"كتائب الأقصى" تطلق "حملة عاصفة الصيف" ... وفصائل مقاومة تنتقد تصريحات رئيس الوفد المصري . اتصالات مع اميركا واوروبا لتوسيع التهدئة واسرائيل تبلغ 4 جهات نيتها اجتياح غزة

قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان "اتصالات تجري مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي واسرائيل لتوسيع التهدئة وتثبيتها". واضاف في تصريحات للاذاعة الفلسطينية ان"ضمان استمرار التهدئة يتضمن الارتكاز على مواعيد محددة لرفع الحصار المفروض على شعبنا ورفع الحواجز العسكرية الاسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية وفتح المعابر"الحدودية مع القطاع.
تأتي هذه التصريحات في وقت بدا ان الدولة العبرية تستعد لعملية عسكرية كبرى في قطاع غزة حضرت لها باقامة اربعة معسكرات اعتقال ضخمة داخل اراضي مناطق ال48 شرق مدينة رفح جنوب القطاع، فيما اطلقت"كتائب الاقصى"امس"حملة عاصفة الصيف"لمواجهة هذه العملية.
وخرج رئيس الوفد الامني المصري اللواء برهان حماد عن هدوئه امس بعد أيام من التصعيد المتبادل بين اسرائيل وفصائل المقاومة التي اطلقت عشرات الصواريخ المحلية الصنع على اهداف اسرائيلية رداً على قتل عدد من الناشطين الفلسطينيين واغتيال آخرين. واعتبر حماد ان"الاستمرار في اطلاق الصواريخ ادى الى تراجع القضايا الاساسية والمهمة الى المؤخرة، وشغل القيادات السياسية الفلسطينية والمصرية والوفد الامني المصري بالسعي الى وقف التدهور الحاصل". ورأى ان خرق التهدئة"مضيعة للوقت والجهد الذي كان يجب استثماره لانجاز القضايا التي تصب في مصالح الشعب الفلسطيني المحاصر".
ووصف اطلاق الصواريخ بأنه"مغامرة تضر بأبناء الشعب الفلسطيني، وقد تؤدي الى ردة فعل عنيفة من جانب اسرائيل تدمر البنى التحتية المتواضعة في قطاع غزة وتوقع العديد من الضحايا في صفوف ابناء الشعب الفلسطيني". وطالب الفصائل ب"الارتقاء بالمسؤولية التي تغلب مصالح ابناء الشعب ومستقبلهم وامنهم وسلامتهم وتحفظ مقدراتهم وتخفف من معاناتهم الناجمة عن الحصار الظالم المفروض عليهم وتفسح في المجال للقيادات السياسية التي تبذل جهوداً من اجل رفع هذا الحصار".
كما طالب حماد اسرائيل"بضبط النفس والتزام التهدئة ووقف خرقها في الضفة الغربية وقطاع غزة، والامتناع عن كل ما من شأنه زيادة توتير الوضع بين الجانبين، والعمل على مد جسور الثقة بينها وبين الفلسطينيين لتهيئة المناخ واعطاء الوقت للجهود السياسية التي تبذل من اجل احياء عملية السلام". واشار الى قلق الرئيس حسني مبارك من استمرار خرق التهدئة، لافتا الى ان مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان"يواصل بذل جهوده من اجل منع اسرائيل من تنفيذ أي عمل عسكري ضد قطاع غزة رداً على الصواريخ".
وانتقدت فصائل مقاومة فلسطينية امس تصريحات حماد ووصفه اطلاق الصواريخ بأنه"مغامرة تضر بأبناء الشعب الفلسطيني".
وقال الناطق باسم حركة"حماس"اسماعيل رضوان ان من"حق فصائل المقاومة رد عدوان جيش الاحتلال وجرائمه"، معربا عن رفضه"أي حديث عن تهدئة او وقف عمليات المقاومة في ظل استمرار اعتداءات الاحتلال التي كان آخرها اغتيال اربعة مقاومين"اول من امس في قطاع غزة. وحمل الحكومة الاسرائيلية"المسؤولية عن تبعات خرق التهدئة"، معتبرا ان اطلاق الصواريخ محلية الصنع"يأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال".
كما استهجنت"الوية الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية،"التقليل من شأن وسائل المقاومة التي اربكت هذا العدو الهمجي، واصبحت تشكل توازن رعب مع عدو يمتلك اعتى الوسائل القتالية ضد شعبنا المجاهد واحدثها". واعتبرت ان"الصواريخ المباركة افضل بكثير من صواريخ الدول العربية التي تعفنت في مخازنها تشتكي الى الله سوء الحال".
خطة الاجتياح
وفي ظل التصعيد الميداني والتصعيد الكلامي بين المقاومة والمسؤول الامني المصري، حذرت مصادر امنية فلسطينية من ان اسرائيل تعد خطة واسعة لاجتياح القطاع، على رغم التطمينات التي بثتها وسائل اعلام اسرائيلية عن عدم الهجوم على القطاع. ونسبت وكالة"سما"المحلية للانباء الى مصادر امنية فلسطينية قولها ان اسرائيل"ابلغت اربع جهات اقليمية ودولية بخطتها المقبلة"، عازية ذلك الى"يأسها من وقف تهريب الاسلحة الى غزة وتطوير صناعة الصواريخ الفلسطينية، وفشل صفقة لاطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت".
وقالت المصادر ان اسرائيل تبحث عما تصفه"صيدا ثمينا"في القطاع قد يكون احد قادة اذرع المقاومة العسكرية.
واضافت ان"العمليات العسكرية ستشمل اقتحام مناطق جنوب القطاع وشماله واعتقال آلاف الفلسطينيين وزجهم في معسكرات اعتقال تقام شرق مدينة رفح"، في عملية عسكرية واسعة النطاق"تشبه عملية السور الواقي التي تم تنفيذها في الضفة الغربية عام 2002"وتمت بموجبها محاصرة مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات ودامت اكثر من شهر.
ولمواجهة مثل هذه الخطط والتهديدات باجتياح القطاع، اعلنت"مجموعات الشهيد ايمن جودة"في"كتائب الاقصى"التابعة لحركة"فتح"امس انها اطلقت"حملة عاصفة الصيف"العسكرية التي ستشمل"تنفيذ عمليات فدائية وقصف بالصواريخ للبلدات والمستوطنات".
وقالت في بيان امس ان هذه الحملة تأتي في"مواجهة الغطرسة والخروق والاغتيالات الصهيونية وللدفاع عن شعبنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا". ودعت"وحدات العمل المشترك في كل الفصائل الفلسطينية لتجهيز وحدات الاستشهاديين والاستشهاديات لمواجهة العدوان الصهيوني المحتمل على القطاع"، كما دعت الى"ضرب العدو الصهيوني وتكثيف العمليات الاستشهادية والنوعية والقصف جنوب المغتصبات واشعال مدن وبلدات المجدل اشكلون وسديروت وياد مردخاي وصوفا... فلا امن ولا امان لهم على ارض فلسطين طالما لم ينعم به ابناء شعبنا".
بدورها، قالت مجموعات الشهيد ياسر عرفات انها اوقفت العملية العسكرية"فداك يا اقصى"التي بدأت في السادس من شباط فبراير الماضي، لتنضم الى"حملة عاصفة الصيف".