اعتمد الرئيس حسني مبارك، بصفته رئيس الحزب الوطني الحاكم، لائحة مرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية التي ستجري على ثلاث مراحل بدءاً من التاسع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعقد مبارك اجتماعاً حزبياً أمس مع كبار مسؤولي الحزب راجع فيه اللائحة التي يبدو أنها ولّدت بعد خلافات شديدة داخل الحزب كانت وراء تأجيل الإعلان عن أسماء مرشحيه، وكذلك حال الخوف التي اصابت بعض مرشحي الحزب بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين خوض المعركة الانتخابية. ووصل الأمر داخل الوطني إلى حد تهديد قيادات بارزة ومنهم في القاهرة زعيم الغالبية في البرلمان حسين مجاور والذي يواجه منافسة شرسة من مرشح الإخوان الدكتور محمود منصور، بضرورة أن يسانده الحزب في صورة أكبر. وأشارت مصادر إلى أن"الحزب ما زال في حيرة في اختيار مرشحيه"في ظل حال التوتر التي اصابت قياداته بعد أن أعلن عدد من المستبعدين من لائحة المرشحين خوضهم الانتخابات كمستقلين، أو الانضمام الى أحزاب المعارضة لخوض الانتخابات. وفشل وزير التنمية المحلية الدكتور عبدالرحيم شحاتة في كسب تأييد المجمع الانتخابي في دائرة الجمالية - دقهلية بعد أن اسقطه في المجمع النائب الحالي للدائرة السيد محمد نجيب خالد. كما فشل عبدالرحيم في كسب تأييد محافظة الفيوم بعد محاولة جس النبض التي أجراها في جلسة سريعة في مكتب محافظ الفيوم أول من أمس. يأتي ذلك في الوقت الذي أحدث فيه الحزب الوطني مفاجأة من النوع الثقيل بعد ترشيحه رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشعب السابق السيد عبدالرحيم الغول الذي فشل في انتخابات عام 2000، فيما تراجع الحزب الوطني عن قراراته السابقة باستبعاد السادة حمدي السيد وعاطف الأشموني وحشمت فهمي وإيهاب العمدة ومحمد موسى ومحمد جويلي بعد 24 ساعة فقط من صدور قرار استبعادهم. وأكدت المصادر أن هناك دوائر ساخنة ما زال الحزب الوطني يبحث عن أسماء مرشحيها بدقة، خصوصاً في دائرة الدقي والعجوزة، بعدما حذّر 7 من أعضاء الوطني، في مذكرة قدموها إلى أمين الحزب الدكتور مكرم جمعة هلال، من عودة الحزب الى إعادة ترشيح النائب الحالي للدائرة على مقعد العمال السيد سيد جوهر. ويتقدم هؤلاء المنتقدون السادة: عضو مجلس محلي مدينة الجيزة رجب رواش، رئيس مجلس محلي حي العجوزة عبدالغفار الدهري، وعبدالمحسن الشاهد ومحسن الشاذلي وصالح الكحلي وعبد المحسن أحمد وعلاء مصطفى خطاب. كذلك أفيد ان الحزب الوطني يسعى الى تهدئة الأوضاع في دائرة وادي النطرون ومركز بدر بعد أن أعلن السيد عبدالحليم النايض تقديم استقالته من أمانة الوطني واستمراره في معركته الانتخابية ضد وزير الزراعة أحمد الليثي. وتدور في الدائرة نفسها وزير الزراعة معركة شرسة على مقعد العمال بين النائبين الحاليين للدائرة السيدين عطية مسعود وأحمد كتوبة اللذين وقعا في مأزق بحيث أصبح المطلوب منهما واحد فقط وعلى أحدهما الإحاطة بالآخر. وأشارت المصادر الى أن من بين الدوائر"الملتهبة"أمام الحزب الوطني دائرة روض الفرج التي تشهد عداء مستمراً منذ عشر سنوات بين النائب الحالي للدائرة السيد عبدالرحمن راضي وعضو الحزب الوطني الذي قدم أوراق ترشيحه للمجمع السيد أحمد عبدالموجود الذي يطعن في عضوية راضي أمام كل الجهات الأمنية والرقابية. وفي دائرة المنتزه ما زال الحزب في حيرة بعد أن أعلن السيد علي سيف نائب الدائرة الحالي خوض الانتخابات مستقلاً في حال استبعاده وترشيح الدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الاسكندرية والذي تم فعلاً ترشيحه. وما زالت دائرة كفر شكر تشهد صراعاً عائلياً عنيفاً بعد إصرار السيد خالد محيي الدين على خوض المعركة الانتخابية في مواجهة ابن اخيه الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار الذي يرفض أيضاً كل الوسطات للتنازل لعمه. وأرجع مراقبون إصرار وزير الاستثمار على خوض المعركة الى رغبته في إعادة مقعد والده صفوت محمود محيي الدين الذي كان يحتل مقعد البرلمان حتى عام 1984 انتزع خالد محيي الدين المقعد من والده الذي توفي وهو عضو في مجلس الشورى. وفي اللحظات الأخيرة أعاد الحزب الوطني ترشيح وزير الزراعة السابق الدكتور يوسف والي وفايدة كامل وجميع الوزراء باستثناء وزيري التربية والتعليم والتنمية المحلية اللذين سحبا ترشيحهما. كذلك اعاد الحزب ترشيح السيدات والسادة: مصطفى السلاب وثريا لبنة وعماد الجلدة وحسام بدراوي وأحمد عز ومحمد علي محجوب وأمين مبارك وعبدالعزيز مصطفى ومنصور عامر وأحمد عبدالستار خضر وحازم حمادي وأحمد أبو حجي ومحمد أبو العينين والسيد راشد وحمدي الطحان وطلعت مصطفى. من جهة أخرى اتهم حزب التجمع اليساري المعارض الحزب الحاكم بالسطو على رمز"الهلال"لمصلحة كل مرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة، وذلك قبل أن يفتح باب الترشيح غداً السبت.