ التي رمتها الطائرات كانت تحول الأبنية الى غبار، إضافة الى تخريب البنى التحتية وإزالة معالم طرق بكاملها، وكذلك الخراب الذي لحق بالسوق التراثية وأبنيتها".
ويضيف الجمال:"لم يكن أمام البلدية التي بقيت الى جانب السكان تقوم بواجبها أثناء الحرب وتقدم مساعدات وتحاول إصلاح ما تضرر، إلا أن ترفع الصوت في الإعلام بأننا ننتظر المنقذ، جلنا في بعض الدول الأوروبية وأخيراً ذهبنا الى الدولة التي ربما كانت تنتظر مجيئنا، ولا نزال حتى الآن في طاحونة الكلام، علماً أن المملكة العربية السعودية أعلنت أنها تبنت اعادة اعمار ما هدم في بعلبك". ويتابع:"عقدنا أخيراً مع المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود اجتماعاً أثرنا فيه تأخر الوزارة في دفع التعويضات للمتضررين على رغم مضي أشهر على انتهاء الحرب وتقديمهم طلبات لإعادة الإعمار والترميم وإجراء مندوبي الوزارة الكشوف اللازمة، فطلب منا تزويده لائحة بالمنازل المدمرة للبدء في إجراءات دفع التعويضات، ونحن بدورنا أعددنا اللائحة وعقدنا جلسة للمجلس البلدي وبحثنا فيها ثم عرضناها على لجنة أصحاب البيوت المدمرة، وحصل إجماع على صحتها، ثم أحلناها الى لجنة في البلدية لملء نماذج زودتنا بها وزارة المهجرين ونحن الآن نعدها وهي تحتاج الى وقت، وسنرسلها مباشرة الى وزارة المهجرين"، مشيراً الى أن"كثيراً من العقارات المدمرة تشهد مشاكل لناحية الضم والفرز خصوصاً أن كثيراً من تلك المنازل كان مبنياً على عقارات غير مفرزة. ونحن في المجلس البلدي سنساعد في تجاوز هذا الأمر عبر إصدار تصاريح لإعادة بناء العقارات كما كانت قبل العدوان وعلى مسؤولية البلدية بصفتها سلطة محلية".
ويقول الجمال:"نحن على تواصل دائم مع الناس وهم يعيشون حالاً من الشك في ما اذا كانت الدولة ستدفع لهم التعويضات خصوصاً أنهم جميعاً قدموا طلبات وأجريت كشوف ومضت 8 أشهر ولم يروا شيئاً، بينما يرون أن"حزب الله"أجرى كشفاً في أيام ودفع لهم تعويضات استأجروا بها منازل واشتروا أثاثاً". ويؤكد أن"الدولة هي المسؤولة عن هذا التأخر علماً أن الأموال موجودة لدى الدولة، ونحن لا نريد الدخول في سجال وسننفذ طلب وزارة المهجرين".
ويسأل الجمال:"لماذا المناطق الأخرى مرتاحة أكثر من بعلبك؟ هل لأننا نقف الى جانب المقاومة نعاقب سياسياً؟ والتساؤل الكبير لماذا لم يدفع حتى الآن قرش واحد في بعلبك؟". ويشير الى أن"الوزارة انجزت 80 في المئة من الكشوفات وبدأ مندوبو شركة"خطيب وعلمي"يأتون للتدقيق في الكشوف والتصديق عليها".
ويقدم نائب رئيس البلدية الدكتور خالد الرفاعي، أرقاماً تفصيلية عن الأضرار في مدينة بعلبك:"هناك 350 وحدة سكنية دمَرت دماراً شاملاً، 4 آلاف وحدة دماراً جزئياً، و3 آلاف وحدة تحتاج الى ترميم، و300 محل دماراً شاملاً، و9 محطات وقود دماراً شاملاً والمدرسة، إضافة الى تدمير بعض الطرق، والخسائر التي لحقت بقطاعي الزراعة التي خسرت نحو 5 بلايين ليرة، والسياحة التي كانت تدر كل عام بليون ليرة لم يجن منها سوى 50 مليوناً".
أما في ما يتعلق بالمساعدات فيقول:"كانت حصة بعلبك من"الهيئة العليا للإغاثة"شبه معدومة، وهي لا تزال حتى الآن حبراً على ورق، واذا استخدم هذا الورق علفاً للحيوانات لأطعم"غنم الكيال"، وكل ما قدمته"الهيئة"هو نظري وننتظر تطبيق الوعود لنعتذر في ما بعد اذا أسأنا إليهم".
وعن التعويضات من وزارة المهجرين للترميم وإعادة الإعمار، يقول:"لم تف الوزارة بالشق المطلوب منها، حتى الكشف يجرى في شكل بطيء جداً ونرجح ان الأمر سيتطلب سنوات. أما"حزب الله"فأجرى كشفاً سريعاً عبر مؤسسة"جهاد البناء"ودفع تعويضات للناس في شكل جزئي تفاوتت بين 10 آلاف دولار و12 ألفاً للوحدة السكنية علماً أن الأضرار تفوق ذلك وتنتظر الكشف النهائي للدولة، وعلماً أن سكان المنطقة يرون أن في الأمر عرقلة ويسألون عن الغاية منها، بينما تمشي طلبات أناس لهم أولويات بدعم من جهة معينة". وهل أوجد الأمر أزمة سكنية؟ يجيب الرفاعي:"لم تحصل أزمة سكنية نظراً الى العلاقات الاجتماعية وروابط القربى بينهم".
