واصل المرشحون للرئاسة الجزائرية جولاتهم الانتخابية في الولايات أمس استعداداً للاقتراع المقرر في 8 نيسان ابريل المقبل. وتحدث الرئيس المرشح عبدالعزيز بوتفليقة طويلاً في تجمعاته عن الأوضاع التي كانت تعيشها الجزائر في التسعينات من "تخريب ودمار"، مبرزاً حصيلة الجهود التي بذلها من أجل اعادة استتباب الأمن والاستقرار في الجزائر قائلاً "اننا لا نريد حرباً أهلية في البلاد". ودعا مقداد سيفي، رئيس الحكومة السابق المنسحب من الترشح للرئاسة، لجان مساندته والمتعاطفين معه إلى وضع إمكاناتهم تحت تصرف المرشح علي بن فليس. وقال في رسالة الى أنصاره: "أنا مقتنع بأن علي بن فليس الأوفر حظاً لإتاحة الفرصة للشعب لتغيير النظام يوم 8 نيسان أبريل، وهو القادر على كسر السلطة التي تمنع شبابنا من تحقيق مستقبله، وعلى تجديد الأمل في أمتنا وشعبنا". أما المرشح عبدالله جاب الله فدعا إلى قطع الطريق أمام "دعاة الاستئصال ومحتكري السلطة وظلمة الشعب البسيط"، معتبراً السياسة التي يتبعها النظام القائم سبباً مباشراً لما تعيشه الجزائر. وقال ان موعد الانتخابات المقبلة سيكون "خطوة في اتجاه القضاء على الآفات التي علقت بالعمل السياسي منذ سنة 1962، خصوصاً تصحيح مسار الجزائر الذي شوه خلال العهدة الرئاسية البائدة". وأكد المرشح فوزي رباعين أنه سيسعى الى تطهير المحيط السياسي والإداري من "أبناء الحركة" الذين وقفوا الى جانب الفرنسيين خلال حرب التحرير. وقال ان هؤلاء "تقلدوا مناصب سياسية في الدولة بعد الاستقلال وعاثوا فيها فساداً". وأشار في تجمعات انتخابية في غرب البلاد إلى ضرورة احترام إرادة الشعب عبر انتخابات شفافة. وانتقد بوتفليقة بسبب ما اعتبره غلقاً للإعلام السمعي البصري في وجه المعارضة، وبسبب "تصرفه في المال العام". أما المرشحة لويزة حنون فدعت المواطنين إلى تصويت عقابي "يكسر شوكة النظام عن طريق الصندوق"، مستشهدة بالتجربة الإسبانية حيث قلب الناخبون التوقعات بالتصويت ضد حكومة خوسيه ماريا أثنار. ووصفت حنون في تجمع لها في مدينة سكيكدة، اقتراع 8 نيسان ب"القنبلة الموقوتة" التي يحتمل أن تنفجر في أي لحظة. واتهمت الحكومة بأنها ترغب في التنازل عن المنطقة الصناعية لمصلحة شركات متعددة الجنسية.