ماذا يحدث حين تلتحم الإذاعة مع الفضائيات؟ وما رد فعل المستمع حين يتحول مشاهداً؟ وهل رؤية مذيع الإذاعة على شاشة الفضائية وهو يقدم برنامجه"الإذاعي"المحبوب يزيد من شعبيته أم ينتقص منها؟ اسئلة كثيرة تثيرها التجربة التي خاضتها إذاعة"نجوم إف إم"الذائعة الصيت التي تبث جانباً من برامجها على شاشة إحدى الفضائيات الغنائية المشهورة. فعلى مدى سنوات طويلة، وتحديداً منذ الانتشار السريع للتلفزيون في مصر في منتصف الستينات، ثم مع هجمة الفضائيات في اوائل التسعينات، انتشرت مقولات مفادها أن"الإذاعة راحت عليها"أو أن"الاستماع إلى المذياع أصبح مقتصراً على أرباب المعاشات"وحتى ربات البيوت اللاتي كن من أخلص المستمعات هرعن إلى وضع أجهزة تلفزيون صغيرة في مطابخهن، ووصلها من ثم بالبث الفضائي. إلا أن ولادة"نجوم إف إم"قبل نحو ثلاث سنوات أعادت إلى الاذاعة جانباً كبيراً من عرشها المفقود، وباتت هذه الاذاعة الخاصة وغير التابعة لاتحاد الاذاعة والتلفزيون، الأكثر انتشاراً بين الشباب وكل من يقود سيارة ملاكي أم النقل العام أو ميكروباص أو سواها من وسائل النقل في القاهرة الكبرى. وأمام هذا النجاح الكبير خاض القائمون على أمر"نجوم إف إم"تجربة البث الفضائي لجانب من الإرسال الممتد على مدار ال 24 ساعة. والحقيقة أن مشاهدة المذيع وهو يتحدث الى مستمعي الإذاعة على شاشة الفضائية جذب الانتباه كثيراً، لا سيما المستمعين والمشاهدين الشباب. وظهر المذيع بملابس كاجوال عادية، من دون بدلة وربطة عنق يتحدث بسلاسة ومن دون حاجة الى ابتلاع القدر المعتاد من النشا"لزوم الظهور"على شاشة التلفزيون، وراح يعلق على رسائل البريد الالكتروني وپ"الرسائل القصيرة"التي وردت إليه ويفصل فقرات حديثه بالأغاني المعتادة، لكنها تذاع كفيديو كليب. اختلاف في التقويم مجموعة من أصدقاء كانوا يتابعون البرنامج على شاشة الفضائية اختلفوا حول تقويم التجربة، فمنهم من اشاد بحداثة الفكرة وأثنى على مبتدعيها، حتى لو كانت منقولة من الغرب، ومنهم من اعتبرها مجالاً جديداً في الإعلام يمزج بين المسموع والمرئي. إلا أن أحدهم خرج برأي مخالف تماماً، فهو نعى - بهذا المزج - جو الإثارة والغموض الذي كان يحيط بكل ما هو نابع من الإذاعة. فمذيع الإذاعة يترك بصوته العنان لخيال المستمع ليتخيله شكلاً وموضوعاً، وفكرة اقتصار معرفة المستمع على صوت المذيع فقط تخلق حالة من الإثارة والغموض التي تزيد من انجذاب المستمع إلى جهاز المذياع. وقال أن انقشاع هذا الغموض يؤثر سلباً في شعبية المذيع. عموماً، الوقت وحده هو القادر على الحكم على هذه التجربة الإذاعية الفضائية سواء انتقصت من إثارة المذيع وغموضه، أو أضافت إلى برنامجه المسموع بعداً مرئياً.