سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجميل ينقل عن بوش رفض واشنطن التحاور مع دمشق حول لبنان ... وسعد الحريري يتصل ببري للتداول في الخرق الإسرائيلي . جهود لجمت التوتر على الحدود و "حزب الله" يطلب استرداد شاحنة أسلحة
انشغل لبنان الرسمي والسياسي امس بحادثتي تبادل إطلاق النار بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي على الحدود منتصف ليل الأربعاء - الخميس، وتوقيف الجمارك اللبنانية شاحنة تحمل أسلحة على طريق ضهر البيدر، آتية من منطقة البقاع، اعلن "حزب الله" لاحقا انها تعود الى المقاومة و "على الأجهزة المعنية اعادة الشاحنة والذخائر"التي قالت مصادر امنية انها تشمل صواريخ من نوع"غراد"ومدافع"هاون". راجع ص 6 و7 وبحث مجلس الوزراء برئاسة فؤاد السنيورة الحادثتين، فحيا الجيش اللبناني على تصديه لخرق الجيش الإسرائيلي الحدود، مؤكداً حق لبنان في الدفاع عن أرضه، فيما شهدت الأزمة السياسية جموداً باستثناء تطورين لافتين: الأول اتصال زعيم كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري برئيس المجلس النيابي نبيه بري ليل أول من امس للتداول في تطورات الخرق الإسرائيلي للحدود اللبنانية في بلدة مارون الراس في الجنوب، ورد الجيش اللبناني للمرة الأولى على هذا الخرق، حسبما قالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة". والتطور الثاني إعلان رئيس الجمهورية اميل لحود امام وفد من كتلة نواب"حزب الله"ان حكومة السنيورة فاقدة الشرعية، ولا يمكن ان تناط بها السلطة الإجرائية اذا تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. وفي واشنطن اكد الرئيس اللبناني السابق امين الجميل بعد لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش ل 35 دقيقة في البيت الأبيض، ان الموقف الأميركي لا يزال متشدداً تجاه سورية ودورها في لبنان، وأن ادارة بوش ليست في موقع التحاور مع دمشق حول دورها في لبنان لأنها تعرف ما عليها فعله، بدءاً من دعم الحوار الداخلي اللبناني ومنع تسريب السلاح الى لبنان، ودعم ما يتوافق عليه اللبنانيون. وأشار الجميل في تصريح الى ان لقاءه الرئيس الأميركي كان جيداً جداً". والتقى الجميل بعد ذلك وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وحذر في تصريح من ان الوضع في لبنان"على حافة الانفجار، ويجب عدم الاستخفاف بما يمر به البلد، وأن الضمانة الوحيدة لتفادي الحرب الأهلية ليست من الخارج إنما بوحدة اللبنانيين". وينتقل الجميل اليوم الى نيويورك لعقد لقاءات مع مسؤولين في الأممالمتحدة. وكان اشتباك الجيش اللبناني مع الجيش الإسرائيلي والذي يحصل للمرة الأولى منذ انتشار الجيش في الجنوب بعد وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان في 14 آب اغسطس الماضي، استنفر الاتصالات الدولية وقوات الأممالمتحدة. وحصل الحادث قبيل منتصف ليل الأربعاء - الخميس قرب بلدة مارون الراس الحدودية حيث أفاد بيان للجيش اللبناني بأن جرافة إسرائيلية اجتازت الخط الأزرق 15 متراً بحماية دبابات وناقلات جند وسيارات"هامر"مع تحليق مروحيات، وجرفت أتربة بذريعة وجود عبوات ناسفة شمال الشريط الشائك الحدودي. وأوضح الجيش ان أوامر أُعطيت لقواه بفتح النار عليها وأجبرتها على الانسحاب، وان قوات العدو أطلقت النار على أحد مراكز الجيش فأصيبت ناقلة جند بأضرار مادية من دون إصابات في الأرواح. وفيما قللت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني من اهمية الحادث وقالت انه"تمت تسوية الأمر"والواقعة لا تشكل بداية لصراع جديد، لقي تصدي الجيش اللبناني للخرق الإسرائيلي اجماعاً لبنانياً على الإشادة به من قوى المعارضة والأكثرية. وهنأ بري قائد الجيش العماد ميشال سليمان برده على الخرق. وأبلغ السنيورة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون رفضه الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة على السيادة اللبنانية. وأرسلت"يونيفيل"تعزيزات الى المنطقة، كذلك الجيش اللبناني. على صعيد شاحنة الأسلحة التي ضبطتها الجمارك اللبنانية على طريق ضهر البيدر، قالت مصادر أمنية ل"الحياة"ان دورية للجمارك اشتبهت بالشاحنة عند إقامتها أحد الحواجز وأوقفتها للتأكد من انها لا تحمل مادة المازوت المهرّب من سورية، لكن السائق ابلغها انها تحمل علفاً للحيوانات. ودفع وجود سيارة تواكب الشاحنة من مسافة معينة، عناصر الجمارك الى الارتياب بها، فطلبوا الى السائق مرافقتهم الى مرفأ بيروت لتفتيشها. وصودرت الشاحنة لونها ازرق ولوحتها عمومية فيما اوقف السائق بأمر من النيابة العامة العسكرية. وكانت سيارة ثانية انضمت الى مواكبة الشاحنة عند وصولها الى مداخل بيروت. "حزب الله"والبيان الوزاري ومساء امس صدر بيان عن"حزب الله"جاء فيه:"ظهر اليوم امس وعلى طريق ضهر البيدر صادر جهاز الجمارك اللبنانية شاحنة تنقل ذخائر للمقاومة من البقاع الى الجنوب. ان نص البيان الوزاري يؤكد بوضوح حق المقاومة واستمرارها في العمل لتحرير بقية الأرض المحتلة والأسرى ومواجهة التهديدات الصهيونية، وأن أجهزة الدولة الأمنية والقضائية ملزمة بما ينص عليه البيان الوزاري في هذا الصدد". وزاد:"لذلك على الأجهزة المعنية بالموضوع اعادة الشاحنة وذخائر المقاومة انطلاقاً من هذا الالتزام، خصوصاً اننا ومن خلال الاتصالات التي اجريناها وهذا البيان الذي نصدره أكدنا ان الشاحنة والذخائر تعود الى المقاومة دون سواها. آملين بتعاون الأجهزة المعنية بما فيه المصلحة الوطنية". أمن الطيران من جهة ثانية، وعلى صعيد تقويم الوضع الأمني في مجلس الوزراء اللبناني، علمت"الحياة"من مصادر وزارية ان المجلس أوعز الى القيادات الأمنية المختصة في مطار رفيق الحريري من خلال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية حسن السبع، ضرورة التشدد والتدقيق في نشاط نادي الطيران الذي يتخذ من المطار مقراً له. وتفيد المعلومات ان التدقيق يشمل ايضاً الهواة الذين يحضرون الى المطار للتدرب على الطيران بواسطة طائرات صغيرة. قلق بان كي-كون وفي نيويورك، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن"بالغ قلقه نتيجة تبادل النار بين القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الاسرائيلي عبر الخط الأزرق"والذي"بادرت به القوات المسلحة اللبنانية بعدما عبرت جرافة تابعة لقوات الدفاع الاسرائيلي السياج الحدودي التقني في محاولة واضحة لإزالة الألغام في المنطقة، ما بين السياج والخط الأزرق". ووصف بان على لسان الناطقة باسمه ميشيل مونتاز، تبادل النار بأنه"يشكل خرقاً لوقف النزاعات كما حدده قرار مجلس الأمن 1701"، معتبراً ان"جميع هذه الخروقات للقرار 1701 تعرض الهدوء الهش في جنوبلبنان الى الخطر"، داعياً"جميع الأطراف الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب الافعال الاستفزازية، والتصرف بمسؤولية في تنفيذ القرار 1701". وجاء في بيان الناطقة ان قوة"اليونيفيل"المنتشرة في الجنوباللبناني اتصلت بالطرفين وهي"تتحقق الآن من جميع الوقائع ذات العلاقة بالحادث". والامين العام يحض الأطراف على"استخدام آلية التنسيق الثلاثية لتجنب تكرار حوادث مشابهة مستقبلاً". وطرح سفير فرنسا، جان مارك دولا سابليير، الحادثة في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي طالباً ان تقدم دائرة حفظ السلام تقريراً الى مجلس الأمن حول تفاصيل ما حدث. وقال ل"الحياة"ان"هذه أول حادثة جدية خطيرة تقع منذ تبني مجلس الأمن القرار 1701، ولذلك من المهم لمجلس الأمن ان يتسلم تقريراً من الأمانة العامة حول ما حدث وان يتخذ موقفاً ما عبر بيان للصحافة يعبر فيه عن قلقه ويؤكد على أهمية احترام جميع الأطراف للخط الأزرق وللقرار 1701".