"حزب الله"
ويبدو أن انطباع الناس عن الأسباب"السياسية"للتأخر في دفع تعويضاتهم، يأتي انسجاماً مع موقف"حزب الله"الذي يتزعم المعارضة في خلافها مع الحكومة. ويقول أحد أعضاء لجنة العمل البلدي في"حزب الله"في بعلبك هاني فخر الدين:"نحن نرى أن هناك قراراً سياسياً للتأخير لا علاقة له بما يقال عن ملفات ومسح."حزب الله"أنجز في أسبوع كل الكشوفات ودفع التعويضات للناس". ويعتبر فخر الدين أن"ما يحصل ينسجم مع العدوان الإسرائيلي".
{ يشكو سكان مدينة بعلبك ومجلس بلديتها من عدم تقاضي أصحاب المنازل المدمرة والمتضررة جراء الحرب الإسرائيلية في تموز يوليو الماضي أي تعويضات من الدولة اللبنانية حتى الآن. وفي جولة ل"الحياة"في المدينة بدت الأضرار على حالها، خصوصاً في الأحياء التي شهدت دماراً كاملاً. وبينما أثنى السكان على التعويضات التي قدمها إليهم"حزب الله"وتفاوتت بين 10 آلاف دولار و12 آلفاً لأصحاب الوحدات السكنية المدمرة جزئياً أو كلياً، انتقدوا الحكومة بشدة، معتبرين أن وراء التأخير"أسباباً سياسية عقاباً لوقوفنا الى جانب المقاومة". لكن مصدراً رفيعاً في وزارة المهجرين رفض هذا الكلام، مؤكداً ل"الحياة"أن الأسباب"فنية"، وواعداً ببدء دفع التعويضات خلال شهر.
مصدر في وزارة المهجرين يعزو التأخر الى "الشيوع والفرز"
رفض مصدر رفيع المستوى في وزارة المهجرين التعليق على الكلام الذي يقوله الناس والسياسيون بأن التأخر في تسديد التعويضات في بعلبك عقاب سياسي، مؤكداً أنه لا يريد"الدخول في المهاترات السياسية". وعزا المصدر التأخير الى أسباب فنية محضة تعرفها بلدية بعلبك. وأشار المصدر الى أن المدير العام للوزارة أحمد محمود عقد أخيراً اجتماعاً مع رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال، تركز فيه البحث على هذه القضية، وتبين"أن هناك الكثير من المشكلات الفنية في ملكية العقارات لناحية الشيوع والفرز وهناك حالات معقدة. لكن على رغم ذلك اقترح المدير العام تسهيلاً للملف، أن تعد البلدية لائحة بالعقارات المتضررة كلها وترسلها إلى الوزارة للبدء بدفع التعويضات تحت بند"الحالات الاستثنائية".
وأوضح المصدر ان هناك ملفات ل 300 وحدة سكنية دمار كامل، وپ1500 وحدة متضررة، مؤكداً أن"الكشوف أجريت وأن كثيراً من الطلبات أصبح جاهزاً للدفع وخلال هذا الأسبوع ستحال نحو 150 ملفاً إلى صندوق المهجرين للدفع، وهناك نحو 300 ملف أحيلت للتدقيق والمصادقة لدى"خطيب وعلمي"، وبالتالي هناك 450 ملفاً استكملت من الناحية الفنية"، متوقعاً أن يبدأ الدفع خلال أقل من شهر.
لائحة مفصلة بالمساعدات ومناشدة للسعودية
تحصي بلدية بعلبك حجم المساعدات التي قدمت الى المدينة أو وعدت فيها من دول ومنظمات. ولا يفوت المسؤولين في البلدية الحديث عن وعد المملكة العربية السعودية بناء كل ما دمر في المدينة، شاكرين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مكرمته"لكن الهبة السعودية لم يفرج عنها بعد وهي موجودة لدى الدولة". ويقولون أيضاً انهم علموا بالتواتر أن رومانيا تبرعت بنصف مليون يورو لبعلبك"لكن لم نرَ شيئاً على الأرض".
أما المؤسسات والمنظمات التي قدمت مساعدات فهي:
"صندوق التنمية الكويتي"في صدد تأهيل مدخل بعلبك الجنوبي، والسوق القديمة، وتعهد بمساعدات واعدة. لكن تقريراً ل"الهيئة العليا للإغاثة"أوضح أن المبلغ هو 40 مليون دولار لتأهيل طريق رياق بعلبك والإضافات ومدخلي بعلبك الجنوبي والشرقي وترميم السوق القديمة.
برنامج"يو ان دي بي"الذي يتولى مشاريع اعادة تأهيل الطرق المدمرة ومصارف مياه الأمطار في وادي السيل الذي تعرض لدمار شامل، بهبة سويدية قيمتها 200 ألف دولار.
جمعية"مرسي كور"التي تولت ترميم 10 مدارس في بعلبك، وأنشأت حديقة للأطفال وبعض الملاعب الصغيرة.
"المنظمة الدولية للهجرة"قدمت مساعدات عينية للمدارس عبر تجهيزات ومعدات وملابس مدرسية، وهي الآن تقدم 30 منزلاً جاهزاً ليقطن فيها سكان منازل دمرت بالكامل، ريثما يعيدون بناء منازلهم. والمنظمة بصدد إنشاء بعض المشاريع الإنتاجية الصغيرة لأصحاب اليد العاملة في إطار رفع الحرمان عن بعلبك.
"كاريتاس العالمية": وافقت على تأهيل بعض الطرق وخصصت 250 ألف دولار كمرحلة أولى، على أن تكون هناك بعض المشاريع الاجتماعية تدرس حالياً مع البلدية.
"بريمير امرجنيسي"تعهدت تقديم الأثاث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.