يواجه وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت سيلاً من الاتهامات المدمرة، تتعلق باستغلاله نفوذه لخدمة علاقته الغرامية مع الاميركية كيمبرلي كوين 44 عاماً. ومن بين الاتهامات ان الوزير الضرير 57 عاماً خرق القوانين في تسهيل منح فيليبينية تعمل خادمة لدى عشيقته المتزوجة، تأشيرة تسمح لها بالبقاء في بريطانيا الى أجل غير مسمى. ونشرت الصحف البريطانية هذه التقارير امس، نقلاً عن تسريبات الى صحيفة "ذي صنداي تلغراف" مصدرها كيمبرلي نفسها. وسارعت المعارضة المحافظة الى المطالبة بتحقيق قضائي في هذه الاتهامات التي تشمل زعم كيمبرلي بأنها انجبت من وزير الداخلية طفلها البالغ من العمر عامين، ثمرة هذه العلاقة غير المشروعة بينهما، علماً انها متزوجة من رجل آخر. وقالت "ذي صنداي تلغراف" إن كلاً من بلانكيت وكيمبرلي أجريا اختبارات على الحمض النووي DNA لكشف الجينات الوراثية أثبتت ان الوزير هو والد الطفل. وتكمن خطورة هذه الاتهامات في أن منصب وزير الداخلية في بريطانيا يعتبر من أكبر المناصب الحساسة في الحكومة البريطانية، خصوصاً أن الوزير الضرير يعرف عنه التشدد في مكافحة الإرهاب والدفاع عن الفضيلة والعمل على تقويم سلوك الشباب والتمسك بالأخلاق الحميدة. ونفى بلانكيت في شدة تلك الاتهامات، ولكنه أقر بأنه قام بفحص طلب التأشيرة التي تقدمت بها المربية الفيليبينية للتأكد من دقة معلوماتها، من دون ان يشارك بحسب قوله، في أي دور بالنسبة الى عملية الموافقة على الطلب. ويذكر ان كيمبرلي تنتظر مولداً جديداً بعد شهرين، ولم تتردد الصحف في التلميح الى انه قد يكون ثمرة تلك العلاقة السرية مع الوزير. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس، دعمه لوزير داخليته في هذه الأزمة، مؤكداً ثقته الكاملة في الاخير. وكان حزب المحافظين المعارض خسر الانتخابات البرلمانية عام 1997 بعد سلسلة من الفضائح الأخلاقية والمالية لعدد من الوزراء. ولم يسترد الحزب حتى الآن ثقة الشعب البريطاني. ومن بين الاتهامات الأخرى الموجهة الى بلانكيت انه أعطى عشيقته المتزوجة تذكرة سفر درجة أولى بالقطارات وهي مخصصة فقط له بحكم عمله كنائب عمالي ووزير. والاتهام الثاني انه قام بالضغط على السفارة الأميركية في لندن كي تصدر جواز سفر موقتاً لنجل كيمبرلي المدعو وليام، وكذلك استخدام عشيقته سيارته الحكومية للانتقال الى منزله حيث يقضي عطلة نهاية الاسبوع في منطقة دربي الانكليزية. وكانت العلاقة المزعومة بين الاثنين بدأت بعد تسعة أشهر من زواج كيمبرلي من ستيفن كوين الايرلندي الأصل وذلك صيف عام 2001. وانتهت العلاقة في الصيف الماضي، بعدما أصبحت حديث الصحف البريطانية. وتأتي هذه الفضيحة قبل نحو ستة أشهر من الانتخابات البرلمانية المرجح اجراؤها في أوائل أيار مايو المقبل.