أكد المراقب العام للأمن في مدينة مكناس أحمد الدماني أن قوات الأمن اضطرت إلى اطلاق النار في مواجهة أفراد الخلية الإرهابية الذين رفضوا الاستسلام بعد تطويق محل اقامتهم. وأوضح أن أحد أفراد الشبكة حاول أخذ أحد السكان رهينة حين وضع سكيناً على رقبته لمنعه من فتح الباب أمام قوات الأمن. ويُعتقد بأن المتهم الرئيسي في الشبكة توفيق الحنويشي جرح خلال المواجهة، لكنه تمكن من الفرار إلى مدينة فاس التي تبعد حوالى 60 كلم شمال مكناس، حيث اعتقل مع آخرين، في مقدمهم محسن بوعرفة الذي نقل بدوره إلى أحد المستشفيات في فاس لتلقي العلاج بعد اصابته. ووضع الاثنان تحت حراسة مشددة، بينما نقل المتورطون الآخرون إلى العاصمة الرباط لاستكمال التحقيقات معهم. وأشارت المصادر إلى ارتباط المعتقلين بخلية تنظيم متطرف كان يتزعمه المتهم عبدالوهاب الرباع الذي صدر في حقه حكم بالإعدام، لإدانته بجرائم نفذها مع آخرين من "السلفية الجهادية" في مدينة الناضور شمال شرقي البلاد. ويعتقد بأن المتهم توفيق الحنويشي كان عضواً فاعلاً في خلية الرباع، وكذلك رفيقه محسن بوعرفة الذي شارك في عمليات قتل، وسط "أجواء دينية" تبدأ عادة بعد صلاة المغرب، إذ توضع الضحية في وضع تصعب عليها فيه الحركة، فتقد يداه ورجلاه، ثم يخنقه "أمير" الجماعة بيديه. وكان الحنويشي وبوعرفة اختفيا عن الأنظار منذ الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في السادس عشر من أيار مايو الماضي، خصوصاً بعدما وزعت السلطات صورهما ضمن مطلوبين آخرين اعتقلوا لاحقاً. يذكر أن قوات الأمن دهمت أحد البيوت الشعبية في القرية على الضفة الشمالية لأبي رقراق شمال الرباط في الصيف الماضي، كادت تؤدي إلى اعتقال المطلوبين الذين تمكنوا من الفرار بعد استخدام الهراوات والسيوف في مواجهة رجال الأمن. وقال أحد المشاركين في الدهم إن أفراد الشبكة كانوا في صدد إعداد طعام العشاء الذي تركوه ساخناً ولاذوا بالفرار. وبدأت الشكوك الأولى حول ضلوع متطرفين من "السلفية الجهادية" تحوم، إثر مقتل رجل الأعمال اليهودي البير ربيبو في الدار البيضاء في 21 أيلول سبتمبر الماضي. إلى ذلك، اعيد من جديد فتح ملف سرقة أسلحة من ثكنة عسكرية في تازة، خصوصاً بعد العثور على صورة تجمع الجندي الضالع في السرقة مع المتهم الرباع. وساد الاعتقاد بأن الاجراءات الأمنية المشددة التي عرفتها البلاد في نهاية السنة الماضية كانت نتيجة معلومات عن إمكان تعرض بعض المنشآت إلى هجمات إرهابية. إلى ذلك، شيع أمس في مدينة رباط الخيل شمال فاس جثمان رجل أمن قتله الإرهابيون الذين كانوا لجأوا إلى قطع الكهرباء، ابان عمليات الدهم التي تواصلت عبر سطوح المنازل. كما شيع في مكناس جثمان مفتش الشرطة الذي كان ضحية المواجهات، في حضور مسؤولين بارزين.