عندما رآها المدرب الاميركي الشهير جون سميث الذي اشرف على تدريب حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 100 مواطنه موريس غرين، في دورة الالعاب الآسيوية في بوسان الكورية الجنوبية قبل اربع سنوات، لم يتردد في القول حرفيا إن هذه العداءة "تملك مقومات النجاح والتألق في المستقبل، شرط ان تلقى الاهتمام اللازم مع برنامج تدريبي مكثف يتضمن مشاركات تصاعدية". انها العداءة اللبنانية غريتا تسلاكيان التي لفتت الانظار وهي في الپ17 من عمرها، عندما بدأت هواية تحطيم الارقام القياسية المحلية الواحد تلو الآخر في سباقات 100 م و200 م و400 م، فحصلت على جواز سفرها نحو المشاركة في الدورة الآسيوية السابقة التي كانت بمثابة اول اختبار خارجي حقيقي لها. وصحت توقعات المدرب الاميركي سميث لان غريتا حرقت المراحل وراحت تحسن ارقامها من لقاء الى آخر، ولم تجد من ينافسها محلياً لانها كانت تغرد خارج السرب في اختصاصها، فاختارتها اللجنة الاولمبية ضمن الوفد المشارك في دورة الالعاب الاولمبية في اثينا عام 2004. وكانت غريتا عند حسن ظن المسؤولين الرياضيين في لبنان، لانها نجحت في تحسين رقمها القياسي الشخصي عندما سجلت 24.30 ثانية في سباق 200م. وبفضل هذه النتيجة، حصلت تسلاكيان المولودة في 16 اب اغسطس عام 1985 على منحة تدريبية من الاتحاد الدولي لالعاب القوى المخصصة للعدائين البارعين، فتوجهت الى مدينة كولن الالمانية حيث خضعت لمعسكر تدريبي لمدة سبعة اشهر باشراف مدربين معروفين. وتقول غريتا عن تجربتها الخارجية:"لقد كانت حلماً تحقق"، مضيفة"حاولت الاستفادة قدر المستطاع منها، لكن في المقابل تعرضت لاصابة اضطرتني الى الابتعاد من الملاعب لفترة طويلة". أدت الإصابات المتكررة التي تعرضت لها العداءة اللبنانية الى غيابها عن دورة الالعاب العربية في الجزائر عام 2004، ثم وضعت نصب عينيها المشاركة في بطولة العالم في هلسنكي عام 2005، لكنها لم تكن استعادت كامل لياقتها البدنية فغابت عنها. وعن مشاركتها في الدوحة قالت:"لا استطيع التكهن بالنتيجة التي سأحققها في الدوحة، لكن هدفي تحطيم ارقامي الشخصية في المرتبة الاولى خصوصاً النزول تحت حاجز الپ12 ثانية في سباق 100 م". وشرحت تسلاكيان الصعوبات التي تواجهها للارتقاء بمستواها بقولها:"كنا نستعد لدورة الالعاب الآسيوية في لبنان خلال الصيف عندما اندلعت حرب تموز يوليو وما رافقها من احداث مأساوية، فلم نكن في حال نفسية لكي نتدرب بشكل جيد لهذا الحدث القاري الكبير". وتابعت"تأجلت بطولة لبنان بطبيعة الحال، فأرتأى اتحاد العاب القوى ارسال الوفد الذي سيمثله في الالعاب الآسيوية الى سنغافورة، حيث خضعنا لمعسكر تدريبي امتد ثلاثة اشهر باشراف المدرب اللبناني الاصل الالماني الجنسية رالف مشبهاني". وكشفت"كان التركيز خلال هذا المعسكر على تحسين الناحية التقنية اكثر منها على رفع معدل اللياقة البدنية، لكن لم يتسن لي معرفة مستواي الحقيقي، لانني لم اشارك في اي سباق وبالتالي اجهل صراحة ماذا بوسعي ان احقق هنا".