الارجح أن يُحدث اكتشاف نجمة معمرة في مجرتنا الذي توصل اليه فريق علمي من جامعة اوستن بولاية تكساس، أثراً مدوياً في أوساط علم الفلك الحديث، بالنظر الى أنها نظرية تتحدى الكثير من النظريات العلمية عن ولادة الكون، وخصوصاً نظرية ال"بيغ - بانغ"أي"الانفجار الكبير" الشهيرة. وأول ما تتفرد به هو عمر الكون الذي قدرته د.آنا فريبيل، بقرابة 13.2 بليون سنة، فيما تورد نظرية"بيغ - بانغ"بأن عمره هو قرابة 13.7 بليون سنة. وبذا، تكون هذه النجمة قد ولدت بعد"الانفجار الكبير"بأقل من نصف بليون سنة. وبموجب النظريات التقليدية، لا تسمح تلك الفترة بولادة"طبيعية"لنجم. وبديهي القول إن النجمة المُكتشفة تُعدّ من أكبر النجوم المُكتشفة عمراً. ويزيد في تعقيد الأمور، ان تلك النجمة، وقد أُطلق عليها اسم"1523-0901"، تقيم في مجرتنا"درب التبانة"، التي يُفترض أن يُعاد النظر في طريقة تشكلها، وفي ولادتها مع بقية المجرّات، بعد هذا الاكتشاف غير المتوقع، حتى أن طريقة التعرّف اليها لم تكن مألوفة. فقد رُصدت بواسطة تليسكوب"كيويون"، وهو أحد 4 تليسكوبات ضخمة يزيد قطر عدستها عن 8.2 متر منصوبة في"المرصد الأوروبي الجنوبي"في تشيلي، ضمن مشروع علمي ضخم يُطلق عليه اسم"التليسكوب الفائق الضخامة". ونُشر الاكتشاف في مجلة"استروفيزيكال جورنال"المتخصصة بعلم الفلك. ويؤدي التغيير بالنظر الى عمر المجرّات وطريقة تشكلها، الى تغيير جذري بالنظر الى العلاقة بين تلك المجرات أيضاً. وراهناً، تعتبر نظرية"التوسّع الكوني"التي صيغت أولاً على يد عالم الفلك الأميركي أدوين هابل باعتبارها التفسير الأكثر قبولاً للعلاقة بين المجرات التي تملأ الكون. ولربما طال تلك النظرية الكثير من التغيير أثر هذا الاكتشاف أيضاً. ولم تخل طريقة اكتشاف تلك النجمة من المفاجأت. ففي العادة، يستطيع العلماء تحديد عمر النجوم التي تكثر فيها المواد المشعّة مثل اليورانيوم والثوريوم. ويتلاشى اليورانيوم تدريجاً في دورات يبلغ طول كل منها 4.5 بليون سنة، فيما تصل دورة الثوريوم الى 14 بليون سنة. ولكن مثل تلك النجوم قليلة العدد، كما أنها تحتوي مادة مُشعة وحيدة في الغالب. والمفاجأة أن النجمة 1523-0901 تحتوي مواد مشعة أخرى، غير اليورانيوم والثوريوم، هي ايروبيوم واوزميوم وايريديوم. ووصفت فريبيل، التي تعمل في"مرصد ماكدونالد"في اوستن، توافر هذه المواد سوية بأنها"مصادفة فوق العادة... أنها تعطي النجمة مجموعة من ساعات قياس الزمن الكوني".