أكملت"الحركة الشعبية لتحرير السودان"عملية تسليم أسرى الحرب من الجيش السوداني في شرق البلاد أمس، وأكدت لهم"إنكم احرار وليس بيننا وبينكم أي عداء"، في خطوة تعكس تطوراً ايجابياً في سلام جنوب السودان على رغم بقاء ملف الشرق عالقاً. وسلم القائد في"الحركة الشعبية"الياس ايوة 177 أسيراً من الجنود الحكوميين بينهم اربعة ضباط برتبة نقيب وملازم ثان، الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة شللوب شرق السودان في حضور مسؤولي الجيش الحكومي ومئات من ذوي الأسرى وسكان مدينة كسلا، وسط اجواء من الفرح والزغاريد. ونقل أسرى الى مراسل"الحياة"سعادتهم باطلاقهم بعد سنوات طويلة في الاحتجاز. وقال الجندي محمد يوسف حسن من كسلا:"اليوم أشعر بحريتي بعد ست سنوات من الأسر حيث كنت اعمل في الخدمة العسكرية في غزوة السودان الثانية وكنت استعد للدخول الى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا لدراسة العلوم فيها". وعبر عن أمله باستئناف الدراسة. أما الشيخ منجي البالغ من العمر ستين عاماً فقال والأسى يرتسم على وجهه:"قضيت 39 عاماً في الجيش الى ان تم أسري في منطقة رساي عام 1999، وكلّي شوق لرؤية ابنتي الطفلة التي علمت انها تستعد للجلوس لامتحانات الدخول الى الجامعة". وتحدث أسرى عن معاملة"الجيش الشعبي"لهم ابان الأسر. وذكر موسى محمد نور البالغ من العمر 39 عاماً انه أُسر عام 1997 في منطقة ياي في جنوب السودان و"ان التعامل كان جيداً مع الأسرى، لكن هناك بعض المخالفات من بعض جنود الحركة ضدنا". ويتفق معظم الاسرى على القول ان التعامل معهم كان يتم"وفق المعاهدات الدولية للأسرى حيث نتبادل الرسائل مع أسرنا بواسطة اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومن خلالها نتعرف على الاخبار وننتظر السلام بصبر طويل". واللافت ان بعض الأسرى اطلق منذ نيسان ابريل الماضي، وعمل بعضهم في الأسواق في مناطق سيطرة الحركة في شرق السودان. ورفضت"الحركة الشعبية"، من جهتها، اتهامات بعض الأسرى بسوء المعاملة. فقال الياس ايوة:"نحن لا نقتل الأسرى، ويكفي ان البعض قضى معنا عشرات السنوات وهو يعود الى أهله في كامل صحته. ولو كنا نتعامل بغير المواثيق الدولية لمات كل الأسرى ولما سلم احد منهم. لكنهم هم الآن أمامكم احرار وليس لنا تجاههم اي عداوة". وأضاف:"هم أحرار وكانوا على صلة بأهلهم لدرجة ان بعضهم التقى أهله وبعضهم ذهب اليهم في كسلا وعاد الينا مرة أخرى"، منوهاً الى ان"الحركة الشعبية"تنفذ توجيهات زعيمها الراحل الدكتور جون قرنق الذي"كان يشدد على عدم قتل الأسرى". وأشار الى ان النائب الأول للرئيس السوداني زعيم الحركة سلفاكير ميادريت كان اطلق في رمبيك في الأيام الماضية حوالي 106 من الأسرى، فيما اطلقت الحركة في بداية العام الجاري حوالي ألف اسير للحكومة السودانية اضافة الى اطلاق دفعات أخرى أُطلقت في اعوام مختلفة. ويصل الأسرى الى الخرطوم اليوم الثلثاء ليتم تسليمهم رسمياً الى الحكومة السودانية في اطار اتفاق السلام بين الخرطوم وحركة قرنق.