سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعض المعلقين يعتبر ان انسلاخ رئيس الوزراء الحالي عن حزبه بات حتمياً . نتانياهو يرشح نفسه للتنافس على زعامة "ليكود" ويرد على شارون الذي "اختار طرق الانسحابات"
لم يغال أحد المعلقين الاسرائيليين في الشؤون الحزبية حين ساوى بين إعصار"كاترينا"الذي ضرب سواحل الولاياتالمتحدة والعاصفة الهوجاء التي تضرب حزب"ليكود"الحاكم في اعقاب تصعيد الحرب الكلامية بين زعيمه رئيس الحكومة ارييل شارون وأقطاب معسكره من جهة، ووزير المال المستقيل بنيامين نتانياهو وأنصاره من معسكر المتمردين، من جهة أخرى. وخلع أقطاب المعسكرين القفازات ليتبادلوا اللكمات الكلامية لتبدو مسألة حصول شقاق في"ليكود"حتمية على نحو سينعكس على مجمل الحياة والأوضاع السياسية في الدولة العبرية ويدخلها في حال من الارتباك سيقود أول ما يقود الى جمود تام في العملية السياسية مع الفلسطينيين لأشهر عدة. وأمس رد نتانياهو الصاع صاعين لخصمه شارون على النعوت التي أطلقها عليه أول من أمس. وشن عليه وسياسته هجوماً كاسحاً. واعلن نتانياهو في مؤتمر صحافي ترشيح نفسه لزعامة الحزب بداعي ان اسرائيل بحاجة الى رئيس حكومة يقتلع الفساد من السلطة، في اشارة الى ضلوع شارون ونجليه في قضايا فساد، ويحترم العملية الديموقراطية. وقال ان شارون أدار ظهر المجن لسياسة"ليكود"وطريقه واختار طريقاً أخرى، هي طريق اليسار. وتابع ان شارون يهدم البيت ليكود الذي ساعد في اقامته، بيديه و"اختار طريق التراجع والانسحابات"من دون مقابل"واقتلع يهوداً أو جعل من الآلاف منهم لاجئين في بلدهم من خلال انتهاك فظ لمبادئ ليكود والتزاماته لمنتسبي الحزب ومن خلال تصفيق اليسار له". وزاد انه يلتزم باجراء استفتاء شعبي حول أي تنازل عن أراض محتلة والبقاء في ليكود حتى في حال عدم انتخابه زعيماً للحزب، داعياً خصمه الى قبول حكم الناخب والاعلان انه سيحترم رأي الغالبية حتى وان خسر المعركة على زعامة الحزب. وأضاف انه في حال انتخابه رئيساً ل"ليكود"والحكومة المقبلة فسيعمل على"ترميم الدمار"متباهياً بأنه فرمل عملية اوسلو التي كانت ستؤدي الى انسحاب اسرائيل من 96 في المئة من أراضي الضفة الغربية وانه وضع"مبدأ التبادلية"في تعامله مع الفلسطينيين شرطاً لتسليمهم أراض... وزاد ان المطلوب الآن رئيس حكومة"لا يعزز الارهاب". وتابع انه نجح خلال رئاسته الحكومة 1996 - 1999 في"خفض حجم الارهاب"وان الاسرائيليين شعروا بأمان في الشوارع بعدما أوضحت لالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات انه إذا واصل طريق الارهاب سأقضي على سلطته وابعث به وبرفاقه الارهابيين الى تونس من جديد". وتطرق نتانياهو الى الفساد المستشري في اسرائيل"وقد اصبحنا أكثر الدول فساداً واسرائيل بحاجة الى قائد يضع حداً للفساد المستفحل". وازاء هذا التصعيد، رأى معلقون ان الصدام المباشر بين قطبي الحزب سيؤول الى تشرذمه، خصوصاً أن شارون أعلن بكل وضوح أنه لن يقبل بأن يكون الرجل الثاني في"ليكود"، ما يعني أنه في حال فشل محاولات الوساطة التي أطلقها وزير الخارجية سلفان شالوم أمس، فإن شارون سيحسم أمره ويغادر الحزب ليشكل أطاراً حزبياً جديداً يضم شخصيات تمثل"اليمين المعتدل"وتيار الوسط. واعتبرت عناوين الصحف العبرية وتعليقات كبار كتبة الأعمدة فيها قرار محكمة"ليكود"عقد اجتماع لمركز الحزب في 25 أيلول سبتمبر المقبل لإقرار تبكير الانتخابات على زعامة الحزب، بعكس رغبة شارون، بداية عملية اطاحة شارون وفتح باب التنافس على زعامة الحزب. وكتب المعلق في صحيفة"يديعوت احرونوت"شمعون شيفر، القريب من أوساط رئيس الحكومة، ان انسلاخ الأخير عن"ليكود"بات أمراً حتمياً، فيما اشارت الصحيفة الى أن عدد مؤيدي شارون داخل"ليكود"لا يتعدى 900 عضو، وثمة عدد مماثل من معارضي سياسته، مقابل 1200 عضو"حيادي"يؤيدون تقديم الانتخابات لزعامة الحزب. وقال المعلق في الشؤون الحزبية في الإذاعة العبرية إن شارون سيبقى في"ليكود"حتى"الدقيقة ال90"، معولاً على حصول تغيير في موقف أعضاء الحزب أو على نجاحه في اجهاض قرار لمركز الحزب بتبكير الانتخابات الداخلية، مضيفاً أن مسألة انفصاله عن الحزب وتشكيل لائحة انتخابية جديدة ليست سهلة ازاء حقيقة أن عدداً من أركان معسكره لن يغادر الحزب حتى وإن تركه شارون، وهذا ما أراد قوله وزير الدفاع شاؤول موفاز بتسريب أوساطه أنه يعتزم المنافسة على زعامة"ليكود"في حال أخلى شارون الميدان. من جهته، قال وزير الخارجية سلفان شالوم إنه سيحاول اقناع شارون ونتانياهو بالاتفاق حول موعد الانتخابات لرئاسة الحزب وزحزحة كل منهما عن موقفه. واضاف في حديث الى الإذاعة العبرية أمس أنه منذ العام 1977 خسر"ليكود"الانتخابات البرلمانية مرتين لمصلحة حزب"العمل"بسبب انقسامات داخله، محذراً من أن استمرار الصراع بين شارون ونتانياهو سيفقد الحزب دفة الحكم. ورأى وجوب أن يلتزم الحزب المبادئ التي ميزته دائماً، وأن يعمل على تعزيز الاستيطان. لكن مراقبين شككوا في احتمالات نجاح شالوم في مهمته إزاء الكراهية المتجذرة بين شارون ونتانياهو.