احكمت القوات الباكستانية الطوق حول طرف ناء من منطقة جبلية وعلى منطقة ادغال حصينة على الجبهة الافغانية حيث يعتقد البعض ان اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" يختبئ. ويبدو ان القوات الباكستانية وضعت هذه المنطقة التي تعرف باسم وادي شوال هدفاً لها، في اطار حملتها لتطهير المناطق القبلية من المقاتلين الاجانب. وكانت هذه المنطقة الحدودية في اقليم وزيرستان الشمالي، تعتبر محظورة على القوات الباكستانية منذ زمن بعيد وتحكمها قبائل البشتون منذ اجيال من دون تدخل من إسلام آباد، ويجد فيها الهاربون من العدالة ملاذاً دائماً. وقال رحيم الله يوسف زاي الخبير الباكستاني في الشؤون الافغانية: "ترددت بعض التكهنات على انها واحدة من الاماكن الممكنة للاختباء" لبن لادن ومساعديه. لكن يوسف زاي ومحللون آخرون يشكّون في ان بن لادن سيبقى هناك ما دام يعرف ان هناك حملة جارية للقبض عليه. ووادي شوال هو واد مرتفع به مناطق غابات ومراع تابعة للقبائل على ارتفاع يقدر بنحو 1300 متر. وفيه قمم يصل ارتفاعها الى 3400 متر. وعادة لا يطأ الغرباء مناطق الادغال الطبيعية على جانبي الحدود غير المرسمة. وأرسلت باكستان قواتها الى المنطقة للمرة الاولى عام 2002 . ولم يعط الجيش الباكستاني تفاصيل عن عملياته الحالية، لكن مسؤولين قالوا ان القوات تتحرك صوب وادي شوال. وقال يوسف زاي ان "هذه المنطقة لم تكن خاضعة للحكومة. انهم يريدون ان يكون لهم وجود دائم لكن هذا امر صعب. هناك غابات ومخابئ طبيعية في الجبال وهي بعيدة جداً. وسمح للسكان بالعيش في حالهم من دون سيطرة الحكومة لمدة طويلة وفرض كلمة الحكومة سيكون صعباً للغاية". ونصب مكمن لقافلة حكومية في المنطقة الشهر الماضي. وقتل اثنان من رجال الحكومة، فيما اشتبكت قوات الجيش مع 500 من مقاتلي "القاعدة" وحلفائهم من رجال القبائل الباكستانية في اقليم وزيرستان الجنوبي الواقع على بعد 50 كيلومتراً الى الجنوب. كما تعرضت قافلة باكستانية اخرى متجهة الى شوال للهجوم في مطلع الاسبوع من جانب رجال قبائل على ما يبدو. ولم تقع خسائر في الارواح. وفي وقت تقوم القوات الباكستانية بحملة على الحدود، تقوم القوات الاميركية بحملة اخرى على الجانب الافغاني من الحدود، في ما وصفته وزارة الدفاع الاميركية بعملية "المطرقة والسندان" لاعتقال بن لادن ورجاله. حاكم محلي يطلب من الإرهابيين المغادرة وعرض حاكم محلي باكستاني أمس، "ممراً آمناً" للمقاتلين الأجانب من "القاعدة"، لكي يغادروا الأراضي الباكستانية. وقال حاكم الإقليم الحدودي الشمالي- الغربي، سيد افتخار حسين أمام مجلس لزعماء القبائل: "إذا أراد الإرهابيون الأجانب مغادرة الأراضي الباكستانية، فنحن مستعدون لتقديم ممر آمن لهم". وأضاف حاكم هذا الإقليم الذي تقع فيه المنطقة القبلية الخاضعة لحكم ذاتي على طول الحدود الأفغانية: "هناك أمر واضح، وهو أننا لن نسمح بوجود أي أجنبي على أراضينا". البحث عن مرتكبي اعتداء كراتشي على صعيد آخر، عمّمت شرطة كراتشي رسماً تصويرياً لرجلين من اصل عشرة متورطين في الاعتداء على مركز شرطة المدينة الذي وقع اول من امس، وأدى إلى مقتل أحد المهاجمين وخمسة من عناصر الشرطة. كما أعلنت السلطات عن جائزة تقدر ب17.500 دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال المشتبه بهم. كما يجري تعقب السيارة المسروقة التي استخدموها في الاعتداء واستقلوها للفرار. وتقول السلطات أن أحد الرجلين اللذين نشرت صورهما حليق ويضع نظارات، بينما الثاني شعره أشعث. وشددت الإجراءات الأمنية في محيط مراكز شرطة المدينة. وتشتبه الشرطة بوقوف جماعة "عسكر جهنغوي" المتطرفة وراء الاعتداء، لا سيما بعد تورطها في هجمات مماثلة في كراتشي. 30 جريحاً في هجوم بقنبلة في كشمير أعلنت الشرطة في كشمير جرح 30 شخصاً على الاقل امس، حين ألقى متشددون اسلاميون قنبلة على مفترق طرق مزدحم جنوب سريناغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير. واستمر عنف الانفصاليين في هذه المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا هذا العام، على رغم التحسن المطرد في العلاقات بين الهندوباكستان الخصمين النوويين اللذين يتنازعان السيطرة على كشمير. وقال مسؤول في الشرطة: "ألقى المتشددون قنبلة على دورية لقوة أمنية وأخطأت القنبلة الهدف وانفجرت على الطريق". وأضاف أن 30 من المشاة وجندياً أصيبوا في الهجوم. ولم تعلن أي جماعة متشددة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في تقاطع مزدحم. وقالت الشرطة ان جنديين اثنين وأربعة مدنيين قتلوا في سلسلة هجمات وقعت هذا الاسبوع في كشمير أنحي فيها باللوم على المتشددين.