تمكنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الاسلامي من نزع فتيل ازمة داخلية كبيرة كادت تندلع بسبب ما قالت حركة"حماس"انه انقلاب على الحكومة من جانب بعض الاطراف في حركة"فتح"والاجهزة الامنية. وتوصلت"الجبهة الشعبية"و"الجهاد الاسلامي"الى محددات تساهم في تنفيس الاحتقان الداخلي وسحب المسلحين من شوارع قطاع غزة، ونشر قوات الشرطة بزيها الرسمي فقط وتكثيف وجودها حول المؤسسات الحكومية والعامة خشية قيام مسلحين باقتحامها والاستيلاء عليها او احتجاز رهائن كما اشيع خلال الايام الاخيرة في غزة. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية كايد الغول ل"الحياة"ان الجبهة عقدت لقاءات منفصلة مع قادة حركتي"فتح"و"حماس"، بمن فيهم وزير الداخلية والامن الوطني سعيد صيام بغية التوصل الى اتفاق يمنع وقوع صدامات محتملة أمس. واضاف الغول ان حركتي"فتح"و"حماس"وافقتا على سحب المسلحين وعدم وجودهم في الشوارع، باستثناء رجال الشرطة بزيهم الرسمي الازرق الكحلي. وزاد ان الحركتين اتفقتا على عدم الاعتداء على الممتلكات العامة ومقار الوزارات والهيئات الحكومية، ووقف التصريحات والحملات الاعلامية المتبادلة السلبية، واستبدالها بلغة ايجابية. واوضح ان الاتفاق ينص ايضا على انه في حال وقوع أي حادث او مشكلة ما يجب ان يتم حصرها في مكانها وعدم نقلها الى اماكن اخرى، فضلا عن تفعيل مكتب التنسيق المؤلف من ممثلين عن الحركتين، واسناده بلجنة مؤلفة من امين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية وممثلين عن"الجبهة"و"حركة الجهاد". وكانت"حماس"اتهمت"فتح"بالتخطيط لانقلاب على الحكومة اعتبارا من امس، الا ان حركة"فتح"نفت ذلك تماما. وشهد قطاع غزكة امس هدوءاً شبه تام، وخلت الشوارع الرئيسة من أي مظهر عسكري او مسلح. وجالت"الحياة"امس في عدد من شوارع مدينة غزة، التي تعتبر بارومتراً مهما لقياس درجة الهدوء او التوتر في القطاع، الذي ينعكس عادة في حال حصوله على بقية مدن القطاع. وخلت الشوارع من أي مسلحين او من عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية والامن الوطني، فضلا عن انتشار غير كثيف لرجال الشرطة عند المفترقات والشوارع الرئيسة وحول المؤسسات والوزارات. وتدخل الطقس وساهم في توفير قدر من الهدوء وخلو الشوارع من المسلحين، بعدما هطلت امطار غزيرة في القطاع خصوصاً في مدينة غزة، هي الاولى هذا الموسم. وكان مواطنو القطاع أبدوا تخوفا كبيرا خلال الأيام التي تلت عيد الفطر من احتمال قيام مسلحين باحتلال مقار عدد من الوزارات، خصوصا وزارة المال واحتجاز عدد من كوادر وموظفي حركة"حماس"فيها كرهائن، الامر الذي قابلته الحركة باستنفار شديد في صفوف الحركة وصفوف القوة التنفيذية، قبل التوصل الى اتفاق مع حركة"فتح"بوساطة"الشعبية"و"الجهاد".