شهد مدخلا بيروت الشمالي والجنوبي وخصوصاً الطريق المؤدية إلى مقر السفارة الأميركية في عوكر جبل لبنان ظهر أمس، ما يشبه الشلل التام، نتيجة الإجراءات الأمنية المكثفة التي اتخذتها القوى الأمنية لمنع قيام تظاهرة إلى السفارة احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على سجن أريحا واعتقال الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"أحمد سعدات ورفاقه. ولم يتمكن المتظاهرون الذين لبوا دعوة"المنظمة العربية للدفاع عن المعتقلين"من دون مشاركة"حزب الله"وحركة"أمل" من الوصول إلى مقر السفارة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، وقطع الطريق إلى ساحة الاعتصام بأسلاك شائكة، إنفاذاً لقرار محافظ جبل لبنان انطوان سليمان الذي منع التحرك لأن المنظمين لم يتقدموا بطلب ترخيص. وفي حين أكد وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت"أن لجنة ذوي المعتقلين في إسرائيل لم تتقدم بطلب ترخيص للتظاهر"، لفت الأمين العام للجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين في السجون الإسرائيلية محمد صفا إلى"أن هذا اعتصام لا يحتاج إلى ترخيص"، مشيراً إلى أن القوى الأمنية كبلته مع بسام شقيق الأسير سمير القنطار، وقال صفا:"فوجئنا بمعاملة سيئة غير إنسانية، فأنا في المرة الأولى اعتقلت في أنصار على أيدي العدو الإسرائيلي، واليوم اعتقلت للمرة الثانية. وعندما حضر أحد العمداء بعد تكبيلنا سألته: أليس عيباً وخجلاً أن تكبلونا؟ وهل تريدون أن تنقلوا مشهد أريحا إلى لبنان؟ عندئذ فكوا قيودنا بعدما صادروا أجهزتنا الخليوية واحتجزونا في الساحة". وأشار صفا إلى انه سيتوجه والقنطار السبت المقبل إلى جنيف حيث سيُعقد مؤتمر خاص بالمعتقلين وسيقدمان تقريراً عن الذي حصل أمس، موضحاً أن"عشرات القادمين الى الاعتصام أوقفوا على حاجز الأولي في صيدا". وبدوره، قال القنطار:"اعتقلنا لأننا أتينا إلى المكان الذي ليس مسموحاً لأحد أن يحتج فيه، واعتقلنا لأننا أتينا إلى رأس الإمبريالية المتحكمة ليس فقط في قرارات الشعوب بل في مصائرها". وكانت القوى الأمنية نفت في اتصال مع"الوكالة الوطنية للإعلام"خبر توقيف صفا والقنطار والأسيرين المحررين وائل يحيا وعباس حمود بعد ذكر وسائل الإعلام خبر توقيفهما، في حين أفادت مصادر ل"الحياة"أن حاجزاً للجيش اللبناني اخضع صفا والقنطار وحمود للتفتيش خلال توجههم إلى عوكر، حيث طلبت أوراقهم الثبوتية وأوقفوا للحظات، مضيفاً انه حصل تلاسن بين الموقوفين والقوى الأمنية ما اضطر الضابط المسؤول إلى التدخل واخبر العناصر أن التوقيفات ممنوعة، وكذلك التجمعات. ونشر الجيش حواجز تفتيش على طول الطرق الرئيسية للتدقيق في هوية المارة ومحتويات السيارات بحثاً عن أسلحة. وأغلق قسم كبير من المحال التجارية أبوابه وتم وضع ألواح خشب وحديد على الزجاج تفادياً لأي أعمال شغب. وأفادت المعلومات أن الحواجز على مدخل صيدا منعت الركاب الفلسطينيين من التوجه إلى العاصمة. على صعيد آخر، نظم عدد من مربي الدواجن في البقاع أمس، اعتصاماً في ساحة رياض الصلح وسط إجراءات أمنية مشددة. وحمل المتظاهرون صناديق من البيض والدجاج، مطالبين بدعم هذا القطاع. وانتقد عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية علي المقداد تقصير الحكومة في هذا السياق. وأكد عضو كتلة"التحرير والتنمية"النيابية علي حسن خليل انه اتصل برئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي اخبره"أننا حاضرون لمعالجة المسألة، وانه سيتم اليوم اجتماع مع الهيئة العليا للإغاثة لبحث الموضوع".