جال أمس، قاضي التحقيق الفرنسي المتخصص في مكافحة الإرهاب جان لوي بروغيير، يرافقه فريق عمل فرنسي متخصص في المجال نفسه في الإدارة المركزية للشرطة القضائية الفرنسية، على كل من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ووزير العدل شارل رزق ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، يرافقه السفير الفرنسي لدى لبنان برنار ايمييه، والقنصل العام جويل غودو. وصرح بروغيير بعد لقائه السنيورة:"أنا هنا في إطار طلب دولي متعلق باغتيال سمير قصير الذي هو موضع تحقيق في فرنسا، بما أنه يحمل الجنسية الفرنسية، وهذا يسمح للسلطات الفرنسية بفتح تحقيق في هذا الإطار وملاحقة كل من يظهره التحقيق فاعلاً في جرم حتى ولو حصل ذلك خارج فرنسا". وأكد ان"هذه القضية مهمة جداً لأنها تتعلق باغتيال مواطن يملك الجنسية الفرنسية، وقصير كان رجلاً له أهميته في لبنان وكان صديقاً لفرنسا، وهذه جريمة كبرى، والقضاء الفرنسي وضع إمكاناته لمعرفة الفاعلين. ومن الطبيعي أن أكون هنا في لبنان حيث وقعت الجريمة، ويجب أن أحصل على تعاون السلطات اللبنانية، وأنا أكيد أنني سأحصل على هذا التعاون في جوانب مختلفة. ولقائي مع الرئيس السنيورة يندرج في هذا الإطار ونحن نعمل في إطار هذه المتطلبات ووضع كل الجهود للوصول إلى اعلان الحقيقة". وما اذا كان يعتقد انه على الطريق الصحيح، اعتبر ان"الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن هذا الأمر، ويجب المحافظة على السرية للتقدم في التحقيق والمكان، والوقت ليس ملائماً الآن لتقديم معلومات. ولذلك نحن نقوم بتبادل المعلومات مع السلطات اللبنانية ونعمل معاً في إطار احترام شرعية قدراتنا لكي تظهر الحقيقة في العلن ونتمكن من كشف مسار التحقيق ونستطيع الحصول على الدلائل القاطعة التي من دونها لا يمكن أن يكون هناك متابعة". وشارك في الاجتماع مع الوزير رزق، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي انطوان خير، المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور ورئيس غرفة لدى محكمة التمييز القاضي مهيب معماري. وكانت النيابة العامة الفرنسية كلفت القاضي بروغيير في تموز يوليو الماضي التحقيق في القضية بناء على الدعوة التي أقامتها أرملته الزميلة جيزيل خوري في فرنسا. وكان القاضي بروغيير أرسل استنابة قضائية بشأن الجريمة عملاً بالقواعد القانونية العامة التي ترعى التعامل القضائي. وانتقل القاضي الفرنسي اجتمع في قصر العدل الى النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا للتنسيق بين التحقيق القضائي اللبناني والفرنسي في الجريمة. واستمع قاضي التحقيق العدلي اللبناني في قضية اغتيال قصير القاضي سامي صدقي الى إفادات عدد من الشهود. وعلم أن القضاء اللبناني وضع بروغيير في أجواء تحقيقاته في الملف التي لم تسفر حتى الآن عن معرفة الجهة التي تقف وراء الجريمة، علماً أن القاضي صدقي يجري تحقيقات مكثفة بسماعه إفادات عدد من الشهود وبينهم موقوفون في جريمة اغتيال الرئيس الحريري من الضباط الأمنيين الأربعة وآخرها سماعه مطلع هذا الأسبوع عدداً منهم، وذلك على خلفية التهديدات التي كان يتلقاها قصير من أجهزة أمنية.