اسعار النفط تتجاوز "الحدود الصيفية" مع بوادر توقف انتاج "يوكوس"

استبقت اسواق النفط الدولية توقف انتاج شركة"يوكوس"الروسية، البالغ 1.7 مليون برميل يومياً، ورفعت اسعار الخام على جانبي الاطلسي بنسب تتجاوز"الحدود الصيفية". وبلغ سعر"برنت"مستوى 39.5 دولار للبرميل وسعر الخام الاميركي الخفيف 42.5 دولار. وأكثر ما تخشاه الاسواق عدم قدرة منظمة"اوبك"على تلبية الطلب في الشتاء المقبل ما قد يرفع الاسعار الى مستويات غير مسبوقة خارج فترات الحروب.
ارتفعت اسعار النفط امس الى مستويات تقارب اعلى مستوى لها في 21 عاماً بعدما امرت السلطات الروسية عملاق الطاقة"يوكوس"، التي تنتج خمس النفط الروسي، بالتوقف عن بيع النفط في اطار الاجراءات ضد الشركة. وزادت المخاوف من احتمال عدم قدرة المنتجين على تلبية الطلب الدولي المتزايد على النفط مع اقتراب فصل الشتاء. واضافت الاعطال والمشاكل في عدد من منشآت التكرير في العالم، لقلق السوق في شأن نقص الامدادات من المشتقات. وبعد ظهر امس ارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 41 سنتاً الى 38.95 دولار للبرميل تسليم ايلول سبتمبر، بعدما تجاوز حاجز 39 دولاراً للبرميل في احدى جلسات التعامل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف 48 سنتاً الى 42.27 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"ارتفع اول من امس الثلثاء الى 37.27 دولار للبرميل من 37.02 دولار الاثنين.
ومع انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"بمعدل 30 مليون برميل يومياً تقريباً، لا توجد اي فرصة للانتاج الاضافي لدى اي من اعضائها، باستثناء السعودية، ما يعني ان انتاج"يوكوس"البالغ 1.7 مليون برميل يومياً"لن يُعوض"من نفوط المنظمة الا في حال الضرورة.
وكان مصدر في"يوكوس"قال ان السلطات الروسية أمرت وحدات الانتاج الاربع في الشركة المتعثرة بوقف بيع اي من ممتلكاتها، ومن ضمنها النفط. ومن المرجح ان يُعجل القرار بانهيار الشركة التي تعجز عن سداد ضرائب متأخرة عن عام 2000 تبلغ 3.4 بليون دولار.
وهبطت اسهم"يوكوس"16 في المئة في بورصة موسكو عقب قرار وقف مبيعات النفط، مواصلة هبوطها منذ بدء تعاملات الاسبوع الاثنين. وضاعف من قلق الاسواق انباء المشاكل التي تعطل انتاج مصاف ومنشآت تكرير في المانيا وهولندا وتركيا واليابان. ولا تزال مصفاة رئيسية في كوريا الجنوبية، التي تملك اكبر طاقة تكريرية في المنطقة، تعاني من اثر الاضراب العمالي.
وقال متحدث باسم شركة"ال جي - كالتكس اويل كورب"، ثاني أكبر مصفاة نفط في كوريا الجنوبية، ان المصفاة تعيد بيع النفط الخام الفائض في السوق الفورية بسبب اضراب عمال نقابيين للمطالبة بزيادة الاجور.
وتمكنت المصفاة من استعادة 80 في المئة من طاقتها التكريرية بعدما اصيبت بالشلل الاسبوع الماضي بسبب الاضراب. وتبلغ طاقة المصفاة 650 الف برميل يومياً.
من جهته قال رئيس"اوبك"وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو:"اننا جادون ومخلصون في دفع اسعار النفط الى ما دون حاجز 30 دولاراً للبرميل". الا ان وزير النفط الفنزويلي رافائيل راميريز قال ان"اوبك"لا تملك طاقة انتاج اضافية تساعد في خفض الاسعار، واضاف:"معظم دول المنظمة تنتج بطاقتها القصوى تقريباً".