رمضان شهر البركات

دعوات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
ورد الدُّعاء في السنة النبوية المطهرة، وقد وصلت إلينا أدعية كثيرة في كتاب الحديث النبوي الصحيحة، وربما كانت هنالك أدعية لم تصلنا، ومن الأدعية الصحيحة من ناحية المتن والإسناد مجموعة من الأدعية التي تضمنها صحيح الإمام البخاري، وقد شرحها الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب "فتح الباري بشرح البخاري"، وسنذكرها بحسب تسلسلها في صحيح البخاري رحمه الله:
11
قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ أَمَرَ رَجُلاً. وحَدَثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، عَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ أَوْصَى رَجُلاً فَقَال: "إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُل: اللهُمَّ أَسْلمْتُ نَفْسِي إِليْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِليْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِليْكَ، وَأَلجَأْتُ ظَهْرِي إِليْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِليْكَ، لا مَلجَأ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلا إِليْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الذِي أَنْزَلتَ، وَبِنَبِيِّكَ الذِي أَرْسَلتَ. فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلى الفِطْرَةِ".
12
قال الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب "فتح الباري بشرح البخاري": أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقه، فَسَاقَ الحَدِيث بِتَمَامِهِ ثُمَّ قَال. كَانَ أَبُو إِسْحَاق يَقُول: "لا مَلجَأ وَلا مَنْجَى مِنْك إِلا إِليْك" لمْ أَسْمَع هَذَا مِنْ البَرَاء، سَمِعْتهمْ يَذْكُرُونَهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَيْضاً مِنْ وَجْه آخَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ هِلال بْن يَسَاف عَنْ البَرَاء.
13
قال الإمام البخاري: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِالمَلكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ النَّبِيُّ، صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ، إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ الليْل، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا"، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ، قَال: "الحَمْدُ للهِ الذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِليْهِ النُّشُورُ".
14
قال الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب "فتح الباري بشرح البخاري": وَفِي البَاب، عَنْ البَرَاء، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق أَبِي خَيْثَمَةَ، وَالثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشه، وَضَعَ يَده اليُمْنَى تَحْت خَدّه الأَيْمَن، وَقَال: "اللهُمَّ قِنِي عَذَابك يَوْم تَبْعَث عِبَادك" وَسَنَدهُ صَحِيح. وَأَخْرَجَهُ أَيْضاً بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أمِّ المؤمنين حَفْصَة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وَزَادَ "يَقُول ذَلكَ ثَلاثاً".
15
قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا، عَبْدُالوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا العَلاءُ بْنُ المُسَيَّبِ، قَال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ البَرَاءِ بْن عَازِبٍ، قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ، إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ، نَامَ عَلى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قَال: "اللهُمَّ أَسْلمْتُ نَفْسِي إِليْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي، إِليْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِليْكَ، وَأَلجَأْتُ ظهْرِي إِليْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِليْكَ، لا مَلجَأَ، وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِليْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الذِي أَنْزَلتَ، وَبِنَبِيِّكَ الذِي أَرْسَلتَ". وَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: "مَنْ قَالهُنَّ، ثُمَّ مَاتَ تَحْتَ ليْلتِهِ، مَاتَ عَلى الفِطْرَةِ".
16
قال الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب "فتح الباري بشرح البخاري": تَنْبِيه: وَقَعَ فِي "مُسْتَخْرَج أَبِي نُعَيْم" فِي هَذَا المَوْضِع مَا نَصُّه "اسْتَرْهِبُوهُمْ: مِنْ الرَّهْبَة. مَلكُوت: مِثْل رَهَبُوت وَرَحَمُوت، تَقُول: تُرْهِب خَيْر مِنْ أَنْ تَرْحَم" اِنْتَهَى وَلمْ أَرَهُ لغَيْرِهِ هُنَا. وَقَوْله "اِسْتَرْهِبُوهُمْ مِنْ الرَّهْبَة"، وَاَلله أَعْلم.