ضجة حول "مهرجانات بعلبك" عشية افتتاحها . "ألسنة اللهب" تتطاير بعيداً من مدينة الشمس

أياماً قليلة قبل ارتفاع ستارة العرض الافتتاحي ل"مهرجانات بعلبك الدوليّة"، اشتعلت حرب غير متوقّعة بين رئيس بلديّة المدينة التي تستضيف المهرجان واللجنة المشرفة على هذا الموعد المنتظر، ما أثار التخوفات من أن تنعكس هذه الضجّة الإعلاميّة سلباً على انطلاقة التظاهرة العريقة، أما موضوع الخلاف، فهو اختيار العاصمة اللبنانيّة لافتتاح المهرجان، بعيداً عن مدينة الشمس ومدارجها الاثريّة التي احتضنت ذاكرته منذ عقود،
وفيما كانت السيدة مي عريضة تضع مع زملائها اللمسات الأخيرة على المؤتمر الصحافي الذي أقيم مساء أمس في"فوروم بيروت"، إلتقى رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال الصحافة في القلعة، وأشعل حرباً كلاميّة مع إدارة المهرجان الذي يفتتح برنامج هذا العام، يوم 7 تموّز يوليو الجاري، باستعراض ضخم ل"سيرك الشمس"الكندي سيرك دو سولاي" عنوانه"فلايينغ فلايمز"flying flames ألسنة اللهب المتطايرة.
إنتقد رئيس بلدية بعلبك خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامه في الموقع الأثري بين معبدي باخوس وفينوس، افتتاح مهرجانات بعلبك في"فوروم بيروت"بدلا من قلعة بعلبك الاثرية،"المكان الطبيعي للمهرجانات"، وأعلن الجمال، بصفته رئيسا لمجلس بلدية بعلبك، أنّه لن يحضر حفلة الافتتاح"خارج مدينة الشمس، حتى لا تكون سابقة تكرس حالة لا يرضاها اهل مدينتي"، واهاب بلجنة المهرجانات"ألا تحيد بسياسة البرمجة التي تعتمدها عن ارض العمالقة الستة من هياكلها، وعمالقة الفن والابداع على مسارحها.
وكانت إدارة مهرجانات بعلبك قد أعلنت عن عروض"سيرك الشمس"قبل أسابيع، وقبل الاعلان عن سائر عروض البرنامج، وبررت اختيار صالة"فوروم بيروت"آنذاك، باعتبارات تقنيّة... كون مسرح الهواء الطلق لا يمكنه احتضان مشاهد معقّدة تقنياً ولا تخلو من الخطورة، وتتطلّب سقفاً ثابتاً ومؤهلات دقيقة? لكن الجمّال رفض هذا التفسيرة، واعتبره مجرّد"ذريعة"، مذكّراً أن مهرجان بعلبك"استقبل العام الفائت عروض السيرك، ولبّى الشروط التقنية التي احتاجها السيرك، ونفذها بدقّة، وأزال كل العوائق، وأمّن كل ما تتطلبه العروض وتستلزمه المشاهد.
ومن جهتها أصرّت ادارة المهرجان على الخلفيّة التقنيّة البحتة لاختيارها، مؤكّدة تمسّكها بمدينة بعلبك واعتزازها بها? وقدّمت فنّاني الاستعراض للاعلام، تتقدّمهم مصممة الرقص العالميّة ديبرا براون، وقدّمت للصحافة مشاهد من عرض"سيرك الشمس"الكندي الذي سيعرض في لبنان على امتداد ثلاث ليال.
وتجدر الاشارة إلى أن"فلايينغ فلايمز"لا يقتصر على فنون السيرك وألعابه البهلوانيّة، بل هو استعراض فنّي شامل"صمم خصيصاً لمهرجانات بعلبك"، من اعداد مصممة الرقص العالميّة ديبرا براون Debra Brown- حيث تلتقي الموسيقى والرقص والغناء والعناصر السمعيّة البصريّة والألعاب البهلوانيّة والجمباز في احتفال واحد، قائم على الادهاش والابهار.
والكوريغراف الكنديّة ديبرا براون معروفة عالمياً، صمّمت عروضاً بارزة مثل"ألجيريا"، و"أسرار في لاس فيغاس"، إضافة إلى عروض وفيديو كليابات لفنّاني استعراض بارزين بينهم مادونا، كما حازت أسكار أفصل كوريغرافيا على عملها في فيلم Le Bal des Vampires. ويشترك في عرضها اللبناني موسيقيون وعازفون وراقصون ومغنون وفنانو سيرك وبهلوانيون من مونتريال الكندية...