أكدت مصادر أمنية رسمية ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنت في الأيام الأخيرة من إلقاء القبض على افراد شبكة تجسس تعمل منذ سنوات لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية"الموساد". وقالت المصادر ذاتها لپ"الحياة"ان الشبكة تعتبر من أخطر الشبكات وأكثرها تنظيماً مشيرة الى أن بعض أعضائها كانت مديرية المخابرات وپ"حزب الله"أوقفوهم بعد تحرير الجنوب في 25 أيار مايو 2000. وأمضوا أكثر من سنة في السجن بتهمة التعامل مع إسرائيل لكنهم استمروا في التجسس لمصلحة"الموساد". وأوضحت المصادر أن الشبكة تضم عدداً من الأشخاص موزعين على قطاعات معينة في الجنوب وبيروت والضاحية الجنوبية مكلفين بمراقبة المكاتب الرئيسة لپ"الحزب الله"وپ"حركة أمل"ومنازل مسؤولين حزبيين بارزين والسيارات التي يستخدمونها في تنقلاتهم. ولفتت الى ان عناصر هذه الشبكة يتولون بصورة دورية كتابة التقارير السياسية والأمنية وإعداد الأقراص المدمجة حول نشاطات"حزب الله"وتسليمها الى ضباط في"الموساد"عند الشريط الحدودي في بلدة عيترون قضاء بنت جبيل، وتحديداً أمام ما كان يسمى سابقاً ببوابة عيترون. وأكدت المصادر أن آخر لقاء لأعضاء الشبكة مع"الموساد"كان قبل أربعة أيام من بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وكشفت أن ضابطاً في"الموساد"سلمهم مجموعة من الملصقات للصقها على الجدران على عدد من مدن الجنوب وقراه، اضافة الى أماكن محددة في الضاحية الجنوبية وقالت ان هذه الملصقات مصنوعة من مادة فوسفورية وتبث إشعاعات ليزرية ترشد الصواريخ الإسرائيلية الى أهداف معينة في الضاحية والجنوب. كما تعطي إشارات للطائرات الحربية لانتقاء الأهداف المحددة للإغارة عليها. وأوضحت بأن عناصر الشبكة زودوا أيضاً بوسائل اتصال متطورة. تتيح لهم التواصل الاستخباراتي مع"الموساد"في داخل إسرائيل، إضافة الى تزويدهم بأجهزة إرسال لاستقبال الرسائل المرمزة وإيصال المعلومات الى"الموساد"بالطريقة نفسها. من جهة ثانية علمت"الحياة"ان جميع عناصر هذه الشبكة هم من قرى حدودية كانت احتلتها إسرائيل عندما اجتاحت الجنوب للمرة الأولى في آذار مارس 1978.