"الحياة" تجول في "مزرعة المشاهير" . هل يكسب "الوادي" رهان "أل بي سي" الجديد ؟

قد يكون من الممتع أن يأخذ المشاهدون، وبعيداً من المشكلات السياسية والاقتصادية كلها التي يرزح تحت نيرها المواطن العربي، إجازة صيفية. فها هي المؤسسة اللبنانية للإرسال"أل بي سي"تعود لتقديم دعوة سفر"غير مجانية"إلى عالم تلفزيون الواقع، رافعة لواء التسلية والترفيه، عبر برنامج"الوادي"الذي يستضيف 14 وجهاً إعلامياً وفنياً ورياضياً لينتقلوا من حياة الرفاهية التي يعيشها أهل عالم الأضواء، إلى حياة بدائية تفرضها مزرعة جميلة بنتها"أل بي سي"في منطقة"سمار جبيل"، شمال لبنان.
"الحياة"قامت برحلة إلى المزرعة الصغيرة وجالت في تفاصيل البرنامج الذي يبدأ عرضه مساء اليوم في"حلقة افتتاحية". جولة سريعة في تلك المزرعة، تكشف للزائر أن الوضع لن يكون سهلاً على أهل المجتمع المخملي حيث يفتقر المكان إلى الكهرباء أو الوسائل التي تعتمدها حياتنا المعاصرة: غرفتا نوم بدائيتان واحدة للرجال وأخرى للنساء، وممنوع على كل فريق زيارة الغرفة الأخرى، غرفة الجلوس البسيطة والمطبخ المؤلف من أواني فخارية قديمة، فرن يعمل على الحطب، وبئر ارتوازي لضخّ مياه الشرب والاستحمام... غرفة لتربية الماشية، وحديقة تعجّ بما لذّ وطاب من المزروعات التي يجب على المشتركين إطعامها للماشية، علماً إنها ستكون ايضاً مصدر قوتهم الوحيد، وفق ما أكده لنا مسؤولون في"أل بي سي"... لمسات خاصة من ماكينة الخياطة القديمة إلى المواشي، والقش المتناثر في كل أرجاء المزرعة... ستنقل المشاهد إلى الحياة التي عاشها قرويو لبنان في بداية القرن العشرين.
العرّابة
ومن أجمل من هيفا وهبي لتكون"عرّابة البرنامج"؟ ستستقبل"صاحبة المزرعة"ضيوفها ال 14، وستعيش مع المشتركين طيلة فترة البرنامج، لكنها لن تصوّت وتختار"النومينه"، بل ستكون"القدوة"التي ستقدم على تنفيذ الخطوة الأولى من كل مهمة تُطلب من سكان الوادي.
يعتمد"الوادي"على أكثر من وسيلة جذب للمشاهدين: ففضلاً عن وجود هيفا، سيحظى تلفزيون الواقع هذه المرّة بكسب ودّ الجمهور الذي ستقوده الحشرية إلى متابعة مشاهير، يعيشون نمطاً مختلفاً عن الذي اعتادوا عليه. سيجبر الوضع الصعب بعضهم على مسايرة بعضهم الآخر، وسيكون من الصعب تخيّل ذلك المطرب يحرث مع دابته الأرض، أو تلك الفنانة تُطعم البقر، وذلك يخرج البيض من قنّ الدجاج... وبما إن المشاركين سيكونون"مراقبين وملاحقين"عبر 64 كاميرا، يقرّ منتج البرنامج زياد كبة بأن مسألة وضع الأقنعة والعفوية ستنكشف منذ الأيام القليلة الأولى.
لن يحلّ ضيوف من خارج"الوادي"على المزرعة، لكن هيفا ستغني وحيدة في"البرايم"الأسبوعي، وستقدم أغنيتين في كل سهرة، علماً أن المشترك الذي يخرج يحلّ ضيفاً على السهرة التي تلي خروجه وسيخبر الجمهور عن تجربته.
من هم المشتركون؟
كثر يسألون عن النجوم الذي قبلوا خوض التجربة. وفي وقت أشار كبة إلى أن النسخة العربية من برنامج"مزرعة المشاهير"ستستضيف نجوماً ليسوا"منسيين"في غالبيتهم كما الحال في النسخة الغربية، بل نجوم يتمتعون اليوم بقاعدة جماهيرية كبيرة، وهم من مجالات مختلفة.
وفي وقت رفض كبة الإفصاح عن الأسماء المختارة، أشار إلى أنها تمثل كلاً من السعودية، المغرب، لبنان، الأردن، الإمارات، الكويت، البحرين، ومصر.
تبدأ"أل بي سي"هذا المساء تجربة إعلامية جديدة، أبطالها مشاهير العرب... بينما يتساءل المشاهد عن الاغراءات المادية التي قبل هؤلاء على أساسها المشاركة وقد يشكل البرنامج دعماً لوجوه بدأ بريق نجوميتها يخفت. ومن جديد، سيقع المشاهد ضحية"اللصلصة"واللعبة الاستهلاكية... ولكن ماذا لو قررت إحدى المؤسسات الإعلامية إقامة مزرعة لبعض الشخصيات السياسية، يختبرون فيها الحياة البدائية الفقيرة، ويذوقون طعم الحرمان الذي يعيش فيه مواطنيهم؟