يتوجه ملايين الناخبين في بيلاروسيا اليوم الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم، وسط تحذيرات من تدهور محتمل للاوضاع بعدما دعت المعارضة انصارها الى النزول الى الشوارع، فيما لوحت السلطات بالقبضة الامنية وأعلنت انها"ستواجه بحزم محاولات قلب نظام الحكم". وتبدو نتائج عمليات الاقتراع محسومة سلفاً لمصلحة الرئيس الحالي الكسندر لوكاتشينكو، بعدما رجحت مراكز استطلاع قريبة من الحكومة حصوله على نسبة تناهز 60 في المئة من اصوات الناخبين. وينافس لوكاتشينكو على مقعد الرئاسة اثنان من ابرز زعماء المعارضة، هما: الكسندر ميلنيكفيتش والكسندر كوزولين اللذان اعلنا امس توحيد جهودهما لاطاحة الرئيس الحالي الذي يتهمه الغرب بتضييق الخناق على الحريات وانتهاج سياسات ديكتاتورية. وكانت واشنطن فرضت عقوبات اقتصادية على النظام الحالي وأعلنت دعمها تحركات المعارضة لاطاحة لوكاتشينكو. ودعا زعيما المعارضة انصارهما الى الاعتصام في شوارع العاصمة مينسك، وحض ميلنيكفيتش انصار المعارضة على"اختراق الحواجز الامنية"، لكنه شدد على ضرورة عدم اللجوء الى اعمال استفزازية او الدخول في صدامات مع رجال الشرطة الذين انتشروا في شوارع العاصمة مينسك في شكل مكثف منذ ايام عدة. وأعلن المعارضان امس، اثناء لقاء عقداه مع انصارهما في ختام حملتهما الانتخابية، نيتهما التوجه الى البرلمان لحل لجنة الانتهاكات المركزية واعتبار العملية الانتخابية غير شرعية، وذلك رداً على اعلان لجنة الانتخابات ان نسبة 20 في المئة من اجمالي الناخبين البيلاروس ادلوا بأصواتهم باكراً خلال اليومين الماضيين، واعتبرت المعارضة ان السلطات بدأت عملية تزوير واسعة حتى قبل اغلاق الصناديق. من جانبه شدد لوكاتشينكو، في خطاب متلفز بثته القناة الحكومية اول من امس، على انه"لن يسمح للمعارضة المأجورة بتنفيذ مخططها لقلب نظام الحكم"، ودعا الشعب البيلاروسي الى المشاركة بكثافة في عمليات التصويت، مؤكداً عزم نظامه على مواجهة اي محاولات تخريبية بحزم شديد. وكانت السلطات البيلاروسية تحدثت عن محاولات لتكرار سيناريو"الثورات الملونة"التي جرت في السابق في اوكرانيا وجورجيا، وأعرب رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن امله بأن تجرى عمليات الاقتراع من دون عنف وإراقة دماء. الى ذلك، اثار اعتقال السلطات البيلاروسية ثلاثة مراقبين روس ازمة مع موسكو التي لم تخف دعمها الرئيس الحالي. وبررت الاجهزة الامنية اعتقال المراقبين، وهم ناشطون في احزاب ليبرالية روسية، بتوافر معلومات عن انتماء اثنين منهم الى مجموعة شبابية شبه عسكرية يشتبه بتورطها بالتحضير لتفجيرات في بيلاروسيا. ونددت الخارجية الروسية بالاعتقال، وطالبت مينسك بإطلاق سراح المواطنين الروس فوراً، علماً انها المرة الثانية خلال ايام التي يجرى فيها اعتقال مواطنين من دول اخرى في بيلاروسيا بتهمة التخطيط لأعمال عنف. وكانت مينسك اعتقلت عدداً من الجورجيين، ونشرت تسجيلات عن اعترافات ادلوا بها بأنهم قدموا الى بيلاروسيا لتنفيذ اعتداءات، بعدما تلقوا تدريبات في احد المعسكرات الجورجية على ايدي عناصر عربية وضباط اميركيين كلفوهم مهمة تنفيذ سلسلة تفجيرات في مراكز الاقتراع خلال سير العملية الانتخابية.