سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منظمات إسرائيلية ستنظم تظاهرات في لاهاي مع بدء محكمة العدل الدولية جلساتها . رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ينتقد خطة شارون ومصادر في وزارة الدفاع تنفي أي تغيير في مسار الجدار
خلافاً لموقف رأس الهرم في الجيش الاسرائيلي، انتقد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي أهارون زئيفي بشدة خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لاخلاء مستوطنات يهودية في قطاع غزة ووصفها بأنها بمثابة "تشريع للارهاب وحافز للفلسطينيين لتصعيد عملياتهم ضدنا". جاء ذلك في الوقت الذي نفى فيه "جهاز الامن" الاسرائيلي امكان ادخال اي تعديل على مسار الجدار الذي تقيمه اسرائيل في اراضي الضفة الفلسطينية المحتلة عام 1967 في تناقض واضح مع تصريحات ممثل الدولة امام المحكمة العليا الاسرائيلية أول من أمس في شأن نية الحكومة اجراء تغييرات على مسار الجدار الذي اقر رسمياً في تشرين الاول اكتوبر الماضي، ما عكس مستوى الارتباك وعدم اليقين السائدين في المؤسسة العسكرية - السياسية الحاكمة في اسرائيل. وصفت مصادر في وزارة الدفاع الاسرائيلية التصريحات والاعلانات الصادرة من مختلف الجهات الرسمية الاسرائيلية في شأن نية حكومة ارييل شارون "تعديل" مسار جدار الفصل قيد الانشاء بأنها "مجرد اقوال"، مشيرةً الى ان القرار الساري لدى الجيش الاسرائيلي الذي يتولى مسؤولية بناء هذا الجدار هو "التسريع" في عملية البناء في المقطع الثاني من المرحلة الاولى بطول أكثر من 200 كيلومتر يمتد من بلدة قانا شمالاً حتى بلدة صوريف في منطقة الخليل جنوب الضفة. وأشارت المصادر ذاتها ان الجيش "لم يتلق من المستوى السياسي أي تعليمات او مجرد تلميح بخصوص اجراء تعديل على المسار المقرر"، مضيفةً ان اي تعديل كهذا "سيكون مجرد تعديل تجميلي من دون أي معنى". وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية نقلاً عن هذه المصادر قولها انه سيجري خلال اليومين المقبلين التوقيع على عقود جديدة مع عدد من المقاولين الآخرين، وان مئات الآلات الهندسية والجرافات ستبدأ العمل في بناء الجدار بشكل متزامن على طول ال200 كيلومتر التي تمثل المقطع الثاني من المرحلة الاولى في الجدار. وعلى الصعيد ذاته، أكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان اعمال البناء في الجدار، سيما في المقطع الذي يحاصر مدينة القدس ويفصلها عن تواصلها الجغرافي مع بقية مدن الضفة والمسمى غلاف القدس "ستتواصل على قدم وساق". ووصف موفاز الجدار المحيط بالقدس بانه "مانع حيوي لأمن الاسرائيليين". وحمّل السلطة الفلسطينية مسؤولية بناء هذا الجدار بالقول ان من بين اسباب بنائه "عدم وجود قيادة فلسطينية قادرة على تنفيذ خطة خريطة الطريق، الامر الذي يلزمنا اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية الاسرائيليين". وقال موفاز لمجموعة من العسكريين الاسرائيليين في "جفعات حبيبة" ان 20 ألف عملية فلسطينية سُجّلَت ضد اهداف اسرائيلية، وكان 16 في المئة منها عمليات "انتحارية". وكان ممثل النيابة العامة الاسرائيلية اشار في جلسة الاستماع الاولى للمحكمة العليا الاسرائيلية الاثنين ان الحكومة ستعدل في مسار الجدار خصوصاً في المقاطع التي لم يشرع في بنائها، فيما تحدثت مصادر سياسية عن تغيير مسار الجدار باتجاه الغرب بمحاذاة خط التماس المعروف ب"الخط الاخضر" الفاصل قبل حرب العام 1967. وبموازاة ذلك، كشف النقاب عن ان عدداً كبيراً من الاسرائيليين سينظمون تظاهرة ستجوب شوارع لاهاي في اليوم الذي تبدأ فيه محكمة العدل الدولية هناك في الاستماع الى مذكرات