احتدمت المنافسة على زعامة حزب "العمل" الإسرائيلي مع خروج زعيم الحزب رئيس الحكومة السابق ايهود باراك عن صمته وإعلانه ان رئاسة الحكومة أو وزارة الدفاع في إسرائيل تحتاج إلى أمثاله من ذوي الخبرة السياسية والعسكرية الغنية، محملاً زعيم الحزب وزير الدفاع عمير بيرتس كما رئيس الحكومة ايهود اولمرت المسؤولية عن "الفشل في حرب لبنان الثانية لافتقاره الخبرة اللازمة في إدارة الحرب". وللسبب ذاته، نصح باراك سائر منافسيه على زعامة الحزب بإخلاء ميدان المنافسة له وحده. وتابع باراك ان احدى أهم العبر من الحرب على لبنان"ستؤكد أهمية أن يكون رئيس الحكومة أو وزير الدفاع ضالعاً في الشؤون العسكرية"، في إشارة إلى افتقار بيرتس واولمرت لسجل عسكري حافل بات معظم الإسرائيليين يرون فيه شرطاً لتسلم وزارة الدفاع. وقال إن ثمة شعوراً بالاستياء لدى الإسرائيليين مرده الفشل في الحرب، مضيفاً:"إن هذا الشعب يتوق لقيادة جديدة تليق به". ورد بيرتس على أقوال باراك بعنف، وقال:"إن الرجل الذي انسحب من لبنان عام 2000 خائفاً مذعوراً تاركاً حزب الله يبني تحصيناته هو المسؤول عن سياسة دفن الرؤوس في الرمال وعدم رؤية ما يحصل... إنه المسؤول الأكيد عن تعاظم قوة حزب الله". في غضون ذلك، أفاد استطلاع جديد للرأي في أوساط أعضاء حزب"العمل"نشرته"يديعوت أحرونوت"انه لو جرت الانتخابات لزعامة"العمل"المقررة أواخر الشهر المقبل، اليوم لحصل باراك على 31 في المئة من الأصوات في مقابل 29 في المئة للنائب عامي أيالون و19 في المئة لبيرتس و9 في المئة للنائب اوفير بينيس و5 في المئة للنائب داني ياتوم. أما الجولة الثانية من المنافسة، فتشهد صراعاً شديداً ومتوازياً بين باراك وأيالون. وتعتبر هذه النتائج"انقلابا"، إذ جاء في الاستطلاع الأخير قبل ستة أسابيع أن أيالون يتفوق على باراك بنسبة 2 في المئة. ويتوقع مراقبون ألا ينجح بيرتس في اللحاق بباراك وايالون وأن يخسر زعامة الحزب وبالتالي منصب وزير الدفاع في الحكومة الحالية، كما يتوقعون أن ترتفع شعبية باراك مع صدور التقرير المرحلي ل"لجنة فينوغراد"في إخفاقات الحرب على لبنان، إذ يتوقع ان يحمل بيرتس واولمرت المسؤولية عن الفشل وان يشير إلى عدم خبرتهما العسكرية الكافية، فيما يعتبر باراك في نظر الإسرائيليين ألمع الأدمغة العسكرية في الدولة العبرية، علماً أنه العسكري الذي تقلد أكبر عدد من الأوسمة العسكرية الرفيعة خلال خدمته العسكرية التي استمرت أكثر من 30 عاماً توّجَها بمنصب رئيس هيئة أركان الجيش ثم وزيرا للدفاع فرئيسا للحكومة. وفي إطار السجال المتواصل في شأن إخفاقات الحرب على لبنان والمسؤولية عنها، نشرت صحيفة"معاريف"نقلاً عن محضر اجتماع عقده اولمرت مع زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو مع بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان ان الأخير قال لرئيس الحكومة إنه لو كان في منصبه لتصرف التصرف نفسه. كما أعلن دعمه التام لقرارات اولمرت والحكومة. وتدحض هذه الأقوال تصريحات نتانياهو الأخيرة التي انتقد فيها"تسرع اولمرت في شن الحرب"، مضيفاً أنه شخصياً ما كان ليقرر خلال 3 ساعات شن حرب.