عقد الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس، محادثات في منتجع شرم الشيخ تناولت التطورات على الساحة اللبنانية في ضوء مستجدات الملف السوري - اللبناني ونتائج المشاورات والاتصالات الإقليمية والدولية التي قامت بها مصر والسعودية في الفترة الأخيرة. وعقدت المحادثات فور وصول السنيورة الى شرم الشيخ من جدة في زيارة قصيرة لمصر. وكان في استقباله في مطار شرم الشيخ محافظ جنوبسيناء اللواء محمد هاني متولي. وتأتي المحادثات وفقاً لمصادر مصرية، في إطار المشاورات والاتصالات المكثفة التي يجريها مبارك على المستويين الإقليمي والدولي، في شأن تطورات الملف اللبناني- السوري، في ضوء المستجدات التي طرأت على هذا الملف نتيجة التعقيدات الجديدة ونشاط لجنة التحقيق الدولية. ونقلت"وكالة أنباء الشرق الأوسط"المصرية الرسمية عن مصدر ديبلوماسي قوله إن محادثات مبارك والسنيورة"جاءت استكمالاً للمساعي الجارية في هذا الشأن لعرض وجهة النظر اللبنانية على مبارك"، مشيراً الى أنها تأتي بعدما عرض السوريون وجهات نظرهم عليه. وأضاف أن"من الانصاف للجميع ان يستمع الرئيس مبارك الى وجهات نظر الاطراف المختلفين". وذكرت مصادر مطلعة أن القاهرة تسعى الى اقناع اللبنانيين بوقف الحملات السياسية والاعلامية على دمشق لتهيئة مناخ مناسب يسمح بحل الأزمة من دون أن تبدو سورية وكأنها خضعت لضغوط من اي طرف. وقال السنيورة بعد الاجتماع إنه وجد لدى مبارك"عزما على متابعة الامور وتأكيداً لاستقرار لبنان"، وأضاف في مؤتمر صحافي ان لقاءه مع مبارك كان"فرصة طيبة لتداول عدد من الامور لا سيما الاتصالات التي أجريت في الآونة الاخيرة"، مؤكداً"أننا اتفقنا على الاستمرار في التشاور في هذا الشأن". وأشار إلى إنه"كان هناك توافق في كثير من الآراء خلال المحادثات التي تضمنت الخطوات التي يقوم بها مبارك لدعم لبنان وتأكيد سيادته واستقراره وأهمية الاستمرار من دون تحفظ في كشف حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وتابع:"نريد ان يتم التحقيق من جانب اللجنة الدولية من دون اي عوائق ونتمنى في شكل اساسي أن تتعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية"، مؤكداً أن لبنان"لن يتدخل في عمل اللجنة وهي حرة في أداء مهمتها وإن كنا نسمع عن تقارير تتحدث عن بعض التلكؤ من جانب سورية في هذا الشأن". وأضاف أن"هناك مصلحة عربية في أن تتعاون سورية مع اللجنة وهذا ما نتمناه ونعلم أن جميع الاشقاء والاصدقاء يؤكدون ضرورة هذا التعاون". ورداً على سؤال ما إذا كان تم إطلاعه على المشاورات المصرية والسعودية مع سورية، قال السنيورة:"اطلعت على هذه الامور ونحن معنيون مثل غيرنا من الاشقاء ولدينا الثقة الكاملة في لجنة التحقيق الدولية وموضوعيتها ونرى أن ما قامت به اللجنة يؤكد أنها تتسم بالموضوعية ونحن مرتاحون لادائها ولها الكلمة في ما تراه مناسباً ويؤدي إلى معرفة الحقيقة في شأن اغتيال الحريري".