يفتتح الدكتور فتحي صالح مدير مركز التوثيق الحضاري والسيدة بدرية سري مدير متحف الآثار بمكتبة الاسطندرية يوم الثلثاء المقبل، مشروع الدليل الرقمي بمتحف الآثار التابع للمكتبة، وذلك مواكبةًً لكل ما هو حديث في عالم التكنولوجيا الرقمية، حيث يتيح المشروع خدمة جديدة لزائري متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، وهي خدمة الدليل الرقمي، وذلك لوضع المتحف في صفوف المتاحف العالمية التي تستخدم أحدث التقنيات العلمية والتكنولوجية. وتعاقدت المكتبة مع شركة IBM العالمية لتنفيذ المشروع وأشرف على التنفيذ مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي CULTNAT وهو أحد المراكز البحثية التابعة لمكتبة الاسكندرية. ويعد متحف الآثار في مكتبة الاسكندرية ثاني متحف في مصر يطبق فيه هذا المشروع بعد المتحف المصري في القاهرة. والدليل الرقمي عبارة عن جهاز بحجم كف اليد، سهل الاستخدام، يحتوي على شرح صوتي ومرئي للقطع المعروضة بأسلوب واضح. وتقدم هذه الخدمة بثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية. ويمكن للزائر التعرف على مقتنيات المتحف بأكثر من طريقة. فالاختيار الأول هو الجولات المعدة وفقاً للعصر أو الموضوع وتراوح المدة بين 30 و90 دقيقة وعددها ثماني جولات منها"كنوز من الحضارة الفرعونية"و"معتقدات الحياة الآخرة"و"حفائر المكتبة". كما يمكن للزائر أن يكتشف بنفسه عن طريق إدخال رقم الأثر أو اختيار القسم أو باستخدام الصور. ويتاح للزائر أيضاً اختيار نوع الشرح الذي يناسبه فهناك شرح مبسط وآخر أكثر تفصيلاً لمن يرغب في مزيد من المعلومات. وتتوفر أيضاً إمكانات تكبير الصور أو الاستفادة من المحاكاة التخيلية Animation لبعض القطع المختارة والتي تأخذه في رحلة عبر التاريخ. وأخيراً يحصل الزائر على جزء من زيارته مطبوعاً كما ترسل له الجولة كاملة على بريده الإلكتروني. وفي اليوم نفسه، تشهد المكتبة الاحتفال بتوقيع اتفاق يسلَّم بموجبه الموقع الإلكتروني للمتحف المصري العالمي، رسمياً، إلى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع للمكتبة. ويضم المتحف المصري العالمي الآن قاعدة بيانات متاحة على شبكة المعلومات الدولية لما يزيد على أحد عشر ألف قطعة من اثني عشر متحفاً أوروبياً. ويقوم في هذا اليوم مركز بحوث المصريات المعتمدة على استخدام الحاسب الآلي CCER في هولندا، وهو المركز المؤسس للمتحف المصري العالمي برئاسة الدكتور ديرك فان دير بلاس بنقل ملكية وإدارة واستضافة هذا المشروع المتفرد إلى البلد الذي أتت منه كل القطع بالمتحف: مصر. ففي عالم يتجه نحو المزيد من العولمة وتوظيف التقنيات الرقمية، غدت المعلومات عن مقتنيات العالم من القطع الأثرية المصرية القديمة اليوم في متناول مستخدمي شبكة المعلومات الدولية. مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي CULTNAT هو أحد المراكز العلمية والبحثية التابعة لمكتبة الاسكندرية، وتدعمه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويرأسه الدكتور فتحي صالح. وغاية المركز الرئيسية هي توثيق ونشر المعلومات عن تراث مصر الحضاري والطبيعي. أما المتحف المصري العالمي فقد أنشئ في الفترة بين 2003 و2006، من أجل تسجيل وربط ما يقدر بنحو مليوني قطعة أثرية مصرية قديمة موزعة بين نحو 850 مجموعة مقتنيات عامة تنتشر في 69 دولة خارج مصر. وتراوح هذه القطع بين الكبيرة من تماثيل وتوابيت كاملة وبرديات جيدة الحفظ، وصغيرة من تمائم وجعارين وأجزاء تحمل كتابات وأجزاء من نقوش حائطية. وهي تمثل، إلى جانب المعابد والمقابر والتماثيل والكنوز المحفوظة في خزانات العرض بالمتاحف والمخازن بمصر نفسها، التراث الحضاري لوادي النيل ودلتاه عبر خمسة آلاف عام. وتشمل أهمية قاعدة البيانات التي يوفرها المتحف المصري العالمي على شبكة المعلومات الدولية عدداً من الأبعاد تفوق الحصر. فعلى سبيل المثال، هناك القطع التي ينتمي بعضها إلى بعض ولها المنشأ نفسه بموقع أثري معين، لكنها تحفظ بأماكن مختلفة، وهذه يمكن جمعها وتوحيدها تقديرياً. ويمكن كذلك اقتفاء أثر، وتحديد مكان القطع التي لها المالك ذاته، لكنها تبعثرت بين مجموعات مقتنيات مختلفة، كما يمكن مقارنة وتقويم القطع التي تقع تحت التصنيف نفسه، على رغم أنها فعلياً موجودة في متاحف بلدان مختلفة. بالإضافة إلى أن قاعدة البيانات متاحة بسبع لغات أوروبية، هي الهولندية والانكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية والاسبانية. وأضاف مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي اللغة العربية ومختارات من مقتنيات المتاحف المصرية إلى الموقع الحالي. وموقع المتحف المصري العالمي www.GlobalEgyptianMuseum.org على الإنترنت متاح بالمجان، ويضم صفحات خاصة للجمهور، وكذلك للأطفال في المرحلة السنية بين ثمانية أعوام واثني عشر عاماً.