تُعتبر الانتخابات البرلمانية"مناسبة سعيدة"لفقراء العراق الذين ينتظرون هدايا قيمة من الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال الذين قرروا خوض"المعركة"والحصول على مقعد في البرلمان العراقي. مدفأة نفطية، أو عقال رأس، أو"بطانية تقي برد الشتاء القارس"، وكذلك"تلفزيون ملون"وأحذية ودعوة الى تناول طعام الغذاء أو العشاء لمن يدلي بصوته لصاحب القائمة الانتخابية او تلك. في وقت مبكر من الشهر الجاري، بدأ رؤساء القوائم الانتخابية، من الكتل السياسية المشاركة، في محافظة صلاح الدين البالغ عددها 46 قائمة انتخابية ل46 كتلة سياسية بعقد لقاءات للاهالي في دور ومضايف شيوخ العشائر في تلك المناطق وإقامة وجبات غذاء أو عشاء لكسب الأصوات مقابل هدايا عينية توزع للحاضرين. عائلة رائدة محمد علي من مدينة الدور 30 كلم شمال سامراء، حصلت على"بطانية"مقابل أن تدلي بصوتها لأحدى القوائم الانتخابية، وقالت:"اعطوا زوجي بطانية وطلبوا منه أن يدلي بصوته وصوتي لصاحب القائمة التي أرسل لنا الهدية". وقال المواطن أنور نعمان:"لم استطع حضور دعوة الغذاء، التي اقامتها احدى الكتل السياسية في المحافظة لانتخاب قائمته، ولهذا لم احصل على عقال للرأس تم توزيعه لمن لبى الدعوة". وقال المواطن فاضل:"احدهم طرق بابي واعطى مدفأة نفطية لزوجتي وقال لها، هذه هدية من زعيم الكتلة ... وهو يخصكم بالسلام، ويطلب منكم أن تختاروا قائمته"، وأضاف:"اننا فهمنا هذه اللعبة، فعندما يطرق بابنا ونمنح هدية، نعلم أنهم حضروا ليشتروا اصواتنا، في ايام الانتخابات فقط يتذكروننا ويمنحوننا هدايا، في الانتخابات الماضية حصلنا على مدفأة نفطية ايضاً من احد الأحزاب مقابل الذهاب إلى مركز الاقتراع والانتخاب". الكتل السياسية المرشحة للانتخابات عقدت منذ وقت مبكر ايضاً اجتماعات ومؤتمرات مكثفة من اجل كسب أصوات المقترعين الذين يبلغ عددهم في عموم محافظة صلاح الدين وحسب إحصائية مكتب مفوضية انتخابات صلاح الدين أكثر من 564 الف شخص. ومن أكثر القوائم الانتخابية تواجداً وانتشاراً وتنظيماً لهذه الفعاليات في المحافظة قائمة"تجمع الوحدة الوطنية العراقية"وقائمة"كتلة المصالحة والتحرير"برئاسة مشعان الجبوري عضو البرلمان العراقي الحالي، وقائمة"المجلس العموم الوطني العراقي"للمرشح خضر عبدالعزيز الدوري، العضو القيادي السابق في حزب البعث المنحل و"الجبهة العراقية للحوار الوطني"و"مجلس الحوار الديموقراطي"لصالح المطلك. وفي وقت مبكر ايضاً، عُلقت صور المرشحين على واجهات وجدران المؤسسات والمحال التجارية.