تصاعدت وتيرة استخدام النساء في الحرب الدائرة بين الجماعات المسلحة المناوئة للعملية السياسية وللوجود الاجنبي منجعة، والقوات الاميركية والحكومة العراقية من جهة أخرى. وتسعى الجماعات العراقية المسلحة إلى الضغط على المسؤولين الاميركيين والعراقيين لتحقيق مطالبها باطلاق"المعتقلات العراقيات"باحتجاز"نساء من المقربين لهؤلاء المسؤولين او من الصحافيات الاجنبيات". وتعمد القوات الامنية الاميركية والعراقية في كثير من الاحيان إلى دهم بيوت المطلوبين او المعتقلين لديها وتعتقل النساء من افراد عائلاتهم للضغط عليهم للادلاء بمعلومات عن عملياتهم. "نساء مقابل نساء"، بات السلاح الاول في الحرب بين المسلحين والحكومة، فخطف المرأة يشكل ضربة في صميم التقاليد الاجتماعية التي تعتبر المحرك الاساس لحياة المجتمع العراقي العشائري، ويمكن عبر هذا السلاح تحقيق الكثير من المطالب. وكانت القوات الاميركية اعتقلت احدى الفتيات في الرمادي بتهمة نسبها إلى ابي مصعب الزرقاوي، المطلوب الاول في العراق، اكثر من مرة ما اثار العشائر في المدينة، مهددة بالعصيان المدني. واعلنت وزارة العدل العراقية امس افراج القوات عن ست عراقيات من اصل ثمانية معتقلات بتهم امنية، نافية ان يكون هذا القرار تلبية لرغبة خاطفي الصحافية الاميركية وشقيقة وزير الداخلية العراقي التي حررت أول من أمس. وكانت جماعة مسلحة هددت بقتل شقيقة الوزير اذا لم يتم اطلاق بعض السجينات كما ان جماعة"كتائب الثأر"هددت بقتل جيل كارول الصحافية الاميركية خلال 72 ساعة ما لم يفرج عن المعتقلات. القوات الاميركية بدورها اطلقت اثنتين من مسؤولي النظام السابق هما هدى مهدي عماش ورحاب طه، العالمتان في مجال الاسلحة الكيماوية لعدم وجود ما يدينهما، وتزامن ذلك مع شائعات غير مؤكدة ان هذا القرار جاء مقابل وقف المقاومة عملياتها ابان الانتخابات. وتقول احدى المعتقلات اللواتي اطلق سراحهن قبل اسبوعين، مفضلة الاشارة إلى هويتها ب ن ل ان اعتقالها جاء بسبب اتهام زوجها بانتمائه إلى احدى الجماعات المسلحة"وعدم تمكن الاجهزة الامنية من اعتقاله". ويسعى اهالي المعتقلات إلى استخدام القانون العشائري لاخراجهن من السجون، وتقول معتقلة ثانية انها خرجت من السجن"بعد تهديد عشيرتي لعشيرة قائد المركز الذي يحتجزني فيه". ويذكر مقربون من عبد مطلك الجبوري، نائب رئيس الوزراء، تبنيه هذا الملف شخصياً بالتوسط بين وزارة الداخلية والقوات الاميركية والعشائر السنية، ويؤكدون اطلاق ثلاث معتقلات من القائم والفلوجة وحي البياع في بغداد على مسؤوليته الخطية وكفالته الشخصية في حال طلبتهم الاجهزة الامنية. ويقول اللواء علي الياسري، قائد قوات شرطة النجدة ل"الحياة"ان استخدام النساء في العمليات الامنية كوسيلة للضغط على الحكومة"لم يجد نفعاً في تخلي الاجهزة الامنية عن هدفها في تطهير العراق من الارهابيين والمجرمين". ويشدد على ان الافراج عن المعتقلات"يتم وفق اجراءات اللجنة الرباعية المكلفة ملف المعتقلين من الرجال والنساء والمكونة من ممثلي وزارات العدل والداخلية وحقوق الانسان وقوات التحالف. ولا يمكن ان ترضخ الحكومة لمطالب جماعات مسلحة".