لولا الاستهتار والتراخي والاكتفاء بالفوز المحدود والحفاظ على سلامة الأقدام، لحقق برشلونة الاسباني عدداً قياسياً من الاهداف في مرمى مضيفه الاهلي المصري، في لقائهما الودي لكرة القدم اول من أمس. بطل اسبانيا حامل لقب دوري ابطال اوروبا برشلونة لقّن بطل مصر وافريقيا درساً قاسياً في فنون كرة القدم، وهزمه 4- صفر مع الرأفة، ولو زاد لاعبو"البارسا"من جديتهم او حماستهم او جهدهم لمني الاهلي بأقسى هزيمة في تاريخه، وكشفت المباراة الفاجعة لجماهير الاهلي حجم الفارق الشاسع بين الكرة الاوروبية المتقدمة والكرة المصرية البطيئة الغارقة في المحلية. ملعب القاهرة الدولي كان أشبه بالمسرح في اجمل زينة، وامتلأ بأكثر من تسعين ألف متفرج، بأعلامهم الحمر وألوانهم الزاهية على الوجوه، مع حضور نسائي تخطى نسبة اربعين في المئة للمرة الاولى في تاريخ الكرة المصرية، وتخطى ايراد اللقاء حاجز خمسة ملايين جنيه مصري، ناسخاً الرقم القياسي السابق لأعلى ايراد في ملعب القاهرة الدولي في نهائي امم افريقيا الاخيرة في شباط فبراير 2006 لمنتخبي مصر وساحل العاج، واكتملت البهجة بحضور الرئيس المصري محمد حسني مبارك، الذي حرص على مشاركة انصار الاهلي فرحتهم باحتفالهم بالعيد المئوي لتأسيس النادي. ادارة الاهلي رتبت مهرجاناً ممتازاً وبدأت وقائعه قبل ست ساعات من موعد اللقاء، واستعرض لاعبو الاهلي القدامى الذين شاركوا مع الفريق من الاربعينات حتى الموسم الماضي، وعلى رغم حرص العشرات من المقيمين خارج مصر على الحضور وعلى رأسهم حارس المرمي السابق في الستينات الفلسطيني مروان كنفاني، الا ان عدداً من المشاهير قاطعوا المهرجان لخلافاتهم مع الإدارة، وعلى رأسهم حسام حسن وشقيقه ابراهيم? المباراة المرتقبة جاءت معاكسة لتوقعات انصار الأهلي، الذين حلموا بفوز جديد على الاسبان بعد تغلبهم على ريال مدريد ودياً 1- صفر في عام 2001 في القاهرة، ولكن الرعب الذي امتلك لاعبي الاهلي من البداية في مواجهة فريق مدجج بالنجوم المشاهير اصحاب الاسماء الرنانة والاسعار والرواتب الفلكية، ترك المصريين عاجزين عن التوازن، وصدق المدرب البرتغالى للاهلي مانويل جوزيه عندما صرح في المؤتمر الصحافي الذي اعقب اللقاء بأن فريقه قدم اسوأ مباراة له في الموسم، وان لاعبيه ظهروا مرتعشين خائفين بلا داع، واستقبل مرماهم اربعة اهداف بالغة السذاجة، من الاخطاء الدفاعية التي لا يرتكبها طلبة المدارس. غاب عن الاهلي نجماه المصابان محمد بركات واسلام الشاطر، ودفع جوزيه بكل الأساسيين بوجود عصام الحضري وشادي محمد ووائل جمعة وعماد النحاس ومحمد شوقي والتونسي بوجلبان ومحمد ابوتريكة وعماد متعب والانغولي فلافيو، ووضحت الفردية على اداء المصريين مع ميول للفت الانظار بهدف الحصول على فرص الاحتراف. لعب برشلونة الشوط الاول بتشكيلة احتياطية غاب عنها رونالدينيو وليونيل ميسي وصمويل ايتو وديكو وبويل وتورام وزافي وفان برونكهورست، لكن البدلاء بقيادة زامبروتا وماركيز وانيستا وسافيولا وجود جونسون تلاعبوا بالأهلي، وسجلوا هدفين للارجنتيني سافيولا والصاعد بويون، وفي الشوط الثاني دفع المدرب الهولندي للبارسا فرانك رايكارد بكل نجومه اصحاب المواهب الفذة، وتدخل حارس الأهلي المتألق لإنقاذ مرماه من اربعة اهداف مؤكدة، قبل ان يخطف ايتو هدفين من هدايا مدافعي الأهلي. ادار المباراة الحكم الدولي المصري عصام عبدالفتاح، وعلى رغم فوز برشلونة 4- صفر الا ان مدربه رايكارد خرج غاضباً للغاية من عبدالفتاح، مؤكداً انه لا يصلح لتلك المهمة.
