احرق جثمان الديكتاتور التشيلي السابق اوغوستو بينوشيه ليل الثلثاء - الاربعاء في مقبرة في مدينة كونكون الساحلية شمال غرب، وذلك بعد مراسم تشييع عسكرية نظمت له في الاكاديمية العسكرية في سانتياغو بحضور اسرته وآلاف المؤيدين له وواجهت فيها وزيرة الدفاع فيفيان بلانلو الممثلة الوحيدة للدولة هتافات معادية من اكثر من ألفي معارض. وحمل افراد في اسرته الرماد الى مزرعة في لوس بولدوس شرق على المحيط الهادئ التي دأب بينوشيه على زيارتها خلال الصيف. وأكدت لوسيا الابنة الكبرى لبينوشيه الذي اسقط الرئيس الراحل سلفادور أليندي في انقلاب عام 1973، تمسكها بإرث والدها وانتقدت وسائل الاعلام الدولية، بينما عبر احد احفاده عن الشكر لهذا التكريم غير المتوقع للرجل الذي"اسقط حكومة ماركسية في خضم الحرب الباردة". وقال قائد الجيش الجنرال اوسكار ايزورييتا انه"يجب ان يترك للتاريخ تقديم حكم عادل وموضوعي"على عهد بينوشيه، موضحاً انه لا يملك حق تقويم النظام العسكري. وكانت الرئيسة الاشتراكية ميشال باشليه رفضت تنظيم جنازة وطنية لبينوشيه، علماً انها اعتقلت وعذبت في سجن سري عام 1975، وهي ابنة جنرال في سلاح الطيران قريب من أليندي توفي تحت التعذيب في عهد بينوشيه. بدوره، صرح وزير الداخلية بليزاريو فيلاسكو بأن أوغوستو بينوشيه كان ظالماً وألحق أذى بكثيرين، وقال:"سيدخل بينوشيه التاريخ باعتباره ديكتاتوراً انتهك حقوق الإنسان وحقق ثروة من وراء ذلك، ويسلك الاتجاه ذاته كل ديكتاتور يميني في أميركا اللاتينية". وفي مراسم التشييع، علت صيحات الاستهجان الغاضبة من الحكومة على صوت إنشاد الجوقة، ما حتم مطالبة القس بالتزام الهدوء. وحكم بينوشيه تشيلي من عام 1973 حتى عام 1990، وأمضى سنوات عمره الأخيرة في الدفاع عن نفسه ضد اتهامات بالاحتيال والفساد وانتهاك حقوق الإنسان، لكن الوفاة وقعت قبل أن يقدم للمحاكمة. وقتلت قوات بينوشيه حوالى ثلاثة آلاف من معارضيه وخصومه خلال فترة حكمه. كذلك قتل عشرات من ضباط الشرطة العسكرية في خضم العنف السياسي. ويقول مؤيدو الجنرال أن حكمه أنقذ البلاد من الشيوعية وأن إصلاحات السوق الحرة التي وضعها تشكل أساس الاستقرار الحالي.