حذر "الحزب الاسلامي العراقي" الأوساط السنية من مغبة الترويج لطروحات متشددة، بخصوص الانتخابات المقبلة والمراهنة على افشالها وتجريدها من الشرعية الدولية، بالتحريض على مقاطعتها لما سيترتب على ذلك من خسارات سياسية للسنّة في المستقبل القريب. وقال عضو المكتب السياسي للحزب أياد السامرائي ل"الحياة" ان "الانتخابات المقبلة ستحظى بالدعم الدولي والشرعية المطلوبة بغض النظر عن حجم المشاركة الشعبية فيها"، مشيراً الى "وجود اجماع دولي على ضرورة الخروج من المستنقع العراقي، الامر الذي يدفع المجتمع الدولي الى القبول بأي تشكيلة برلمانية تفرزها الانتخابات حتى ولو كانت تمثل شرائح المجتمع العراقي في حدودها الدنيا". وكان عدد من رجال الدين السنة اجتمعوا أول من أمس في بغداد برعاية "هيئة علماء المسلمين" وهددوا بمقاطعة الانتخابات المقبلة اذا تعرضت مدينة الفلوجة لهجوم كبير. ولفت السامرائي الى ان "الوضع السني الحالي مربك ويتحمل الكثير من المتغيرات"، موضحاً ان "هيئة علماء المسلمين تشكل ثقلاً سياسيا كبيراً، الا انها تكتسب قوتها من قدرتها على التأثير في نتائج الانتخابات بحض مريديها على المشاركة فيها وتفعيلها". واعتبر السامرائي ان الواقع يشير الى ان "الحزب الاسلامي هو القوة السياسية السنية الوحيدة في الساحة العراقية التي تمتلك قاعدة جماهيرية وقدرة على التأثير إضافة الى مجموعة من القوى السياسية الاسلامية الصغيرة وان من الصعب ايجاد قوى علمانية سنية تتمتع بالعمق والتأثير نفسيهما في الشارع العراقي". واشار الى ان الحزب الاسلامي العراقي يسعى للتباحث مع التيارات القومية وقوى اسلامية شيعية واحزاب كردية وبعض التجمعات العشائرية لعقد تحالفات معها تمهيداً لخوض الانتخابات المقبلة، واشار الى ان الاحزاب الكردية هي المرشح الاقوى والاكبر للتحالف معها، واوضح ان حزبه يفضل خوض الانتخابات بقائمة وطنية موحدة تضم تيارات متعددة تشترك بالاهداف، الا ان هذا لا يمنع الحزب من عقد تحالفات جانبية مع قوى تتبنى طروحات مشابهة لطروحاته، خصوصاً تلك المتعلقة بضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق.