لا يكلّ عزم الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن تقديم القدوة الحسنة، بالأفعال لا بالأقوال، زاده الله عزماً وقوة. من هنا لا يستغرب اهتمامه بما نشر عن الأحوال المتردية للفنان سالم الحويل، فكان أن أرسل من يواسيه، وخُصصت له وحدة سكنية في مشروع الإسكان، وإلى حين ذلك تم البحث له عن سكن موقت لائق. حرص أمير الرياض على متابعة شؤون أهالي المنطقة وسكانها. امتزجت فيه القدرة على النهوض بالمسؤولية مع خفقات قلب إنسان كبير، يبحث ويتابع من دون كلل أو ملل، على رغم ضخامة حجم المسؤوليات وتشعُّبها. الغائب عن الاهتمام بمثل هذه الشؤون الملحة جهات منوطة بها المسؤولية. لا حس ولا خبر لوزارة الشؤون الاجتماعية في قضية منشورة تم ذكر اسمها فيها. قال سالم الحويل"المُقْعَد"، إن هذه الوزارة لم تسلّمه سيارة خاصة أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. إلا أن غياب التفاعل من الوزارة ليس حدثاً نادراً، فقبل أيام بثت القناة الأولى برنامجاً حوارياً عن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي من صلب مسؤوليات الوزارة، كانت مطالبات وأحلام وأمنيات الحضور من ذوي الاحتياجات الخاصة تطير في الهواء، فلا مسؤول يرد عليها، حتى أن أحدهم ذكر لجنة في الوزارة خصصت لرعاية شؤونهم قائلاً إنه لم يجد لعملها أثراً يذكر، حتى نسي اسم الدكتور الذي يرأسها. حتى الاتصال تفاعلاً لم يأت سوى من الأمير سلطان بن سلمان، إذ حاول - في مكالمة هاتفية - إحياء الأمل في نفوس الحضور من المنتظرين اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية، وأكد أهمية مشروع المجلس الأعلى لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يؤمَّل أن يرى النور قريباً. وكانت الوزارة الغائب الوحيد عن الحضور، في شؤون اجتماعية أخرى مماثلة تنشرها الصحف عن أحوال أفراد ضاعوا وتاهوا على هامش المجتمع، لا تجد إجراءً فعّالاً من الوزارة الموقرة. وفي هذا المكان أشرت قبل أسابيع إلى قصة الشاب الهائم في الشوارع، الذي نشرت"الرياض"عن حاله مرتين إلى أن تجاوبت الوزارة، لتصلني رسالة من الأخ أحمد الشاجري تبين أن الشاب هرب من المركز الاجتماعي الذي تمت استضافته فيه ولم يسأل عنه أحد، وعاد للشوارع تحت أشعة الشمس المحرقة. ويذكر الأخ احمد أنهم عند السؤال لا يحصلون سوى على معلومات متضاربة. ويختم رسالته بقوله:"نأمل بحث المسؤولين على بذل الجهد في علاجه وإعادته إلى عمله، إذ إن والده رجل فقير كبير في السن، وكذلك أمه واثنان من إخوانه يعانون من المرض نفسه، ولا يستطيعون بأية حال متابعة علاجه، بل هم في حاجة إلى علاج"، والله المستعان. [email protected]