تحفظت جهات شعبية على إصرار السلطات المصرية على منع جموع الشعب المصري من المشاركة في جنازة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات اليوم، ودعت قوى شعبية وأهلية إلى تنظيم جنازة رمزية في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة لتعويض غياب الجماهير عن الجنازة الرسمية. ونعت القوى السياسية والهيئات الدينية والمنظمات الأهلية الرئيس الفلسطيني وسط حال من الحزن سادت الشارع المصري الذي عرف الزعيم الفلسطيني كما لم يعرف أي زعيم عربي آخر، فيما تجمع عشرات من الفلسطينيين المقيمين في مصر أمام مقر السفارة الفلسطينية في القاهرة، وأقام عشرات منهم في المدن الحدودية في سيناء سرادقات لتلقي العزاء وتأبين الزعيم الفلسطيني. وقال بيان ل"اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية"إن"مكانة عرفات كزعيم تاريخي ورمز لكفاح الشعب الفلسطيني تستوجب أن يكون وداعه إلى مثواه الأخير وداعاً شعبياً إلى جانب الوداع الرسمي الذي تجهز له الحكومة المصرية". ونعى مفتي مصر الدكتور علي جمعة إلى الأمة العربية والإسلامية وإلى الشعب الفلسطيني بكل طوائفه الرئيس عرفات، وقال إن الرئيس"قضى حياته في الكفاح السياسي"، داعيا الأطراف والفصائل والجهات الشعبية والتنفيذية والسياسية الفلسطينية الى"الاتحاد والاعتصام، خصوصاً في تلك الظروف التي تمر بها البلاد الآن والعمل على التماسك والترابط والسير على نهج الرئيس الراحل". كما وصف شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الرئيس الفلسطيني بأنه"كان مخلصاً لوطنه وأمته وعاش حياته يناضل من أجل الدولة الفلسطينية". وأصدرت جماعة"الإخوان المسلمين"بياناً قدمت فيه خالص العزاء إلى الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة"فتح"وكل الفصائل الفلسطينية، وقالت:"ظل عرفات صامداً في وجه الضغوط الأميركية والصهيونية الهادفة إلى تركيع الشعب الفلسطيني ونزع سلاح المقاومة ورفض الإغراءات، كما لم يقبل التهديدات ولم يساوم على الحد الأدنى من حق شعب فلسطين في القدس وعودة اللاجئين ودولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف". وناشدت الشعب الفلسطيني الصامد بكل فصائله"أن تجتمع كلمته في هذه اللحظات الحاسمة وأن ينبذ خلافاته السابقة، ونخص بالذكر الاخوة في حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية". وشددت الجماعة على ثبات موقفها الذي اثبتت التجارب صحته وهو أن"المقاومة هي الطريق الرئيسي لانتزاع الحقوق المشروعة... وان وحدة الصف اليوم تحت راية المقاومة وعلم الجهاد هي الرد الصحيح على المؤامرات الصهيونية والأميركية الرامية، بعد إزاحة عرفات من الطريق، إلى مزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية لتقدم التنازلات التي رفض عرفات تقديمها ولتزرع داخل الشعب الفلسطيني حرباً أهلية وفتنة دامية تدمر ما بقي للشعب بعد أن دمر الاحتلال معظم مقومات الحياة على أرض فلسطين". وأكد الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن الرئيس عرفات كان مناضلاً عتيداً للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وقال في برقية بعث بها الى السيد روحي فتوح الرئيس الموقت للسلطة الفلسطينية انه على يقين من أن حكمة قيادة وشعب فلسطين في ظل هذا الحدث ستحقق الأمل المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ووصف بيان لمنظمة"تضامن الشعوب الافريقية والاسيوية"وفاة عرفات بأنه"يوم حزين في تاريخ العرب أجمعين وتاريخ الفلسطينيين خصوصاً". واعتبر"أن القضية الفلسطينية تمر الآن بمرحلة غاية في الدقة والصعوبة".