أنهت محكمة الجنايات في بيروت أمس استجواب 4 موقوفين لبنانيين متهمين بمحاولة تفجير قطارين في ألمانيا في أواخر تموز يوليو من العام المنصرم، والتي يحاكم فيها لبناني خامس موقوف في ألمانيا. ونفى المتهمون الأربعة جهاد حمد وخالد ديب وأيمن حوا وخليل البوبو التهمة الموجهة اليهم وأكدوا عدم ارتباطهم بأي تنظيمات ارهابية، معلنين معارضتهم القتال والدم، والعمليات التي يدعو اليها تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن. ورفعت المحكمة جلسة أمس التي خصصت لاستجواب المتهمين الموقوفين منذ الرابع من أيلول سبتمبر عام 2006 الى السادسة والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر المقبل لسماع افادة ضابط تولى التحقيق الاولي معهم. وأكد جهاد حمد الموقوف الرئيس في القضية، ان يوسف ديب الموقوف في ألمانيا في القضية ذاتها أعلمه بمخططه تحضير قارورتي غاز ووضعهما في حقيبتين في قطار في ألمانيا احتجاجاً على نشر صور كاريكاتورية تسيء الى الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، نافياً انصراف نيتهما الى القتل، وإنما فقط الى إخافة الرأي العام لعدم تكرار الامر. وعن اعترافاته الصريحة والواضحة في التحقيق الأولي عن كيفية تجهيزه ويوسف ديب القارورتين ووضعهما وتوقيت تفجيرهما قبل ان يفرا الى لبنان في 31 تموز من العام الماضي، ووضعهما مادة النشاء في العبوتين لحصول حالات اختناق، رد سبب تلك الاعترافات التي تراجع عنها أمس، الى أساليب الضرب والتعذيب التي تعرض لها اثناء التحقيق معه، نافياً معرفته بصدام ديب الذي كان يحاكم غيابياً في القضية والذي قتل أثناء أحداث مخيم نهر البارد عندما كان يقاتل في صفوف تنظيم"فتح الاسلام". وعن المواقع الاسلامية والجهادية التي ضبطت في حاسوبه الالكتروني، ادعى حمد بأن يوسف ديب الذي كان يسكن معه في ألمانيا، كان يستعمل الحاسوب ويقول له ان فيه اموراً خاصة، مؤكداً انه غير ملتزم دينياً لدرجة انه لا يصلي ولا يصوم. وأضاف ان أيمن حوا هو الذي أرسل له عبر بريده الالكتروني هذه المواقع. كما أكد الموقوف خالد ديب عدم علاقته بعملية التفجير، مبدياً استغرابه لزجّ اسمه في القضية خصوصاً ان علاقته بجهاد حمد تعود الى ايام الجامعة كون ديب كان رئيس مجلس الطلبة فيها وكان حمد طالباً. وعن علاقته بصدام ديب قال خالد ديب ان لا علاقة قربى تربطهما. وجلّ ما في الامر ان جهاد حمد طلب منه ان يعرفه الى أهل يوسف ديب وهو شقيق صدام، لتزويده بعنوان يوسف في ألمانيا، وأن خالد أمّن له هذه الخدمة، طمعاً في صوته الانتخابي، خلال انتخابات الطلبة في الجامعة. ورداً على سؤال اكد خالد ديب انه مع الحياة وضد قتل أي شخص حتى لو كان مذنباً، نافياً انتماءه الى أي تنظيم ارهابي. وباستجواب أيمن حوا، أفاد انه يعرف جهاد حمد من الجامعة، وانه عندما دخل على موقع"بلا حدود"على بريده الالكتروني، سلّم على حمد وفي المرة الثانية رأى موقعاً اسلامياً فنسخه وأرسله الى الاخير من دون ان يطّلع عليه. وأضاف حوا انه لا يؤيد العمليات العسكرية وقتل الابرياء، انما هو شخص ملتزم دينياً، وليس لديه أي فكر جهادي أو سلفي. وسئل خليل البوبو الموقوف امام القضاء العسكري بتهمة القاء عبوة على ثكنة للجيش اللبناني في شباط فبراير عام 2006، عن سبب وجود رقم هاتفه الخليوي في احدى الحقيبتين المفخختين في ألمانيا، فنفى معرفته بالامر، وقال:"تعرفت الى صدام ديب من خلال اسامة الشهابي في عين الحلوة الذي كان يسهل نقل المجاهدين الى العراق، وفهمت من صدام انه يؤيد الفكر الذي أؤيده وحينها تبادلنا ارقام الهاتف؟". وأكد البوبو عدم معرفته بيوسف ديب شقيق صدام، مشيراً الى ان الاخير كان موقوفاً في سورية وسمع في الاخبار انه قُتل.