الاطراف تمهيداً لاصدار رأيها في قانونية بناء الجدار الاسرائيلي. وقالت مصادر اسرائيلية إن المتظاهرين اليهود سيحملون صور اكثر من 900 اسرائيلي قتلوا خلال عمليات تفجيرية وهجمات مسلحة فلسطينية منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية على الاحتلال الاسرائيلي في ايلول سبتمبر العام 2000، وستمر التظاهرة التي سيصاحبها عرض بمحاذاة مقر المحكمة الدولية لهيكل حافلة اسرائيلية تعرضت للتفجير. ووصف الاسرائيليون هذا التحرك بأنه "السلاح السري" الذي ستواجه به اسرائيل الفلسطينيين و"استعداداتهم الاعلامية". وكانت مصادر اسرائيلية كشفت ان الادعاء الاسرائيلي سيعرض اشرطة مصورة لاشلاء اشخاص قتلوا خلال عمليات التفجير. الى ذلك، وجه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي أهارون زئيفي انتقادات شديدة، وان كانت مبطنة، الى خطة شارون لاخلاء عدد من المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، مشيراً إلى ان الفلسطينيين "يفسرون هذه الخطوة على انها انتصار للارهاب وحافز لتصعيد الهجمات المعادية لاسرائيل". وحذر زئيفي امام اعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلي البرلمان من ان "هذا الانسحاب في منظور جهات اسلامية في غزة، يمكن ان يضفي شرعية للارهاب، وتفسر حماس والجهاد الاسلامي، وحتى كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح، الانسحاب على انه خضوع للارهاب، ما سيؤدي الى تصعيد العمليات ضدنا من اجل تحقيق مزيد من الانجازات السياسية". وزاد: "اذا اخلينا قطاع غزة، ستتصارع حماس مع اجهزة الامن الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية من اجل السيطرة على السلطة، اضافة الى محور دحلان - ابو مازن"، مشيراً إلى ان وزير الشؤون الامنية السابق في حكومة محمود عباس ابو مازن عزز قوته في الأونة الاخيرة. واتهم زئيفي ايران و "حزب الله" اللبناني ب"تمويل" العمليات التي تنفذها كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة "فتح" فيما اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ب"مساعدة كتائب الاقصى". وعلى صعيد آخر، أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ان الرئيس السوري بشار الاسد "جدي في محاولته اجراء محادثات سلمية مع اسرائيل". وفي شأن الملاح الاسرائيلي المفقود رون أراد، رأى زئيفي ان "امكان الحصول على معلومات عنه هو الآن اكبر من أي وقت مضى". وشكك النائب يوسي سريد من حركة "ميرتس" اليسارية وعضو لجنة الخارجية والامن مرة اخرى بجدية نية شارون الانسحاب من قطاع غزة. وقال في ختام الاجتماع الذي شارك فيه زئيفي ان شارون "لا يعتمد عليه. نحن نعلم انه في كل مرة يصدر فيها شارون تعليماته لاخلاء مستوطنات تبرز بؤرة استيطانية جديده على سطح الارض". ووصف النائب يحئيل هازان ممثل "لوبي المستوطنين" في الكنيست خطة اخلاء المستوطنات التي أعلن عنها شارون بانها "خطر على اسرائيل"، مضيفاً ان خطة "فك الارتباط" ستؤدي الى "فك ارتباط اليهود عن ارض اسرائيل". وقال: "يجب ان لا نضحي بأمن اسرائيل ومواطنيها من اجل ارضاء الولاياتالمتحدة". فلسطينياً، ترأس الرئيس ياسر عرفات اجتماعاً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جرى خلاله بحث قضية الجدار وخطة "فك الارتباط" الشارونية ومخططات اسرائيل لتهجير بعض المواطنين في منطقة بيت لحم حسب ما اعلنه عضو اللجنة عن الجبهة الديمقراطية صالح رأفت. وكان عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه اشار الى ان السلطة الفلسطينية سترد باعلان فرض سيطرتها على كامل الاراضي المحتلة عام 1967 اذا نفذ شارون خطته الاحادية الجانب.