أسست فيكتوريا شابلن ابنة الكوميدي الراحل شارلي شابلن، فرقة تحمل اسم "السيرك الخفي" متخصصة بتقديم ألعاب السيرك بأسلوب فريد من نوعه: لا يلجأ إلى الحيوانات ولا إلى خيمة تحل مكان المسرح كما يفعل أي سيرك في العالم، يقدّم أعماله في الهواء الطلق وفي الساحات العامة في المدن الكبيرة والصغيرة. ويتلخص برنامج "السيرك الخفي" في ألعاب بهلوانية من الدرجة الأولى لا مثيل لها لدى أفضل الفرق الدولية في هذا الميدان، بمعنى أن الممثلين يؤدون أدوار شخصيات معروفة مثل روميو وجولييت أو نابليون بونابارت وغيره من القادة السياسيين والملوك والأمراء، ويتسلقون الأعمدة الكهربائية أو الأشجار حسب الأماكن التي يتواجدون فيها بدلاً من الديكورات التقليدية في السيرك العادي. وتكمن خطورة العمل في أن أفراد"السيرك الخفي"يمارسون نشاطهم بلا شبكة لحمايتهم في حال وقوعهم من عامود أو شجرة أو شرفة منزل. وتزيد هذه النقطة من شعبية السيرك. وتُبهر الألعاب السحرية التي يقدمها أفراد الفرقة جمهور الصغار والكبار، كونها غريبة ونادرة، خصوصا أنها تُمارس في الأماكن العامة، الأمر الذي يلغي احتمال لجوء الساحر الى خدع كالخيوط الخفية في الكواليس، أو وجود بديل يساعد في نجاح الفقرة من دون أن يراه المتفرج. وتدير فيكتوريا السيرك بمساعدة زوجها جان باتيست تييريه، وانضم إليهما حديثاً ابنهما جيمس تييريه الذي حمل إلى الفرقة روحاً جديدة وأسلوباً فذاً في تقديم الألعاب، مضيفاً إلى الفقرات المختلفة نبرة شاعرية وموسيقية حالمة تبهر المشاهدين. وبين النقاط الأساسية التي أدخلها جيمس إلى"السيرك الخفي"، استخدام الصورة السينمائية ودمجها مع أسلوب السيرك المعتمد أصلاً لدى الفرقة. ويظهر جيمس في الأماكن العامة المتحولة إلى مسارح حية وطبيعية، ويمثل شخصية معينة ثم يختفي وراء شاشة يكون قد نصبها فوق الرصيف مثلاً، بينما تظهر صورته المتحركة فوق هذه الشاشة في أسلوب مكمّل لما كان يفعله في الطبيعة، ويعود في ما بعد إلى الظهور من الناحية الثانية وكأنه يخرج من الشاشة ليكمل دوره وينهي القصة التي كان بدأها من قبل. ويلاقي"السيرك الخفي"منذ انضمام حفيد شارلي شابلن إليه، رواجاً استثنائياً دفع بجيمس تييريه إلى عدم الاكتفاء بحكاية تقديم العروض في الأماكن العامة وفي الهواء الطلق، فراح يُخرج استعراضاته بأسلوب سمح له بطرق أبواب أكبر المسارح العالمية من باريس إلى نيويورك مروراً بمونتريال وسيدني ولندن وروما وطوكيو، وقريباً في أفريقيا والمنطقة العربية. ولم يغادر جيمس تييريه السيرك الخفي في شكله الأساسي، فهو لا يزال يقف إلى جوار والديه والفرقة كلها كلما سمح له وقته بفعل ذلك في الأماكن العامة، حيث يتأقلم مع الظروف المحيطة به ويعرض فقرات ألعابه الملائمة للساحة التي يتواجد فيها، ويمكن القول أن الاستعراض في هذه الحال هو نسخة مصغّرة ومعدّلة عما هو مطروح فوق المسارح الكبيرة، خصوصاً أن جيمس يرغب في ترك العنان للفقرات التي تقدمها الفرقة تحت إدارة والديه فيكتوريا شابلن وجان باتيست تييريه من دون أن يطغي على جهدهما. وتولى جيمس تييريه بطولة فيلم سينمائي عنوانه"باي باي بلاك بيرد"أخرجه روبنسون سافاري وتدور أحداثه في دنيا السيرك. ويستطيع الجمهور الباريسي في الفترة الحالية وحتى السادس من شهر أيار مايو المقبل، مشاهدة جيمس وجان وفيكتوريا في أحدث عروض السيرك الخفي على خشبة مسرح "رون بوان".