شعر الكثير من الطلاب العراقيين بخيبة امل عند تأديتهم الامتحانات النهائية في الكليات والمعاهد في العام المنصرم. فقد فوجئوا بمصادرة هواتفهم النقالة لمدة ثلاث ساعات، وهو الوقت المخصص للامتحان. وطبق الاجراء نفسه طوال فترة الامتحانات. وهدفت المصادرة الى منع استخدام الخلوي للغش. فقبل نهاية العام الدراسي المنصرم، وأثناء احد الامتحانات الفصلية، كشف طالب كان يضع جهاز النقال في حزامه وال"سبيكر" الذي يخرج منه في اذنه اليسرى بعد ان الغى صوت النغمة الموسيقية لئلا يعرف المراقب داخل القاعة ما يفعله، بحسب ما أشارت إليه الآنسة يسرى مهدي 23 عاماً، وهي موظفة في كلية الاعلام كانت تراقب في ذلك الامتحان. وقالت: "اكتشفت امر الطالب الذي كان يضع يده اليسرى على اذنه اليسرى حتى لا اشاهد ما وضعه فيها، وعندما سالته لماذا تضع يدك على أذنك؟ اجاب: لأنها تؤلمني! حقيقة الأمر انه كان يتلقى الاجابة عن الاسئلة من شخص آخر يتصل به". وفي الامتحانات الختامية مُنع الطلبة من اصطحاب الهاتف النقال. وأودعت الأجهزة لدى رجال الأمن والاستعلامات وفي هذا السياق، اوضح أحمد علي 28 عاماً، موظف الاستعلامات، ان الاوامر قضت بتفتيش الطلبة وابقاء اجهزتهم الخلوية خارج القاعات. وتحدث زميله عباس كاظم عن الامر نفسه قائلاً: "كنت ارفق مع كل هاتف نقال ورقة مكتوب عليها اسم صاحب الجهاز، لاضعه مع عشرات الهواتف النقالة التي يصطحبها الآخرون". وهكذا فإن التكنولوجيا اضافت الى مشاغل العراقيين هماً لم يكن بحسبانهم. ولم تقتصر الآثار التي خلفتها الاتصالات المتطورة على الجوانب الايجابية. والحال ان هذه التقنيات لم تكن متوافرة أيام حكم الرئيس المخلوع صدام حسين.