أكدت ناطقة باسم النيابة الاتحادية الألمانية في كارلسروهي غرب أن العضو البارز في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية عماري صايفي المدعو عبدالرزاق "البارا"، المسؤول عن خطف 32 سائحاً أوروبياً في صحراء الجزائر العام الماضي، اعتقل في تشاد. وأضافت الناطقة فروك كاترين شوتان في تصريح وزعته وكالة "فرانس برس" أن "البارا" الذي أصدر القضاء الألماني مذكرة توقيف دولية في حقه بتاريخ 21 أيلول سبتمبر 2003 اعتقل مع أشخاص آخرين. ويؤكد إعلانها مزاعم جماعة تشادية معارضة كانت أعلنت اعتقاله قبل أسابيع. وكان "البارا"، وهو أبرز القادة الميدانيين في "الجماعة السلفية"، اعتقل شمال تشاد منتصف آذار مارس الماضي مع 16 مسلحاً بينهم سبعة نيجيريين، كما ذكرت مصادر "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة في تشاد" التي اعلنت احتجازه. وأكدت الناطقة باسم النيابة الألمانية أن "البارا" احتجز مع شخص آخر يُعتقد أنه على لائحة المطلوبين الأربعين الذين حددتهم السلطات الجزائرية ضمن عناصر "الجماعة السلفية" الذين شاركوا ونفذوا عملية خطف السياح في الصحراء الكبرى. وفي باماكو أفاد مصدر ديبلوماسي أن إجراءات إدارية "معقدة" بدأت بهدف تسليم "البارا" الى إحدى الدول التي تبحث عنه منذ فترة لتورطه في خطف السياح. ونسبت "فرانس برس" الى ديبلوماسي معتمد في باماكو رفض كشف هويته: "يمكنني أن أقول لكم إنه بعد تحديد هويته في شكل قاطع، شرعنا الآن في إجراءات معقدة لتسليمه رفقة رفاقه الى احدى الدول التي تقوم بالبحث عنه". وتابع: "إنها ليست قضية الجزائر وألمانيا لوحدهما، لكن شأنه يهم كل الدول التي تكافح ضد الإرهاب". وكان السياح ال32 من جنسيات ألمانية وسويسرية وهولندية ونمسوية خطفوا بين شباط فبراير وآذار مارس 2003، وأُفرج عنهم على دفعتين الأولى في أيار مايو والثانية في منتصف اب اغسطس بعدما قدمت عاصمة أوروبية مبلغاً يتجاوز خمسة ملايين يورو للخاطفين. ومن بين المصاعب التي تصادف الدول التي تريد تسلّم "البارا"، مثل الجزائر والمانيا، أن الحركة التي تحتجزه "الحركة الديموقراطية من أجل العدالة في تشاد" هي حركة تمرد غير معترف بها على المستوى العالمي. وتقول مراجع جزائرية أن أزمة "غير معلنة" وراء تأخير بت قضية "البارا"، مشيرة الى غياب وسطاء من شأنهم ضمان نقله من شمال تشاد من دون التسبب في "أزمة ديبلوماسية" مع الحكومة التشادية التي تعتبر "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة" حركة "إرهابية". وتعتقد هذه المصادر أن تأخر القيام بمبادرات لجلب "البارا" لما يزيد على شهرين يعود أساساً إلى هذه القضية. وأفادت مصادر إعلامية، الأسبوع الماضي، أن البحرية الأميركية وضعت طائرة خاصة من نوع "بي3 - أوريون" لرصد تحركات مجموعة "البارا" في منطقة الساحل الافريقي، وأن ذلك الرصد مكن الجيش المالي من اعتراض سبيلها مما دفعها إلى الفرار في اتجاه النيجر حيث لاحقتها القوات المسلحة النيجرية هناك، ففرت إلى تشاد حيث كانت في انتظارها القوات التشادية التي اشتبكت معها بدعم لوجيتسي أميركي. وقتل في هذه الاشتباكات التي استمرت يومين 43 عنصراً من المجموعة بينهم المدعو "بلال"، الساعد الأيمن ل"البارا" الذي انسحب في اتجاه الشمال قبل أن يقع بين يدي "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة" المعارضة للنظام الحاكم في نجامينا. ويقول مراقبون إن تأكيد اعتقال "البارا" من شأنه التأثير في شكل مباشر على نشاط "الجماعة السلفية" في منطقة الساحل الإفريقي نظراً إلى أنه" كان يشرف على عمليات شراء السلاح من شبكات التهريب الناشطة بين الدول الإفريقية. وتفيد معلومات متطابقة ان ما يزيد على 15 مسلحاً من الجماعات الإسلامية المالية والنيجرية قتلوا في الاشتباكات التي وقعت مع الجيش التشادي، مما يرجح أن تكون "الجماعة السلفية" فقدت "وسطاء" كانوا مهمين في النشاط المزعوم لتنظيم "القاعدة" في المنطقة. ويعتبر "البارا" إحدى حلقات الوصل بين "الجماعة السلفية" و"القاعدة". ويقول خبراء على صلة بهذا الملف ان "البارا" عمل المستحيل في الأعوام الأخيرة للحصول على دعم "القاعدة" لخلافة الأمير السابق للجماعة حسان حطاب، وهو ما لم يتسن له.