قلل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من شأن التهديدات بفرض عقوبات أو تنفيذ عمليات عسكرية ضد بلاده، بسبب تمسكها ببرنامجها النووي، وذلك غداة اجتماع بين وفد إيراني والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في روما، وفيما تحولت الأنظار مجدداً إلى الداخل، بعد أنباء متضاربة عن استقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، نفاها نجاد، معتبراً أنها تندرج في إطار"حرب نفسية ضد الحكومة"الإيرانية. راجع ص 8. ففي روما، أعلن علي لاريجاني ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي، أن"أفكاراً جديدة وبناءة"عرضت خلال الاجتماع مع رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي وسولانا"يمكن ان تتيح احراز تقدم"في المحادثات لتسوية أزمة الملف النووي. وزاد:"في القسم الاخير من المحادثات، جرى عرض افكار جديدة وبناءة، قد تؤدي الى احراز تقدم". ولم يتحدث سعيد جليلي الذي عيّن في منصب كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي اثر استقالة لاريجاني المفاجئة، خلال المؤتمر الصحافي الذي شاركا فيه مع برودي. وكان جليلي تحدث بعد جلسة المفاوضات، وقال انه ينوي الاستمرار في الطريق التي انتهجها سلفه. وأضاف جليلي الذي سعى الى تبديد أي انطباع حول تنافس بينه وبين لاريجاني، ان"لإيران موقفاً مبدئياً من الملف النووي ولكن، مع تمسكنا بمبادئنا نستطيع الاستمرار في التفاوض والتوصل الى نتائج مقبولة من الطرفين". وأكد لاريجاني الحرص ذاته، نافياً ان تكون استقالته ناجمة عن أسباب مرتبطة بأشخاص. وقال:"ليست لديّ مشكلات شخصية". سولانا وفي وقت سابق، تحدث سولانا ايضاً عن لقاء"بناء"، من دون ان يذكر تفاصيل، وأشار الى ان المفاوضين الثلاثة سيجرون سلسلة"جديدة من المحادثات"قبل نهاية تشرين الثاني نوفمبر. وفي مقابلة مع البرنامج التلفزيوني"ايطاليا نيوز"حذر سولانا من أن"تعدد المفاوضين"الايرانيين قد يزيد تعقيد مفاوضات الملف النووي. إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الطالبية الايرانية عن ممثل ايران لدى الوكالة الدولة للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية قوله ان"لقاء جديداً سيعقد الاثنين في طهران اثناء زيارة اولي هاينونن"المسؤول في الوكالة. وأضاف ان"المناقشات بين خبراء الوكالة وايران في شأن اجهزة الطرد المركزي"بي1"و"بي2"انتهت الاربعاء بعد خمسة ايام"من الاجتماعات. في غضون ذلك، جدد نجاد اقتناعه بأن الولاياتالمتحدة لن تشن هجوماً على إيران، لحملها على وقف برنامجها النووي. وقال لدى خروجه من مجلس الوزراء:"العدو غاضب، انهم يرسمون خريطة ايران على الجدار ويقذفونها بالسهام، ثم يقولون انهم سيهاجمون ايران". كما قلل من شأن قرار ثالث قد يصدره مجلس الأمن لتشديد العقوبات على بلاده، وقال:"ما تبقى من الملف النووي لدى المجلس مجرد قصاصات ورق بلا قيمة، ويمكنهم ان يضيفوا اليها قصاصات ورق أخرى، لكن هذا لن يؤثر في ارادة الشعب الايراني". ولفت الى ان ايران مستعدة لدرس اقتراحات"ايجابية"تقدمها أوروبا، لكنه طالبها بعدم تبني"المسلك الشيطاني"في نهج الولاياتالمتحدة. على صعيد آخر أ ف ب، رويترز، نفى متقي انباء عن استقالته، ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية ارنا عنه قوله:"وفقاً لتوجيهات المرشد الأعلى خامنئي وأصوات الشعب، والطريق الذي اختارته الحكومة، نحن مكلفون لنكون في خدمة اهداف النظام والثورة في اطار سياسات الحكومة، ولنا عزم راسخ في هذا الصدد". وأضاف متقي الذي حضر الى مجلس الشورى البرلمان للمشاركة في اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، ان وزارة الخارجية أعدت برامج يومية لشهر كامل، ولها برامجها الخاصة في مجال السياسة الخارجية، حتى نهاية السنة و"دوّنا مشاريعنا للعام المقبل". جاء ذلك بعدما أفاد نائبان ايرانيان بأن الوزير متقي قدم مساء الثلثاء استقالته الى نجاد. وقال كاظم جلالي:"بحسب معلومات سمعناها، قدم متقي استقالته الى الرئيس". وكرر النائب رضا طلائع نيد هذه المعلومة، علماً ان النائبين عضوان في لجنة الشؤون الداخلية والأمن القومي. وترددت إشاعات منذ ايام عن استقالة وزير الخارجية، وأشار تقرير لوكالة"مهر"إلى احتمال ان يعيّن نجاد سعيد جليلي مسؤولاً بالنيابة عن الوزارة. وتسري إشاعات في مجلس الشورى عن احتمال اجراء تغييرات أخرى في الحكومة.