اختتام "الحوار الاقتصادي الاستراتيجي" بين البلدين . الصين تفتح أسواقها المالية تدريجاً وأميركا تتعاون لزيادة كفاءة الطاقة

أعلنت الولايات المتحدة أمس أن الصين وافقت على سلسلة إجراءات لفتح أسواقها المالية.
وأكد وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون في ختام"الحوار الاقتصادي الاستراتيجي"بين البلدين،"الاتفاق على ضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز النمو، والحفاظ على توازن اقتصاد كل من الدولتين".
وكانت الصين قاومت ضغوطاً أميركية تتصل بتعديل سياسة الصرف الأجنبي وسلامة المنتجات الغذائية. وطالبت واشنطن بأن تصلح ما لديها من أخطاء بدلاً من إلقاء اللوم على بكين في مشاكلها الاقتصادية.
وأكدت حدة الألفاظ المتبادلة، التعقيد المتنامي للعلاقة، التي اعتبرها بولسون"محورية للحفاظ على الازدهار الاقتصادي العالمي". ورأى ان صناع السياسة في الصين"يعلمون أن ارتفاع قيمة اليوان سيفيدهم في خفض التضخم".
وأوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع نائبة رئيس الوزراء الصيني وو يي أن الجانبين"يدركان ضرورة التصدي للنعرات الوطنية في المجال الاقتصادي وفي الحماية التجارية".
وفي موضوع الصرف الأجنبي، أشار بولسون الى أن بكين"تسمح الآن لعملتها بالارتفاع بوتيرة أعلى من ذي قبل".
وتشكو الولايات المتحدة من إبقاء الصين قيمة عملتها دون ملاءتها الفعلية، ما يضر بالشركات الأميركية.
ونصّت ورقة وزعت على الصحافيين في اختتام الاجتماع الذي استمر يومين، على تدابير لفتح الأسواق، من بينها السماح لشركات أجنبية عاملة في الصين بإصدار سندات وأسهم في الأسواق المحلية. وستستأنف الصين إصدار تراخيص للشركات المشتركة في مجال الأوراق المالية، وسيسمح لها بمزاولة نشاط الوساطة المالية وإدارة الثروات. إلا أن الورقة لم تتضمن جدولاً زمنياً لذلك.
وأعلن بولسون ان الحوار الذي بدأ قبل عام بين الجانبين"أمّن أساساً متيناً لتوسيع التعاون، بما يضمن تطبيق تدابير سلامة المواد الغذائية والمنتجات الأخرى".
وكان البَلَدان اتفقا على اتخاذ خطوات لضمان مطابقة الألعاب والسلع الغذائية المصنعة في الصين لمعايير السلامة الأميركية.
ولفت المسؤول الأميركي الى الاتفاق على"مباشرة تعاون موسع على مدى عشر سنوات"، يتعلق بإجراءات لزيادة كفاءة الطاقة والأمن والتكنولوجيا النظيفة. وكشفت وو ان الجانبين"حققا نتائج مرضية".
وفي موضوع اليوان، رأى نائب وزير التجارة الصيني تشن ده منغ في مؤتمر صحافي على هامش"الحوار الاقتصادي الاستراتيجي"، أن"رفع قيمة العملة الصينية بسرعة شديدة، سيؤدي الى تقلبات في الاقتصاد الصيني لن تكون إيجابية للعالم".
وأكد أن الصين"لا تعارض رفع قيمة العملة"، لكنها ترفض حصول ذلك بسرعة، لأنه لا يتناسب مع الظروف الصينية". واعتبر أن"بعضهم في العالم يأمل برفع قيمة اليوان بأقصى سرعة"، واصفاً تعليقاتهم بأنها"غير مسؤولة". وأكد أن ارتفاع العملة الصينية"لن يساعد على تخفيف الاختلال التجاري بين الصين والولايات المتحدة".
وأعرب عن قلقه من الانخفاض المستمر للدولار، والذي يؤدي الى"ارتفاع أسعار البترول والذهب، وانخفاض أصول الدول أو الشركات التى لديها عملة أميركية". لذا أمل بأن"يكون الاقتصاد الأميركي أقوى وكذلك الدولار".
وسجل اليوان ارتفاعاً جديداً أمس أمام الدولار، عندما وصل سعر التعادل المركزي الى 7.3647 يوان للدولار، بزيادة 150 نقطة أساس للسعر المرجعي الثلاثاء، الذي بلغ 7.3797 يوان.