تنص خطة"فك الارتباط"على ان"تخلي اسرائيل منطقة شمال الضفة الغربية مستوطنات غانيم، وكاديم، وحومش، وسانور وكل المقرات العسكرية الثابتة في هذه المنطقة وان تعيد انتشارها من جديد خارج المنطقة التي ستخلى". وتعتبر المستوطنات الاربع المذكورة الاصغر من بين تسع مستوطنات اقيمت على اراضي محافظة جنين في فترة متأخرة من عمر الاحتلال وبعد صعود اليمين الاسرائيلي بقيادة حزب ليكود في حينه الى سدة الحكم في الفترة الواقعة بين 1980 -1981. بدأت هذه المستوطنات بمساحات صغيرة وسرعان ما توسعت على حساب مزيد من الاراضي الفلسطينية بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991. ومثل جميع المستوطنات، تحتل هذه المستوطنات المرتفعات التي تشرف على القرى الفلسطينية بهدف السيطرة عليها، كما ان غالبية الاراضي التي اقيمت عليها هذه المستوطنات هي اراض حكومية. وتقع هذه المستوطنات في قلب التجمعات السكنية الفلسطينية وتتداخل معها ويصفها الجانب الاسرائيلي ب"المستوطنات المعزولة"لبعدها عن الكتل الاستيطانية الضخمة التي تمددت غربا لتزيل خط الهدنة لحرب العام 1948 والمعروف ب"الخط الاخضر". وتقع هذه المستوطنات خارج اطار الجدار الاسرائيلي الذي يعيد رسم حدود الضفة وفقا لخطط التوسع الاسرائيلي، من خلال اقتطاع نحو 58 في المئة من اراضي الضفة المحتلة عام 1967. وغادر العدد الاكبر من عائلات المستوطنين هذه المستوطنات خلال الانتفاضة بسبب الهجمات الفلسطينية ضد المستوطنين في هذه المناطق، الامر الذي شكل عبئا كبيرا على جيش الاحتلال. ولا يعتبر اخلاء هذه المستوطنات الاربع، اضافة الى معسكر"عرابة"العسكري، خروجا اسرائيليا كاملا من شمال الضفة حيث يوجد اكبر المستوطنات. مستوطنة"غانيم": تقع شرق جنين، واقيمت عام 1983 على مساحة 185 دونما من اراضي جنين ودير ابو ضعيف، وتصنف اسرائيليا بأنها مستوطنة"مدنية". يبلغ عدد المستوطنين القاطنين فيها 300 مستوطن موزعين على 150 وحدة استيطانية تشمل شوارع داخلية بطول خمسة كيلومترات وعرض اربعة امتار. فيها شبكة صرف صحي وخزان ماء كبير غير مستخدم. تتوسطها فيلا كبيرة اشبه بالقصر تعود ل"مختار المستوطنة"، ويعمل معظم سكانها في منطقة العفولة. مستوطنة"كاديم": تقع شرق جنين، واقيمت عام 1982 على اراضي جنين وقباطية. تقدر مساحتها ب 166 دونما ويبلغ عدد وحداتها السكنية 80 وحدة"وفق نظام كوتج"، اضافة الى خمس فيلات، ويقدر عدد سكانها ب 160 نسمة. فيها مصنع صغير لصناعة اللوحات الكهربائية، الا انه مغلق منذ العام 1998. مستوطنة"حومش": مقامة على اراضي قريتي سيلة الظهر وبرقا وتقع جنوب شرق بلدة سيلة الظهر بارتفاع عن سطح البحر 680 مترا على جبل العتيبات. مساحتها 1550 دونما معظمها اراض حكومية، وهي الاقدم في هذه المنطقة. تم الاستيلاء على جزء من هذه الارض في العام 1975"لغرض التدريب العسكري للجيش الاسرائيلي"، وتحولت عام 1978 الى مستوطنة"مدنية". تطل على شارع نابس-جنين الرئيس ويربطها به طريق بطول كيلومتر واحد وعرض خمسة امتار. يبلغ عدد الوحدات الاستيطانية فيها 105 شقق تتراوح مساحتها ما بين 63 مترا مربعا الى 200 متر مربع. فيها خزان مياه كبير يزود قرية بلدة سيلة الظهر بالماء، ومنطقة صناعية بمساحة 1200 متر مربع ومصنع اغذية ومصنع لقطع السيارات وناد رياضي ومجلس خدمات بلدي وبريد وبرك سباحة وصالات افراح، ونصبت فيها صواريخ"الباتريوت"في حرب الخليج . مستوطنة"سانور": اقميت عام 1977 على اراضي قرية الفندقومية على مساحة 294 دونما. تقع على الطريق الرئيس جنين - سيلة الظهر بين قريتي عجة وجبع. تحتوي على مبنى قديم وجامع احيل الى كنيس. لا يزيد عدد البيوت فيها عن 24 منها اربع يقطنها مستوطنون متدينون. تعويضات المستوطنين خصصت الحكومة الاسرائيلية ثلاثة بلايين شيكل 665 مليون دولار للتعويضات المالية للمستوطنين. وقدمت الادارة المكلفة الاخلاء سلفة تبلغ 50 الف شيكل 11 الف دولار لكل عائلة وقعت موافقة على الرحيل. وستحصل كل اسرة على ما بين مئتي الف و400 الف دولار الى جانب بدلات ايجار للسنتين المقبلتين بانتظار ان تختار هذه الاسر المكان النهائي للاقامة. وستحسب التعويضات على اساس حجم المنزل الف دولار لكل متر مربع من اي منزل يتم اخلاؤه وعدد سنوات الاقامة في قطاع غزة وعدد افراد الاسرة. مبدئيا، سيخسر الذين لم يكونوا رحلوا في 15 آب اغسطس جزءا من التعويضات المحددة من الحكومة لتشجيعهم على اخلاء بيوتهم ومن المساعدات المخصصة لايجاد سكن جديد. وخصصت السلطات الاسرائيلية نحو 2500 حاوية لنقل الامتعة الشخصية للعائلات التي سترحل قبل موعد 17 آب اغسطس الجاري. وفي المجموع ستكلف عملية الانسحاب من قطاع غزة 1.8 بليون دولار.