انتقلت موجة العنف الى كركوك، حيث أسفر انفجار خمس سيارات عن قتل أكثر من 27 عراقياً وإصابة 80 آخرين، في وقت جددت عشائر وأحزاب عربية في المدينة مطالبتها بإطلاق الرئيس المخلوع صدام حسين وأركان نظامه، شرطاً للمصالحة الوطنية. وتزامن هذا التصعيد في المدينة مع الأزمة السياسية الناجمة عن مطالبة الأكراد وأكبر الأحزاب الشيعية بتطبيق الفيديرالية. ولم تغب ظاهرة الجثث"المجهولة"، إذ عثر أمس على 26 جثة في مناطق متفرقة. من جهة أخرى، علمت"الحياة"أن وزراء الداخلية في الدول المجاورة للعراق المجتمعين في السعودية سيوقعون مع نظيرهم العراقي بروتوكولاً أمنياً لضبط الحدود"بمساعدة فنية سعودية". وقتل أكثر من 27 شخصاً واصيب 80 في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وسط كركوك. وقال مصدر في الشرطة ان الهجمات استهدفت"مديرية الجنايات"، ومرآباً للمسافرين، ومعهداً للتطوير المدني، ومنطقة غرناطة حيث مقرات الاحزاب الكردية. الى ذلك جددت عشائر وأحزاب عربية في المدينة مطالبتها بإطلاق صدام وأركان نظامه، شرطاً للدخول في عملية المصالحة، بعد ايام من اغتيال رئيس عشيرة البومحمد الذي كان مؤيداً لهذا المطلب، سبق وأعلنها زعماء عشائر العبيد العربية. وقال الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي من وجهاء عشائر العبيد ل"الحياة"ان"محاولات الاغتيال التي يتعرض لها شيوخ ووجهاء القبائل العربية في كركوك لن تثنيهم عن مطالبهم الوطنية". وحذر الحكومة من"لغة التهديد التي اطلقها المالكي، واذا رغب بالمصالحة الوطنية فعليه الاعتراف بالمقاومة واعادة حزب البعث العربي الاشتراكي الى العمل السياسي بعد تحرير الرئيس من أسره في المنطقة الخضراء". سياسياً يسعى قادة الكتل البرلمانية وزعماء الأحزاب الى عقد اجتماع برعاية رئيس البرلمان لردم الهوة في المواقف حول موضوع الفيديرالية عشية انعقاد جلسة البرلمان المخصصة لقراءة نص مشروع تقدمت به كتلة"الائتلاف"الشيعية لإقامة الاقاليم ونالت تأييد الكتلة الكردية، فيما عارضتها بشدة كتلة"التوافق"السنية التي انضمت اليها، للمرة الاولى أطراف سياسية داخل"الائتلاف"بينها التيار الصدري. وفيما هدد الامين العام ل"مجلس الحوار الوطني"خلف العليان، في تصريح إلى"الحياة"بالانسحاب من جلسة الثلثاء"إذ قدم المشروع"، أكدت مصادر داخل جبهة"التوافق"وجود خلافات في الرؤية بين أحزابها حول المشروع. ويؤيد الحزب"الاسلامي"طروحات حزب"الفضيلة"في اقامة اللامركزية في المحافظات وتشكيل فيديراليات في المدن الكبرى، بينما يرفض"مؤتمر أهل العراق"بزعامة عدنان الدليمي، و"الحوار الوطني"بزعامة صالح المطلك، مشروع القانون رفضاً قاطعاً. في جدة يرأس وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز الاجتماع الثالث لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق. وعلمت"الحياة"من مصادر حضرت الاجتماع التحضيري للمؤتمر الوزاري أنه إضافة الى توقيع بروتوكول تعاون أمني بين الدول المجاورة وحكومة العراق"سيتم الاتفاق على خطوات تنفيذية عدة، لضبط الحدود بمساعدة فنية من الحكومة السعودية، والنقاش الجدي والصريح بين وزراء الداخلية للمخاطر الهائلة المحتملة، من تمدد الانفلات الأمني الى الدول المجاورة". وكان مسؤولون في وزارات الداخلية من الاردن وايران والبحرين وتركيا والعراق والسعودية وسورية والكويت ومصر انهوا مساء امس اجتماعاتهم التحضيرية للمؤتمر الوزاري.