اعلنت دار "الفرد كنوبف" للنشر في نيويورك ان مذكرات الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ستصدر في حزيران يونيو المقبل، بعدما قرر تسريع العمل لانجازها مبكراً، تجاوباً مع رغبة عدد من اركان الديموقراطيين الذين ابدوا مخاوفهم من طغيانها على حملة المرشح الديموقراطي الى الرئاسة جون كيري. وتصدر المذكرات في كتاب عنوانه "حياتي" ويتناول فيها كلينتون سيرته منذ فترة شبابه في اركنساو ومرحلة صعوده الى حاكمية الولاية التي يدور في شأنها جدل على صفقات عقارية، انتهاء بنجاحه في الوصول الى البيت الابيض. ويعرض كلينتون نجاحاته واخفاقاته وتاريخه السياسي وحياته الشخصية. وقالت مديرة دار النشر سوني مهتا، ان المذكرات تتسم "بالصراحة"، واعتبرت انها ستكون "اشمل محصلة لفترة رئاسة اميركية". وأضافت ان هذه المذكرات تشكل "قصة شخصية جذابة ونظرة الى الساحة السياسية الاميركية في السنوات الاربعين الاخيرة". وينتظر الفضوليون صدور الكتاب ليطلعوا على رواية كلينتون لعلاقته بالمتدربة الشابة مونيكا لوينسكي والتي تحولت فضيحة عرفت باسم "مونيكا غيت"، وكادت تهدد بإقصائه من الحكم بقرار من المحكمة العليا التي نظرت في القضية العام 1999 وبرأته من تهمة الكذب في شأن تلك العلاقة، من دون ان يبدد ذلك القناعة العامة لدى الاميركيين بأن الرئيس السابق انخرط في تصرفات غير لائقة مع المتدربة الشابة. ويأتي ذلك بعد اعتراف الاميركية الاولى سابقاً السناتور هيلاري رودهام كلينتون بأنها فكرت في الطلاق من زوجها بعد كشف امر علاقته مع مونيكا، وذلك في مذكراتها التي تقاضت 8.1 مليون دولار لقاء نشرها. وحققت مذكرات هيلاري انتشاراً غير عادي وبيع منها 1.7 مليون نسخة. وتقاضى كلينتون بدوره عشرة ملايين دولار سلفاً، لقاء كتابة مذكراته. وتعتزم دار النشر طبع 1.5 مليون نسخة منها في المرحلة الاولى. كما يخطط الرئيس السابق القيام بجولة عالمية لتسويق كتابه، وكان بدأ بذلك فعلاً عندما قال على هامش مؤتمر عن الشرق الاوسط في نيويورك في 19 الشهر الجاري، انه شارف على الانتهاء من الكتابة. وأضاف مازحاً: "اشعر وكأنني سجين افرج عنه بشروط. فأنا اعمل على هذا الكتاب في المنزل ولدي مهلة محددة وأمضي غالبية ليالي وأنا اعمل حتى الثالثة او الرابعة صباحاً. لذا أنا سعيد بهذه المأذونية لأخرج والتقي بالناس". وعبر بعض أركان الديموقراطيين للرئيس السابق عن مخاوفهم من ان تأخير نشر مذكراته الى الصيف، قد يكون له تأثير في حملة كيري التي تنطلق رسمياً في مؤتمر الحزب الديموقراطي المقرر في أواخر تموز يوليو المقبل، سواء بتذكير الناخبين بالاضطرابات التي ارتبطت بسنوات رئاسة كلينتون او بتحويل الانظار عن انجازات الاخير اقتصادياً للتركيز على فضائحه. وكانت دار النشر رغبت اساساً في اصدار الكتاب العام الماضي.