على رغم نجاح ريهام ابراهيم مذيعةً في قناة"النيل للأخبار"، فإن عشقها للإخراج جعلها تتحدى نفسها وتخرج الفيلم التسجيلي"البريء"الذي حصلت عنه على برونزية مهرجان"الجزيرة"التلفزيوني في دورته الأخيرة يصور الفيلم قصة حياة الفنان الراحل أحمد زكي"الحقيقية"، و"بالتحديد الجانب الإنساني"كما تقول ريهام وتتابع:"بدأنا نصور تطورات مرض الفنان الراحل منذ كانون الثاني يناير 2004 مثل أي جهة إعلامية. وقدمنا في قناة"النيل للأخبار"تقارير إخبارية متنوعة عن الموضوع. وبعد إعلان الوفاة في 27 آذار مارس 2005، صورنا الجنازة. بعد فترة وجدت نفسي أحتفظ بمواد كبيرة عن الموضوع، فقلت لنفسي لم لا أصنع فيلماً عن هذا الفنان الكبير؟ وهكذا كان. عرضت الموضوع على رئيسة القناة هالة حشيش التي رحبت بشدة بالفكرة لأنها كانت تدرك مدى حماسي لخوض هذه التجربة، على رغم أنها الأولى لي في الإخراج". وطبعاً يمكن ان يتصور المرء أن تجربة من هذا النوع ستكون حافلة بالصعاب. ولعل أبرز ما واجهته ريهام كان الغوص في ذاك الجانب الخفي من حياة احمد زكي: طفولته وسنواته الأولى. تقول:"واجهت صعوبة كبيرة في اكتشاف مرحلة ما قبل دخول أحمد زكي المجال الفني. كان علي أن أسافر الى الشرقية، والتقي والدته التي رفضت في البداية الكلام. صورنا مدرسته الابتدائية والثانوية الصناعية والمسرح الذي بدأ فيه خطواته الاولى في الفن، وفوجئنا بأن هذا المسرح تم تحويله الى مخزن كتب. وبالفعل عشنا طفولة أحمد زكي من خلال حكايات مثيرة سمعناها عن صاحب دبلوم"الصنايع"الذي لم يتوقع أحد من أقاربه أن يتحول يوماً إلى نجم تعشقه الجماهير". وتروي ريهام ابراهيم كيف أتتها فكرة الاشتراك في مهرجان"الجزيرة"بعد سماعها الإعلان عنه على الشاشة الصغيرة. تقول:"عندما سمعت الإعلان الذي يقول:"كل إنسان بداخله طفل، وكل طفل بداخله فنان، فلماذا لا نطلق أي فنان للعالم"، سارعت بإرسال شريط الفيلم للدوحة للاشتراك بالمسابقة. وكانت مفاجأتي كبيرة حين اتصلوا بي ونظموا عرضاً خاصاً للفيلم". لكن كيف استقبلت ريهام لحظة الفوز بالجائزة؟"كنت في منتهى السعادة وكان بجواري الفنان الكبير نور الشريف الذي يشجع الفن الحقيقي. وبهذه المناسبة أوجه اليه جزيل الشكر لكونه قدم صوته للإعلان الخاص بالفيلم من دون مقابل، كما حاول أن يساعدني في الحصول على لقطات نادرة لأحمد زكي يمتلكها نظيم شعراوي". مشوار ريهام ابراهيم الإعلامي بدأ في إذاعة"صوت العرب"، ثم انتقلت الى قناة"الأسرة والطفل"قبل ان تستقر في"قناة النيل الدولية". وعن تجربتها مع قناة"النيل"تقول:"وضعت حجر الأساس في تكوين شخصيتي الإعلامية، وخضت فيها تجارب مهمة في مسيرتي الإعلامية، منها تكريمي من قبل السيد الرئيس محمد حسني مبارك على الحوار الخاص بمكافحة إدمان الفتيات في مصر والذي شاركني فيه زميلي علي مبارك. إضافة الى حصولي على لقطات نادرة لضحايا العبارة السلام 98 أثناء غرقها. باختصار اعتبر القناة اكاديمية مكتملة الأركان نجد فيها المواضيع المتنوعة من رياضة واقتصاد وفن". وحول مواصفات المذيعة الناجحة تقول ريهام:"المذيعة الناجحة هي التي تبتعد عن الافتعال واصطناع المواقف وتجمع بين طبيعتها وجدية الوقوف أمام الكاميرا، من دون ان ننسى اهمية الاهتمام بالمظهر الخارجي، وأن تكون على قدر من الثقافة". وتختتم ريهام الحوار قائلة:"أتمنى للإعلام العربي مزيداً من التقدم والازدهار لأننا نملك الكوادر البشرية الهائلة، ولا ينقصنا سوى توظيف هذه الامكانات في الاتجاه الصحيح. وأتمنى لقناة"النيل للأخبار"مزيداً من التطور مع هالة حشيش التي جعلت منها مثالاً يحتذى به في الإعلام المصري. أما على صعيدي الشخصي فأتمنى أن اكرر تجربة فيلم"البريء"الذي هو وسام أعتز به".