قتل عبدالواحد دراني، القاضي في المحكمة المدنية في إقليم بلوشستان الباكستاني القبلي، و14 محامياً ومدنياً وجرح 20 آخرون على الاقل، في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في قاعة المحكمة المدنية في عاصمة الإقليم أمس. وأكد قائد شرطة الاقليم طارق خوسا ان انتحارياً دخل قاعة المحكمة، واتكأ على الحائط ثم فجّر القنبلة، و"عثرنا على رأسه سليماً جزئياً". جاء الانفجار بعدما شددت السلطات الباكستانية في الأيام الماضية إجراءاتها الأمنية في العاصمة اسلام آباد ومدن رئيسة، علماً ان انفجارين هزا باكستان خلال أسبوعين، أحدهما في فندق ماريوت وآخر قرب قاعة كبار الزوار في مطار إسلام آباد الدولي. ووضعت السلطات نقاط تفتيش عدة عند مداخل الحي الديبلوماسي في إسلام آباد والطرق الرئيسة المؤدية إلى داخل العاصمة، كما أصدرت سفارات اجنبية وشركات دولية تعميماً لأفرادها بوجوب توخي الحيطة والحذر والابتعاد من الأماكن العامة والتجمعات في العاصمة، خشية استهدافها من انتحاريين، وذلك بعدما تلقت سفارات اجنبية تحذيرات من وزارة الخارجية في هذا الشأن. وربط مراقبون أجانب ومحليون في إسلام آباد الوضع الأمني المتدهور في باكستان بمقدرة الحكومة على إمكان فرض حال الطوارئ. ودان الرئيس الباكستاني برويز مشرف الانفجار، متعهداً التعامل بصرامة مع"الإرهابيين"، فيما وصف رئيس الوزراء شوكت عزيز الهجوم بأنه"شنيع"، وقال:"قتل الأبرياء يناقض الإسلام والإنسانية، ولن يمر من دون عقاب". وفي كراتشي، اعتقلت الشرطة ثلاثة للاشتباه في انتمائهم الى جماعة"عسكر جنقوي"الاسلامية السنية المحظورة وتخطيطهم لتنفيذ هجمات ضد الاقلية الشيعية في ولاية بلوشستان في الاسبوع الاول من الشهر المقبل. وجرت الاعتقالات في بلدة سوخار في ولاية السند الجنوبية, حيث عثرت على سترة معدّة للتفجير ومسدسين وثماني قنابل يدوية. في غضون ذلك، دعا محمد خان اوركزاي حاكم الولاية المحاذية للحدود مع افغانستان، الحكومة الأفغانية إلى التحاور مع حركة"طالبان"بدلاً من قتالها. وأشار إلى أن حرب ا"طالبان"هي"حرب تحرير"ضد احتلال القوات الاجنبية، مؤكداً انها تكتسب تأييداً شعبياً واسعاً مع مرور الوقت. وجاءت تصريحات الحاكم الإقليمي الباكستاني في وقت تشدد باكستان من لهجتها تجاه كابول والقوات الاجنبية في أفغانستان، حيث طالب الرئيس برويز مشرف القوات الدولية بتكثيف العمل على محاولة كسب تأييد الشعب الأفغاني وليس اللجوء إلى الخيار العسكري في مواجهة"طالبان"، بينما دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي زار إسلام آباد اخيراً الرئيس الباكستاني بالعمل مع القوات الأميركية والافغانية لمواجهة ربيع أفغانستان الدامي الذي توعدت به"طالبان"اخيراً. وتوعد الرئيس الافغاني حميد كارزاي في روما أول من امس، بضرب مقاتلي"طالبان"بقوة، رداً على تهديدات"الربيع الدموي"، وقال:"لا يمكن شن مثل هذا الهجوم من دون دعم خارجي، واستخدام القواعد وملاجئ موجودة خارج افغانستان". وكرر رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي تعهد بلاده"الايفاء بالتزاماتها في افغانستان", لكنه رأى ان"من الضروري التوصل الى حل سياسي للمشكلة الافغانية عبر اشراك البلدان المجاورة لتسهيل الحل السياسي, حتى لو ان حلاً سياسياً في افغانستان غير ممكن فوراً".