بدأت الشرطة المغربية تحقيقات مع ثلاثة معتقلين بعد تحسن أوضاعهم الصحية جراء اصابتهم في مواجهة مع قوات الأمن التي دهمت مخبأهم في حي سيدي الخدير الشعبي جنوبالدار البيضاء فجر السبت الماضي. وأُفيد ان قوات الأمن مشّطت كهوفاً ومغاور في المنطقة بحثاً عن مطلوبين آخرين. وذكرت مصادر أمنية ان المعتقلين عبدالمالك بويزاكارن ومحمد الجرموني ومراد المنور كانوا مطلوبين في قضية الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في 16 أيار مايو 2003، ووردت اسماؤهم في إفادات متهمين بالضلوع مباشرة في تلك التفجيرات، خصوصاً الانتحاري محمد العماري الذي لم يتمكن من تفجير نفسه في مدخل فندق فرح في الدار البيضاء نتيجة إصابته بجروح. وقالت المصادر ان مسؤولين رفيعي المستوى في الأمن والدرك زاروا المسكن الذي كان يختبئ فيه المعتقلون، وعُثروا على حاسوب وبطاقات هوية مزورة وتصاميم تشرح طريقة صنع المتفجرات وشارات لرجال الشرطة يُعتقد ان المعتقلين كانوا يستخدمونها خلال تسييرهم "دوريات مزيفة". كذلك عثر المحققون على جوازات سفر. ويسعى المحققون الى كشف علاقة أفراد هذه الخلية بأفراد خلية أخرى فُككت أخيراً في مدينة برشيد جنوبالدار البيضاء. ويُعتقد بأن معتقلين في خلية برشيد أبلغوا السلطات ان بويزاكارن ورفاقه كانوا يزورونهم في منطقتهم، مما أدى الى اعتقالهم. وكان اسم بويزاكارن ورد في التحقيق في هجمات 16 أيار في الدار البيضاء ووزعت الشرطة صورته، لكن تمكن من الفرار والاختباء حتى تاريخ اعتقاله. وورد اسمه أيضاً في إفادات منتسبين الى جماعة "التكفير والهجرة" كانوا تورطوا في قتل أشخاص في الدار البيضاء والناضور بدوافع دينية في إطار تنظيم يتزعمه يوسف فكري المحكوم بالإعدام. وشملت عمليات دهم قامت بها الشرطة قبل أيام خمسة ناشطين في هذه الجماعة في فاس يعملون في قطاع الخياطة والصناعة التقليدية. إلا انه لم يتأكد هل هناك علاقة بين هذه الخلية وخلية بويزاكارن المفككة. وكان المحققون كشفوا في تحرياتهم حول بويزاكارن انه يرتبط بيوسف فكري كونهما يتحدران من الحي الشعبي نفسه "السكويلة" في الدار البيضاء. لكنه ظل متوارياً طوال سنة تقريباً وكان يتنقل مستخدماً هويات مزورة. وعُلم ان استقراره في حي سيدي الخدير في الدار البيضاء لم يمض عليه سوى شهور قليلة، وانه استأجر المنزل هناك بهوية مزورة. وقال سكان في الحي انه ورفاقه سعوا الى عدم إثارة الاهتمام حولهم، وانهم كانوا يعتقدون بأنهم يعملون في الصباغة أو البناء، إذ غالباً ما كانوا يرتدون ملابس عليها آثار الصبغ. وروى شهود ان قوات الأمن التي طوّقت مسكنهم فجر السبت وجّهت اليهم انذارات عدة لتسليم انفسهم، إلا انهم اختاروا المواجهة وحملوا السيوف التي شهروها في وجه كل من كان يقترب منهم، مما أدى الى إصابة رجل أمن بجروح. واستمرت المواجهة بعض الوقت فاستخدم العسكريون الرصاص وأصابوا المطلوبين بجروح. وقال شهود ان قوات الأمن شنّت بعد اعتقال الثلاثة حملة تمشيط في المنطقة امتدت الى الضواحي حيث توجد كهوف ومغاور. ويُعتقد ان هناك عدداً من المطلوبين الفارين بينهم "خطيرون" وفي مقدمهم يوسف عداد وابراهيم حمدي.