أبدت قيادة حركة "حماس" في الضفة الغربية موقفا مختلفا من السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" ورئيسهما محمود عباس، عن الموقف الذي تتخذه الحركة في قطاع غزة، اذ سارع امس اثنان من قادة"حماس"في الضفة فرج رمانة وحسين ابو كويك لعقد مؤتمر صحافي اعربا فيه عن"عدم ارتياحهما"لتصريحات اطلقها احد قادة"حماس"في غزة نزار ريان، وقال فيها ان حركته ستستولي على مقر الرئيس عباس في رام الله وتقيم فيه الصلاة كما فعلت في مقره في قطاع غزة. وقال حسين ابو كويك:"نعم سنصلي في المقاطعة مقر الرئاسة، لكننا سنصلي خلف الرئيس عباس، فنحن نؤكد احترامنا له والتزامنا شرعيته". ويتعمد قادة"حماس"في غزة توجيه انتقادات لاذعة للرئيس عباس ودعوات صريحة له للاستقالة، وذلك بخلاف قادة الحركة في الضفة. وصدرت اخيرا تصريحات من قادة الصف الاول للحركة في غزة مثل الدكتور محمود الزهار تدعو عباس الى الاستقالة. اما نزار ريان، وهو مسؤول في الجناح العسكري للحركة، فجاءت تصريحاته اكثر شدة عندما قال في تظاهرة في مخيم جباليا اول من امس:"عباس سيسقط في الخريف مثل اوراق الشجر"، وذلك في اشارة الى مؤتمر الخريف الذي سيعقد في مدينة أنابوليس الاميركية الشهر المقبل. وفي التظاهرة ذاتها، قال قيادي آخر في"حماس"مشير المصري:"عباس منزوع الشرعية والتفويض من الشعب الفلسطيني". لكن هذه التصريحات لا تلقى في ما يبدو ترحيبا بين قيادة"حماس"في الضفة الواقعة تحت ادارة السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس. وقال فرج رمانة في المؤتمر:"نعبر عن رفضنا وعدم ارتياحنا للتصريحات الأخيرة التي نسبت الى احد اعضاء حماس في غزة كونها تتعارض مع سياسة الحركة الداعية الى عودة الحوار وتقريب وجهات النظر". ووصف تصريحات ريان وغيره ب"السريعة"و"التي لا تمثل ما نسعى اليه من حوار". وانتقد قادة"حماس"في الوقت نفسه التصريحات المماثلة التي تصدر عن قادة"فتح"، معتبرين انها"لا تشجع على خلق اجواء ايجابية لإعادة الحوار". ويحاول قادة"حماس"في الضفة بناء جسور مع الرئيس عباس وقادة"فتح"منذ اليوم الاول لانقلاب"حماس"على السلطة في قطاع غزة. وحسب مسؤولين في"فتح"، فإن قادة"حماس"في الضفة اجروا اتصالات مع الرئيس في اليوم الاول للانقلاب وابلغوه معارضتهم لما قامت به الحركة في القطاع، وان موقفهم من السلطة مختلف تماما. وقال الناطق باسم"فتح"احمد عبدالرحمن ل"الحياة":"فتح ترحب بمثل هذه المواقف والتصريحات الايجابية من قادة حماس في الضفة، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح". لكنه اكد ان موقف"فتح"وعباس من الحوار ما زال كما هو من دون تغيير، مؤكدا ان"لا حوار قبل عودة الانقلابيين عن انقلابهم في غزة". وتتعرض"حماس"الى اجراءات امنية شديدة من اجهزة الامن في الضفة منذ انقلابها على السلطة في غزة، اذ اعتقلت اجهزة الامن العشرات من ناشطي الحركة، خصوصا اعضاء الجناح العسكري، واخضعتهم للتحقيق. كما اغلقت بعض مؤسسات الحركة، ومنعت بعض انشطتها مثل التظاهرات والاعتصامات. ويقول مسؤولون في السلطة انهم لن يسمحوا ل"حماس"بحمل السلاح في الضفة خشية ان تُكرر في الضفة ما فعلته في قطاع غزة.