حركة"حماس"منذ نجاحها في الانتخابات التشريعية واعضاؤها سواء في البرلمان أو الحركة في الداخل أم الخارج يتبادلون الأدوار في مسرحية يلعبون أدوار بطولتها في فصول متتالية تحاول جاهدة تهيئة جماهيرها لتقبل تحولات سياسية جذرية تبدو وكأنها نتاج حتمي لمؤامرات داخلية وخارجية، وتناست الحركة، جهلاً أو عمداً، كم من الضحايا سيسقطون على خشبة المسرح الفلسطيني من أبناء الشعب، سواء قتلاً أم تجويعاً، قبل اسدال الستار على هذه المسرحية. فها هي الحركة تدخلنا مرة أخرى في فصل جديد من مسرحيتها بتصريحات متضاربة حيناً ومتناغمة حيناً آخر في نفق جدال سياسي مظلم، عازفة على نوتة موسيقية للحن بدأت عزفه منذ اللحظة الاولى لنجاحها في الانتخابات التشريعية يسمى لحن الحرب الأهلية. فبعد اتفاقها مع الرئيس محمود عباس على تشكيل حكومة وحدة وطنية ذهبت تبحث عن محاور هلامية تبدو رافضة لمنطق العمل السياسي، بداية من تسترها على قتلة العميد جاد تايه الى المطالبة بمحاكمة اللواء توفيق الطيراوي مروراً بوصف مرافقي رئيس الوزراء الذين نعتوا بخنساوات فلسطين بألفاظ نابية بالأسود، وصولاً الى التلويح بالحرب الأهلية رداً على خطاب الرئيس عباس في الأممالمتحدة. واللافت في قضية العميد جاد تايه الذي اغتيل على خلفية تحقيقه في الأسلحة المهربة الى الأردن والأخرى التي تجهز في مناطق الضفة الغربية لاحتمال اشعال حرب أهلية، أن تبرئة ساحة القتلة جاءت من دون تحقيق، تارة بادعاء انهم من التكفيريين وأخرى بأنهم أبطال مناضلون كانوا يطاردون قتلة العميد تايه في المربع الأمني لرئيس الوزراء، لينتهي المطاف بإقالة لجنة التحقيق التي رفضت تحويل مسار التحقيق مع هؤلاء الخونة الى تبرئة ساحتهم. والواضح من تصريحات قادة الحركة، بمن فيهم وزير الداخلية، في معرض ردهم على مؤتمر اللواء توفيق الطيراوي الذي كشف خلاله بعضاً من ملابسات اغتيال العميد جاد تايه، أنهم يرفضون رفضاً مطلقاً اتهام أي من عناصرهم سواء أكانوا هم القتلة أم مشتبهاً فيهم في محاولة لاعلاء شأن عناصر حركتهم فوق القانون وفي أي شكل كان حتى ولو بإقالة لجنة التحقيق والمطالبة بمحاكمة اللواء الطيراوي جراء كشفه المستور مما يؤكد تورطهم في عملية الاغتيال. والمثير في صورة مرافقي رئيس الوزراء وهم يوجهون فوهات بنادقهم نحو صدور المتظاهرين العزل في باحة المجلس التشريعي وألسنتهم تنطق بأفظع الالفاظ في حق نساء فلسطين، انهم وصفوا بالأسود ولا أدري ان كان ذلك نضال الأسود في سبيل الله والوطن؟ وأترك الاجابة لكل عاقل تبقى لديه بعض الشجاعة. والمستنتج من محاولات"حماس"شن حملة على خطاب الرئيس عباس في الأممالمتحدة، أن الحركة التي رفضت عملياً على لسان وزير الخارجية حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق، تعمل باتجاهين، فإما أن تبقى منفردة بالحكومة أو تشكل حكومة الوحدة على أساس برنامجها الحزبي، وإما لا مفر من خيار الحرب الأهلية التي أكد الوزير انها"وصفة سياسية فعالة"، ربما لتقسيم البلاد تنفيذاً عملياً لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يهدف الى تقسيم الوطن العربي الى كنتونات وطوائف دينية. أحمد زكارنه - بريد الكتروني